TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قناطر: هيكلة الحشد.. نربح النظام ونخسر الفوضى

قناطر: هيكلة الحشد.. نربح النظام ونخسر الفوضى

نشر في: 2 يوليو, 2019: 08:54 م

 طالب عبد العزيز

يشكك غالبية سكان البصرة بامكانية الرئيس عادل عبد المهدي على تطبيق قراره الخاص بهيكلة الحشد الشعبي، ودمجه بالجيش، وسحب أسلحته،

وغلق مقراته، فهذا أمر يفوق امكانيته على التنفيذ، مثلما يتجاوز قدرة قادة الحشد في القبول والاستجابة، اللهم إلا إذا كان القرار قد صدر باتفاق جميع الأطراف المعنية به، أو أن قوة ضاغطة عليا ستعمل على تنفيذه.

أقول في شكوك سكان البصرة لعلمنا جميعاً بأن الوجود الكبير لمقاتلي الحشد الشعبي له خصوصية ما، فهذه المدينة كانت الرافد الأول للمقاتلين الأشداء، وهي التي قدمت آلاف الشهداء، الذين خلفوا آلاف اليتامى والايامى، لكنها في الوقت ذاته خلقت أقطاباً سياسية وعسكرية واقتصادية نافذة، لها ما لها من القوة والتدخل والنفوذ والفرض، وبما يمكنها من كسر أي قرار تصدره رئاسية الوزراء، أو أي جهة أخرى، إذا ما أحست بانها ستفقد هيمنتها وقدرتها وحرمانها من التواجد والتحكم في الأمكنة التي تدر عليها المال منذ سنوات، والتي باتت بحكم الواقع من ملكيتها ومصدر قوتها.

ستكون المنافذ الحدودية أول ما تخسره الاقطاب تلك، وكذلك ستكون خسارتها في الدوائر النفطية والميناء والجمارك وعشرات المؤسسات المدنية، فالقضية قضية عقود ومشاريع ومبالغ كبيرة، أما العشائر فستكون الخاسر الثاني في قضية هيكلة الحشد، فقد ظل الحشد مصدراً لأسلحتها وعتادها، وحال تنفيذ القرار ستنفك اللازمة المعروفة(الحشد والعشيرة) وهناك أطراف عديدة أخرى ستفقد قياداتها مصادر قوتها العسكرية والاقتصادية. نعم، قدّم المقاتلون الحشديون أرواحهم فداء لقضية نبيلة، وتصدوا لأبعش عدو وأقذر فصيل طائفي مسلح (داعش) لكنهم ذهبوا الى وادي السلام، فيما عاد أقرانهم، الأحياء، الفقراء الى بيوتهم ينتظرون الراتب البسيط قوتا لأسرهم، أولئك الذين يتسلمونه بين الحين والآخر، أما الذين كانوا وما زالوا في الأعلى، ويمسكون بكل شيء(السلطة والمال والسلاح) فسيكون عسيراً عليهم التفريط بالممالك التي صنعوها خلال السنوات، والتي بواتهم العز والمنعة والرفعة.

لا أحد سيقدر الضرر الذي سيلحق بهؤلاء جراء سحب الأسلحة وجعلها بيد الدولة، لكن قراراً كهذا سيثلج صدور الملايين من أبناء المدينة، الذين عانوا من عسكرة المدينة ومن وجود عشرات المقار المسلحة ومن قتال العشائر، وجراء ذلك ستختفي السيارات المظللة مثلما لن يشهر أحد هوية الحشد بوجه جندي في نقطة تفتيش، ولن يكون لأحد سلطة أعلى من سلطة الدولة، وسيكون لسان حال السكان نربح النظام ونخسر الفوضى. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram