بغداد/ احمد نوفل الصراع على رصيف الشارع بين باعة الارصفة والسابلة من المواطنين نستطيع القول ان امره قد حسم تقريبا ومنذ عقود لصالح باعة الارصفة وهذا ما تشير اليه الوقائع في مدن عديدة في العراق وخاصة في العاصمة بغداد
والتي لم يعد فيها شارع واحد من شوارعها الحيوية مالم يتم احتلاله من باعة الارصفة واجبار المواطن على النزول الى نهر الشارع مرغما لمواصلة سيره .هذا الامر تجده مجسدا في منطقة الباب الشرقي وبالتحديد في المنطقة المقابلة لحديقة الامة ويمتد منعطفا نحو شارع الجمهورية باتجاه ساحة الخلاني اذ يفرض باعة الارصفة هيمنتهم على كل مساحة الرصيف تقريبا ولا يدعو موطأ قدم يمكن ان يواصل من خلاله المواطن السير قدما نحو هدفه.في مدينة مثل مدينة الصدر لم يقتصر على الرصيف بل ان هناك شوارع جيرت برمتها لباعة الارصفة مما اجبر سيارات النقل على تغيير اتجاهاتها بعد ان اغلق الشارع بالكامل نتيجة عرض البضائع والسلع بكثافة في منتصف الشارع ولم تجد محاولات دائرة البلدية ولا استنجادها بعناصر الشرطة نفعا لا في تخليص الشارع ولا في الرصيف وهو الأمر نفسه في مناطق بغداد الجديدة وفي الشعب وفي باب المعظم اضف الى ذلك مراكز المحافظات في البصرة والحلة والعمارة وغيرها .يقول المواطن ابو حسام (67)يسكن بغداد :هذا الامر ليس وليد اليوم بل وليد الازمات التي عاشها العراقيون بعد الاحداث التي المت في البلد وانتشار الفقر بين شرائح المجتمع بصورة قل نظيرها هذا الأمر دفع اغلب المواطنين لان يبحثوا عن وسيلة للعيش بعد ان عجزت الدولة عن معالجة الاوضاع الاقتصادية وتدني قيمة العملة فتحول الجميع الى باعة شارع وتاجروا باثاث بيوتهم من اجل لقمة العيش وقد تصدى لهم النظام البائد من اجل منعهم لكنه عجز عن ذلك وقد استخدم كل الوسائل القمعية لكنه مع ذلك لم يغير شيئا بل بالعكس زاد الطين بلة كما يقولون حين عمد الى تقسيم الارصفة وتاجيرها مقاسة بالامتار للباعة تدفع ايجاراتها الى الدوائر البلدية .هذا الأمر حدث في شارع الرشيد ومنطقة الصدرية ومدينة الصدر وبقيت تبعيات ذلك الى يومنا هذا.اما المواطن ثائر ناصر الشويلي (45) سنة من منطقة الطالبية فهو يقول لنا :اعيش في منطقة الطالبية شمال العاصمة بغداد وهي من المناطق السكنية العصرية ولاتقل من حيث مساحة البيت او تنظيم الشوارع والازقة عن مناطق نعتبرها من المناطق والاحياء المميزة مثل المنصور او شارع فلسطين ولكن مشكلتنا تكمن في ان الدور تشييد في واجهاتها محلات كبيرة تتعاطي بيع قطع السيارات او المواد المتعلقة بها من اطارات او دهون وما الى ذلك ،تعرضها على مساحة الرصيف فلا يجد المواطن طريقا سالكا له وباعتقادي ان هكذا محلات تجارية او ورش تصليح لايمكن ان يسمح لها باستغلال المناطق السكنية .المواطن سعيد مسلم (30)سنة صاحب بسطة في السوق العربي في شارع الرشيد من جهته يقول على الدولة ان توفر لنا العمل الذي يمكن ان نسد به حاجة عوائلنا وعندها لا نتجاوز لا على رصيف او شارع (نعتقدبأنه على جانب الصواب).من جانبها امانة بغداد في سبيل اتخاذ اجراءات لتحرير الارصفة وفرض النظام في الشوارع التي تم استغلال ارصفتها بصورة عشوائية وفوضوية شكلت عبئا على المواطنين ومن هذه الإجراءات أنها اشترطت على الذي يستغل الرصيف للاغراض التجارية من اصحاب المحلات خاصة ان يترك مساحة مترين لمرور السابلة وان يقوم بتبليط المساحة المستغلة التي قدرت مساحتها بستة امتار كذلك ستعمد الى نصب مصاطب للجلوس وحاويات نفايات ولوحات اعلانات واحواض زهور ومشارب ماء ومظلات وان تاجير الارصفة سيتم وفق ضوابط من شانها ان لاتؤثر على جمالية الشارع وفي كل الاحوال ان النية تتجه الى الحد من هذه الظاهرة وان استغل الرصيف فانه يستغل وفق ضوابط وشروط لايمكن ان تخل بالشارع .اضافة الى ان المستقبل القريب كفيل بان تستوعب فيه الايادي العاملة للعمل في المصنع بدل الرصيف.
رصيف الشارع بين الباعة والسابلة
نشر في: 1 مايو, 2010: 05:12 م