علي حسين
عندما احتدمت المعركة قبل اشهر بين رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي ووسائل الاعلام حول مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي،
قالت ماي إن علينا ان نحافظ على استقلالية الاعلام، وان ندعم هذه الاستقلالية ، لان الاعلام هو روح الديمقراطية في بريطانيا، وعندما كتب سارتر منشورا يقول فيه: "ديغول ارحل، عشر سنوات تكفي"، لم يجد الرجل الذي أنقذ فرنسا من سطوة هتلر، ووضعها في مصاف الدول العظمى، غير جملة واحدة قالها لمساعديه "سأرحل، لا شيء أهم من فرنسا مستقرة" ، اتمنى ان لا يعتقد البعض انني سأصدع رؤوسكم بديغول والسيدة ماي، و"اخوط بصف الاستكان" كما كتب قارئ عزيز في احد التعليقات يعترض على المساس بالشخصية الاكاديمية والعلمية "عالية نصيف" ويتهم كاتب المقال المسكين بانه اعمى بصر وبصيرة ، ، كلما اكتب عن مسؤول بطريقة يعتبرها البعض ساخرة ، اسأل نفسي هل نحن شعب لا يجيد فن الضحك والسخرية، ولماذا ترانا ندشن كل صباح من أيامنا الكئيبة، بالبحث عن اخبار عتاب الدوري ونطيل النظر الى سحنة مشعان الجبوري، ونتحرك فاغري الأفواه ونحن نستمع الى تنظيرات تيار الحكمة عن المعارضة ؟ ، لماذا لم نحتمل وجود ساخرين كبار من أمثال "ميخائيل تيسي" الذي أصدر أول صحيفة فكاهية أسماها "كناس الشوارع" أراد من خلالها انتقاد العادات والنواقص في الناس والمجتمع، فاختار لها المكنسة التي لم تجلب له في النهاية سوى المصائب بعد أن وجد نفسه ذات ليلة محاصراً بالعصي والسكاكين ليقرر على اثرها رمي المكنسة في نهر دجلة، بالامس وصل الامر بنائبة ، ظلت تردد منذ سنوات ان تظاهرات الشباب في ساحة التحرير وفي مدن العراق يقودها مجموعة من البعثيين والحرامية، دون ان يحاسبها احد بل تم تكريمها ومنحها امتيازات ومقاولات من اجل ان تتفرغ لاختراع نظرية التوازن في القتل الطائفي، وعلى مدى تاريخها النيابي لم يتوقف لسانها عن السخرية من الجميع باستثناء نوري المالكي عندما كان رئيسا للوزراء، لكن السيدة حنان الفتلاوي لم يعجبها برنامج ساخر لممثل كوميدي، قدم عنها مشهدا ساخرا بعد خسارتها لمقعدها في البرلمان فقررت الانتقام منه وبمساعدة القضاء الذي اصدر حكما ضد الفنان قاسم محمد بسبب تقليده لشخصية الفتلاوي وحكم عليه بغرامة عشرة ملايين دينار.
توفر السياسة والسياسيين مادة دائمة للساخرين ولكن سوف يظل الفارق كبيرا في التعقل، بين سياسي يعتبر نفسه شخصية عامة من حق الجميع انتقاده وضربه بالبيض الفاسد، وبين سياسي يعتقد انه مبعوث العناية الالهية لكي يهدي العراقيين الى طريق الصواب.
سنظل نتسلح بالسخرية في مواجهة تعاسة سياسية تريد ان تلف البلاد بالخراب .