إنها أحد رموز الإبداعلا أريد أن ألون متعسفاً لأوجه اتهامي لجيل أو أجيال من المثقفين، ربما لم يطلعوا على منجز حياة شرارة الثقافي أو تناسوا كما تناسى الوسط الأكاديمي أحد رموز الإبداع العراقي في مرحلة مهمة من التاريخ، لذا فإن مبادرة (المدى) في تسليط الضوء على مسيرة هذه المبدعة بكل ما تحمله من مضامين إنسانية وتراجيدية تأتي رداً على هذا الصمت واللامبالاة الذي رفضته شرارة بكل شجاعة وجرأة لتصنع حداً لكل أنواع الزيف والقهر والغربة.
عن انتماء حياة شرارة الإنساني والأسري والثقافي يدعو الباحثون والدارسون الى التوقف عندها وكشف أبعادها كإضافة غنية لثقافة العراق.جمال العتابيrnمن أسرة أدبيةلا تزل مؤسسة (المدى) تفاجئ الوسط الفكري بإحياء ذكرى الأسماء اللامعة في تاريخنا الحديث، ولعل نهج (المدى) في ذلك ينبع من الإيمان العميق بأن التغيير الكبير الذي يمر به العراق لا ينبغي أن يكون سياسياً غيبياً فحسب، بل إن الحراك الثقافي على الرغم من المعوقات والتحديات هو في طليعة ما يجب أن نحياه، غير إن المفاجأة الأخاذة هي في الأسماء الحاضرة الغائبة التي دأبت (المدى) على إحياء ذكراها، وها هي اليوم تفاجئنا بـ (حياة شرارة) الأديبة والمترجمة القديرة بملحق (عراقيون) ذي القيمة التاريخية والأخلاقية الكبيرة، أو جلسة استذكارية في (بيت المدى).. شرارة التي عاشت بداية في أسرة أدبية علمية ونهاية مروعة (!)، غير إن أيامها التي وصفتها بالغاسقة تستعاد أسماً وإبداعاً. رفعت عبد الرزاق محمدrnشخصية استثنائيةشخصية لامعة وعلامة كبيرة في الأدب والثقافة العراقية ولعلني لا أغالي ان قلت عن حياة شرارة شخصية استثنائية، فهي إنسانة عظيمة جمعت شخصيتها جوانب عدة كانت مبدعة في كل الميادين التي عملت فيها، لعل في مقدمتها الترجمات الرائعة للأدب الروسي الكلاسيكي والحديث، إضافة الى دراساتها النقدية الرائعة وكتب السيرة ومقالاتها وقصصها ومذكراتها وأشعارها، أنها شعلة مضيئة حقاً قلما يجود زمن المرأة العراقية بأمثالها، وفضلاً عن كل ذلك فهي أكاديمية بارزة كانت تدرس الأدب والترجمة لعدة أعوام في جامعة بغداد، وتخرج على يديها العديد من الأساتذة.كاظم حسونيrnأنها مثل نخيل البصرةأنه احتفاء برمز أدبي وثقافي كبير، حيث يعد الاحتفاء بمبدعينا وفنانينا تقليداً إبداعياً راقياً دأبت عليه الأمم والشعوب المتحضرة، وبما أننا شعب ينتج ويقرأ ويكتب، وبما أننا شعب شاعر من أمة شاعرة، فجدير بنا كمثقفين أن نحتفي بقامات الأدب العراقي الطوال الشامخة مثل نخيل البصرة وجبال السليمانية.رباح نوريrnروايتها أدانت الدولة القمعيةفي الغربة ودهاليزها التي أصبحت وطناً جديداً نرسم عليه ذكريات علها تطفئ شوقاً يسورنا حنيناً له تعرفت عليها من خلال أيقونتها وإذا الأيام أغسقت، كان وثيقة تدين سلوك دولة بأجهزتها القمعية تجاه مواطنيها وخاصة النخبة، فحياة أساتذة الجامعة القاسية كانت محور روايتها، نافذة عريضة أطللنا خلالها نحو مفردات الحياة اليومية لهذه النخبة التي عاشت قسوتها وسحبتنا دخل يومياتهم بكل أسى ستظل شامخة في تاريخ نضال الأدب ضد الطغيان الذي سيرحل وتبقى أيامها مضيئة.سليم الشيخليrnمترجمة رائعةحياة عصيبة تلك التي عصفت بذلك الجسد الهش المدعو حياة شرارة، كانت مترجمة رائعة وكاتبة جديرة بالاهتمام، المأساة التي مرت على العراقيين دمرتها وفتحت لها على العالم باباً هو عالم الحلم اللامتناهي الذي لا يجرح ولا يثقل على الروح.. تلك هي حياة شرارة ريشة خفيفة مرت في هذا العالم.حسين علي يونس
تـــوهــجـــات
نشر في: 1 مايو, 2010: 06:31 م