علي حسين
سيظل مؤشر الحرائق فى ارتفاع.. وسوف تتكرر حرائق كبريت المشراق فى أكثر من مكان وأكثر من مناسبة طالما بقيت الدولة رخوة إلى هذا الحد، والنظام هشاً على هذا النحو البائس، وطالما بقيت الحكومة ترفع شعار: لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم!!
ولعلك تتساءل الآن: وماذا تفعل الحكومة أكثر من أن تطفئ الحرائق؟ وأضيف للقارئ العزيز: على البرلمان يرفع يديه بالدعاء على من أشعل هذه الحرائق، ويصر ان تتولى حنان الفتلاوي رئاسة احدى الهيئات المستقله ، فمن غير المعقول بعد ان حرمت من كرسي الوزارة وكرسي محافظ بابل ان لاتحصل على جزء آخر من الكعكة العراقية .. هذا ما بشرنا به النائب هيثم الجبوري ، أما المواطن فهو المتضرر الوحيد.
المواطن يبكي وهو لاحول له ولا قوة فى مسألة محاسبة منفذي الحرائق، مثلما يجد هذا المواطن أنه لايحق له أن يسأل من يقف وراء هذه الكوارث وأين أصبحت نتائج التحقيق فيها؟ ربما يقول قارئ عزيز: يالك من كاتب بطران، لقد تعودنا أن نتيجة اللجنة التحقيقية ليست مهمّة جداً، وأن المشكلة فقط في وصف الجريمة، هل هي متعمدة؟ أم كانت سهواً؟ أم أن كل شيء تحت السيطرة.
لم يحدث في تاريخ البلد أن غيِّب القانون والعدل الى هذه الدرجة. غيّبهما نفوذ الأحزاب وتنظيماتها المسلحة، وهوس الحصول على كل شيء. فيما الوطنية التي يجب أن تكون عنواناً للوظيفة السياسية، صارت تهمة .
في الأشهر الماضية، عاشت أستراليا بأجمعها ملحمة بشرية في مكافحة الحرائق التي تسببت بها الأحوال الجوية، وشاهدنا كيف رشق الغاضبون كبار مسؤولي أستراليا بالبيض غضباً.. فيما معركة البيض العراقي اندلعت على صفحات الفيسبوك فقط، ويخشى أصحابها الاقتراب من قلاع البرلمان
عندما يفشل من يطلقون على أنفسهم نواب في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريق واحد لخوض المعركة السهلة، وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقاداً منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة، تعرف الناس جيداً أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من أجل البقاء أطول مدة ممكنة على أنفاس الوطن.
يكشف لنا صمت البرلمان أن أحزابه لا تجيد سوى نشر الإحباط وقتل الأمل في النفوس، وتحويل البلدان التي انتظرت السعادة الى بلدان يرضى أهلها بما هو مقسوم لهم في ظل ساسة ومسؤولين مهمتهم الأولى تعبيد طرق الآخرة أمام الناس وطرق السعادة والرفاهية أمام عوائلهم .
أن يحتفظ رئيس البرلمان بصمته وهدوئه ، بينما النار تشتعل في كل مكان ، فهذا ما لا يصدقه عاقل، إلا اذا كان يعتقد ان وجود علي الصجري على رأس لجنة النزاهة في البرلمان سيوقف حرائق الفساد .