اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ياعزيزي النائب فادي

العمود الثامن: ياعزيزي النائب فادي

نشر في: 9 يونيو, 2019: 09:48 م

 علي حسين

كلّ شيء فى بلاد الرافدين يجرى بعشوائية، من السياسة إلى التعليم ، وليس انتهاءً بملف النفايات التي لاتريد لها "الماسونية" أن تغادر شوارع وساحات الوطن. 

منذ أيام ونحن نستيقظ صباح كل يوم على خبر حريق في إحدى المناطق الزراعية، وتخرج علينا الأجهزة المختصة لتقول: اطمئنوا كل شيء تحت السيطرة، لنكتشف أن كل الكلام المنمّق عن الاحتياطات والخطط لوقف هذه الكوارث ليس إلا أوهاماً اخترعها مسؤولونا الأكارم، ورددناها معهم على أنها حقائق، ثم نمنا مطمئنين، فلا حرائق بعد أن اكتشف شيخ "المصالحات" عزة الشابندر أن "العراق يحتاج إلى حركة تصحيحية أخلاقية وفكرية ." 

بينما باغتنا، أمس النائب فادي الشمري بمفردات مبتكرة ، ومنقّحة، من قاموس سياسي يتعرف المواطن العراقي على ما فيه من طرائف وعجائب ومآسٍ، حيث كتب على صفحته في موقع تويتر أن "العراق هاي السنة زارع ١٢مليون دونم، والمساحات الي احترگت ٧٨٠دونم بس!..والبچي صارله خمسة ايام بالفيس ممتوقف عالأراضي اللي احترگت." 

يحاول النائب أن يقنع متابعيه بأن الباكين والشاكين حول حرائق المحاصيل الزراعية مسألة فيها تعطيل لحركة التطور التي يشهدها العراق خلال دورة البرلمان الخالية . المواطن يبكي وهو لا حول له ولا قوة فى مسألة محاسبة منفذي الحرائق، مثلما يجد هذا المواطن أنه لايحق له أن يسأل بعد خمس سنوات على كارثة الموصل : أين أصبحت نتائج التحقيق فيها ؟ ربما يقول قارئ عزيز يالك من كاتب بطران، لقد تعودنا أن نتيجة اللجنة التحقيقية ليست مهمّة جداً، وأن المشكلة فقط في وصف الجريمة، هل هي متعمدة؟ أم كانت سهواً؟ أم أن كل شيء تحت السيطرة. طبعاً لا يمكن لعقل، مهما كان مهووساً بالشكوك والمبررات، أن يتخيل أنّ لجنة تحقيقية يبلغ عدد أعضائها أكثر من عدد المستجوَبين – أقصد لجنة التحقيق بسقوط الموصل - ، لم نقرأ ذلك في الروايات المسلّية، لأن جريمة مثل سقوط الموصل لا تحتاج إلى بيانات ومزايدات سياسية، بل في تقديم المقصّر والمتسبّب إلى القضاء .

عجيب أن يكون هذا رأي نائب في حالة المواطن الذي يبكي على حرائق المحاصيل الزراعية، ناهيك عن أنه جاء من نائب يفترض أنه يواسي الذين تعرضت أرزاقهم الى كارثة.. تلك التغريدة التي يكتبها نائب منتخب كان معناها أننا نمثل على أنفسنا وعلى العالم ونقطِّب جبيننا إمعاناً فى إظهار الجدّية، بينما نحن فى أعماقنا نهرج.. ونضحك حتى نموت على أنفسنا من الضحك.

يا أعزائي أصحاب التغريدات ، نطلب منكم أن تصمتوا، ورحم الله الراحل المؤرخ هيرودوت يوم قال لأحد تلامذته : "إياك أن تستمع إلى قصص المزهوّين بأنفسهم" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناطق حقي

    نريد قائمة بالتحقيقات التي لم تنشر نتائجها أو لم تنفذ !

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram