TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صواريخ .. وأكاذيب !!

العمود الثامن: صواريخ .. وأكاذيب !!

نشر في: 19 يونيو, 2019: 10:01 م

 علي حسين

يبدو المشهد شديد التناقض وموغلاً فى السخرية، جهات مسلحة تطلق صواريخ باتجاه شركات النفط في البصرة، في الوقت نفسه تقوم الأجهزة الأمنية في البصرة نفسها بإعادة اعتقال الضابط ،

صاحب الفيديو الخاص باعتقال رجل الدين الإيراني. وفى صفحات السخرية العراقية، يمتدّ حبل المفاجأة ليخبرنا أصحاب "الأخبار العاجلة" أن هناك قراراً بإعادة عدد كبير من الضباط الكبار الى الخدمة مع تعويضهم. تخيّل قادة يتسبّبون بضياع مدن ويدانون ويُتّهمون بالتقصير، ثم تصدر الأوامر، بعد سنوات، بإعادتهم الى الخدمة مع منحهم جميع الامتيازات، ليقدم لنا مسؤولونا قرارات مضحكة لاتفرّق بين هيبة الدولة، التي تتجوّل منصّات الصواريخ فيها علانية، تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية، وبين احترام دماء لضحايا قُتلوا وشُرّدوا بسبب اهمال امني .

إن هيبة الدولة التي يصرخ بها البعض من السياسيين ، ليست جُملاً نتشدق بها، بل قرارات يصنعها مسؤولون يستجيبون لحقوق الناس ومطالبهم.. ويخطئ من يتصور أن هيبة الدولة يمكن أن تتحقق دون مراعاة لهيبة القانون وقدسيته، والانتصار لكرامة الوطن والقصاص لكل من ينفذ سياسات دول أجنبية على أرض العراق.

اليوم، حين يريد البعض أن يحوِّل الوطن الى رهينة لصواريخه، ويصبح أمن الوطن على المحك، فإننا نطرد من عقولنا قانون الغاب ونصرّ على قانون البشر.. ولا نصت علانية، وفي السرّ نفرح ونسعد ونصفق لصواريخ تطلقها جماعات مسلحة .

يأتي إطلاق الصواريخ في الموصل والبصرة بعد ساعات من بيان رئيس الوزراء الذي حذّر فيه الجماعات المسلحة، في تحدٍّ مباشر للدولة التي لانعرف حتى هذه اللحظة لماذا لاتعلن أسماء هذه الجماعات والجهات التي ترتبط بها، والتي يتبين كل يوم أنها لا تريد نهاية او خاتمة للخراب الذي يحيط بالعراقيين من كل جانب.

اليوم، بدلاً من أن يطالب مجلس النواب بإجابات شافية على سؤال محيّر: كيف استطاعت هذه الصواريخ أن تتنقّل في البصرة ومدن أخرى، بكل خفّة ورشاقة، والطريق مزروعة بمئات السيطرت؟ نراهم يهرولون صوب الفضائيات يطلقون خطابات تطغى عليها لغة المنافع، ويُسخِّر أصحابها أنفسهم للدفاع عن الخراب، مدَّعين أنهم بذلك يُنقذون العراق. 

هل تريدون أخباراً جديدة؟ رئيس كتلة سائرون حسن العاقولي يخبرنا مشكورا انه صوت على قرار النواب الذن ابعدوا ، وكان لايعلم بالمخصصات ، فيما يخبرنا النائب صباح الساعدي رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية ان "التصويت على اعتبار النائب المستبدل نائبا سابقا، هو راي قانوني بحت" ، فلماذا ايها المواطن العاق تحشر انفك في قضية قانونية لاتفقه فيها شيئا ؟ .. وياشيخ صباح ماذا عن الصواريخ ؟ ربما نقرأ تصريحاً خجولاً هنا، وشجباً بسيطاً هناك، لكنّ عيون وأفئدة جميع النواب معلّقة بتوزيع حصص الهيئات المستقلة ومعها منصب هنا وهناك .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram