محمد حمدي
إلتهبت مواقع التواصل الاجتماعي بقسوة مع كل خبر يرد من لوزان سواء من فريق الكابتن أحمد رياض أو الكابتن رعد حمودي أو الحكم الدولي ومراقب الخط فرمان
الذي دخل على الخط ولم يبق مراقباً له، جولة لوزان السويسرية المضحكة المبكية بانقساماتها أو مناظر الاستخفاف المنبثقة عنها بإدعاء حيدر الجميلي أن الحضور هُم رياضيون وأصدقاء و"أخوة أعداء" في غاية الانسجام ولا أعرف في حقيقة الأمر، هل يضحك على الجمهور أم يخدع نفسه بالقول إن الخلافات تدور حول قضايا مصيرية تخصّ الوطن ورياضته ومن يكسبها على يد الاجنبي الوسيط هو في غاية الوطنية ولُبّها الذي لا يزاود عليه أحد.
المهم ومن استنتاجات المعنيين فإن صفقة القرن والتفاهمات باسم الرياضة العراقية والحرص عليها من الضياع وتسوية الخلافات قد فشلت بامتياز في لوزان وبدقة أكثر فإن بقاء المكتب التنفيذي بإعتراف دولي من الأولمبية الدولية على صيغة الانتخابات الأخيرة تعني بالضرورة وفق مفهوم الثلاثي الأولمبي إنها كسرت شوكة الحكومة من جانب وانتصفت لها من الجانب الآخر بسحب الأختام والصكوك المالية منهم، وهذا يعني بعرفهم وصاية كاملة على المنح الحكومية وفق الروتين الذي يضربهم تحت الحزام حتى وإن أخذتهم النشوة المؤقتة بالأثم، بل سيكرّس هذا الإجراء مبدأ الطوابير بإنتظار المنح الشحيحة المراقبة وكإني بأحد أعضاء الوفد الحكومي الذي اعتبر هذه النقطة حجر الزاوية يقول لهؤلاء (جيب ليل وأخذ عتابة) .
النقطة الأكثر تعقيداً والمُقرّة من قبل الأولمبية الدولية هي تلك التي تقول - قانون اللجنة الأولمبية يجب أن يتوافق مع الميثاق الأولمبي ويوضع كإطار عام ولا يتدخل في صلاحيات الجمعية العمومية، ولا يزيد عن صفحتين، بالإضافة الى النظام الأساس هو من صلاحيات الجمعية العمومية للجنة الأولمبية.
وهذه الإشارة إن أخذَت بعين الاعتبار فإن قانون الأولمبية المقدم الى مجلس النواب من لجنة الشباب والرياضة سيُضرب في عرض الحائط ببساطة كون التعريفات والصلاحيات أتت فيه مزدوجة وضبابية الى أبعد الحدود في تعريف صلاحيات المكتب التنفيذي والجمعية العمومية وعائدية اللجنة الى مجلس النواب واشرافه، وفقرة مراقبة الانجاز وتقييمها فنياً، ناهيك عن صياغات أخرى أتت مطوّلة وتقبل عدّة تفسيرات وستزيد الترجمة من عُتمة هذه التفسيرات بمعنى أن القانون الذي اجتهد فيه اعضاء لجنة الشباب والرياضة وواكبوا فيه آراء الخبراء سيحتاج الى مخاض عسير وتعديلات كثيرة بدأت تطفو على السطح بعد إعلان آخر صيغة له وإن كان على أحد جوانبه يمنح المكتب التنفيذي صلاحيات لم يكن ليحلم بها.
وما زاد الطين بلّة هو دخول الأولمبية الدولية على الخط كرقيب فعلي أسس تواجده الدقيق بمقرّرات اللقاء في لوزان يوم الجمعة المنصرم، وبذلك فإن شقة الخلافات قد أتسعت وتبلورت الى حالة متوقعة لابد أن تحدث في القريب العاجل، وما أكثر النقاط والإشارات التي يستطيع أن ينفذ منها أعضاء المكتب التنفيذي بصيغة رسمية لاغبار عليها لأجل تنفيذ وعودهم بإيقاف عجلة الرياضة في العراق حيث سنقبل على هذا الأجراء صاغرين وعندها ستتحوّل مجريات الأحداث حسب اعتقاد الوفد الأولمبي برئاسة الكابتن رعد حمودي الى توحيد الجهود بأي شكل من الأشكال والتنازل من أجل الرياضة وإعادتها الى الساحة الدولية وما أكثر المتباكين عليها مستقبلاً ممّن جهّزوا حقائبهم ومعدّاتهم للتعاقب على وسائل الإعلام.
ينتهي المشهد بهذه الصورة المتوقّعة، وننتظر النتائج لختام المسلسل المُمّل، ومن يدري فرُبما حدثت معجزة غير متوقعة بفضل دعاء الشرفاء وحرصهم الأكيد وأنقلبت الأحداث بين ليلة وضحاها!