TOP

جريدة المدى > تحقيقات > عيد العمال العالمي ... تاريخ الدفاع عن الحقوق

عيد العمال العالمي ... تاريخ الدفاع عن الحقوق

نشر في: 1 مايو, 2010: 04:58 م

بغداد / سها الشيخليتصوير : سعدالله الخالديمما لا  شك فيه ان الحضارة الانسانية  قامت وازدهرت بسواعد العمال الذين بذلوا جهودهم الجسدية والفكرية لاعلاء تلك الحضارة ، ولكن على الرغم من اهمية الدور الذي قاموا به  قد تعرضوا لشتى صنوف القهر والتعذيب والعمل في الظروف القاسية وغير الملائمة ، وللوقوف على حجم الازمات التي مروا بها لابد  من نظرة سريعة الى المراحل التاريخية التي تخبرنا  عما تعرض له العمال منذ تشكيلهم كطبقة اجتماعية ، فكانوا يستعبدون ويستغلون في اعمال قسرية شاقة .
بالامس احتفل  عمال العالم في الاول من ايار  بعيدهم  استنادا الى تاريخ نضال طويل قاده عمال العالم لانتزاع  حقوقهم من ارباب العمل والحد من اطماعهم ، فكيف ولدت فكرة  الاحتفال بيوم العمال العالمي ؟ فكرة التاسيسولدت فكرة الاحتفال بيوم العمال العالمي في استراليا عام 1856 ، اذ قرر العمال تنظيم يوم للتوقف الكامل عن العمل مصحوب باجتماعات لتحديد ساعات العمل ب8 ساعات ، وقد أبدى العمال الاستراليون شجاعة في تقليص ساعات العمل التي كانت تزيد على 9 ساعات بعد مظاهرات ومطاليب عمالية بتحسين ظروف العمل وتقليل ساعاته وكان لهم ما ارادوا ، وقد حذا حذوهم العمال الاميركيون اذ قرروا ان يكون الاول من ايار عام 1886 يوم توقف عن العمل واعتباره يوم عطلة ، ومطالبين بيوم عمل ذي ثماني ساعات وتحسين ظروف العمل وتشريع قانون خاص بالعمال  وتم تنظيم مسيرات عمالية  حاشدة ، وتعرضت تلك المسيرات السلمية الى مضايقات الشرطة . مؤتمر العمال العالميويوضح استاذ علم الاجتماع    (المتقاعد)  الدكتور  فوزي المياحي :في عام 1890 توحدت الحركة العمالية  في اوربا وصارت اقوى واكثر حيوية ، الاجلى لهذه الحركة حدث في مؤتمر العمال العالمي سنة 1890 ، وقد حضرهذا المؤتمر اربعمائة مندوب من شتى الدول الاوربية ، والتي حددت باجراء مظاهرات ومسيرات عمالية للاحتفال في ذكرى الاول من ايار من كل عام واعتباره عطلة  في كل البلدان وفرصة للتعبير عن كل المطاليب والحقوق العمالية  في جميع بلدان العالم ووقفة شجاعة من قبل الطبقة العاملة في وجه الاستبداد واستغلال جهود العمال من قبل الطبقة البرجوازية .  قضية هايماركتويشير الدكتور المياحي : وقعت هذه الحادثة عام 1886 في شيكاغو نتيجة الاضراب  العام الذي قاده عموم  العمال والحرفيين والمهاجرين وقد فتحت الشرطة النار على اربعة من المضربين واردتهم قتلى وهم من شركة (ماكوميك) للحصاد الزراعي ، وتجمع حشد من الناس في اليوم التالي في ساحة هايماركت وظل الحدث سلميا الى ان تدخلت الشرطة لتفريق  الحشود  ، القى مجهول قنبلة وسط الشرطة، ادى انفجار القنبلة وتدخل شرطة مكافحة الشغب الى وفاة ما لا يقل عن 12 شخصابينهم 7 من رجال الشرطة وتلت ذلك محاكمة مثيرة للجدل حيث تمت محاكمة  ثمانية من المدعى عليهم بسبب معتقداتهم السياسية وليس عن اي تورط في الا نفجار وادت النتيجة الى اعدام سبعة من المضربين ، واججت  هذه الحادثة  غضبا شديدا في ارجاء العالم وظلت ذكرى شهداء حادثة هايماركت تتداول في احتفالات يوم العمال العالمي .  اعتصام عمال السككاستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد  الدكتور ابراهيم عبد الجبار اشار الى انه لا يمكن إنكار الدور الريادي والفاعل الذي قامت به الاحزاب السياسية والنقابات في العراق في بلورة حركة العمال التي يمكن ان نقسمها الى عدة ادوار من التشكيل وهي : الدور الاول : ويبدا من مطلع القرن العشرين المنصرم وتحديدا في دور تشكيل الحكومة العراقية في عهد الملك فيصل الاول وتنامي هذه الحركة وبدء ظاهرة تاثيرها على مسيرة العمال النضالية وخاصة نقابة عمال السكك والنفط ، ففي الخمسينيات كانت نقابة السكك اكبرها قدرة واحسنها تنظيماً وكانت بإضراباتها واعتصامها اثار واضحة في تحسين احوال العمل النقابي و صفوف العمال بل وفي نقابات اخرى مثل نقابة النفط في كركوك التي دفعت لمنتسبي النقابة بالخروج بمظاهرة سلمية تطالب بحقوق العمال، والاحتفال بعيد العمال في الاول من ايار ذهب الكثير من الضحايا قتلى بايدي الشرطة العراقية وقوى الامن في مدينة (جاور باغي) القريبة من شركة نفط كركوك . وكان ان لاقى هذا الاسلوب من النضال احترام بقية الاوساط العراقية حتى وان لم تكن يسارية النزعة ، وفي هذه المرحلة  من الصراع الطبقي اقدمت الحكومة العراقية مضطرة على اصدار قانون عمل في الثلاثينيات من القرن المنصرم الذي خضع الى عدة تعديلات لاحقا ، وتوج بقانون سنة 1958 الذي تراس لجنة صياغته وزير الخارجية العراقية الدكتور هاشم جواد ، ان الواقع ينبئنا في ذلك التاريخ ان للعمال سطوة وحسن تنظيم في تسيير المطالبات وتحقيق الرفاه المادي وزيادة الاجور لعمال العراق . الدور الثاني : ويبدأ في انبثاق ثورة 14 تموز واصدارها القانون التقدمي العمالي الذي يحوي الكثير من المبادىء التقدمية في تمكين العمال للتعبير عن واقعهم وكيفية تحسين هذا الواقع واجبار ارباب العمل لاعطاء العمال حقوقهم الاساسية . وفي هذا الدور كانت مسيرة النقابات العمالية مسيرة واعية مستمرة تضم زخم الأحزاب في تثبيت الحياة النقابية في العراق ، وتم تشكيل نقابات مهنية وحر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram