عبد الزهرة المنشداوي انطلقنا بسيارة الكيا نحو تخوم العاصمة بغداد في الشرق من كراج ساحة الطيران وفي البدء أستطبنا الانطلاق فلا من زحمة مزعجة في التحويلة التي تقع أمام مبنى وزارة الداخلية ولا سائق قد فرض زيادة في الاجر كما هو معتاد والسائق ليس من اولئك المناكدين للراكب وبدليل انه اخذ برأيهم حين اشاروا اليه بطريق بديل لتحاشي التحويلة
التي اذاقت الركاب ما اذاقت من طول انتظار وتغطيتهم بهالات من الغبار.ولكن الرحلة لم تكن كما تمناه الراكب وهواه حينما اتبع الطريق الذي يمر بحي التراث ومن ثم الصحفيين وينعطف بعدها على منطقة الشهداء ثم يعكف على منطقة العبيدي ليواصل مسيره باتجاه منطقة المعامل.صراحة لم يحالفنا التوفيق على الرغم مما تيسر لنا من سائق(اريحي) واجرة لا تثقل الكاهل وطريق سالك حتى حي الصحفيين .في هذا الحي قلب لنا الحظ ظهر المجن إذ وضعنا في زحمة سيارات لاعد لها ولا حصر واغلبها من سيارات الحكل الثقيلة التي يمكن تشبيهها بالحوت الضخم ولكن في شارع.صراحة تقطعت بنا السبل وظهر الحمل ان اصحاب سيارات الحمل اكتشفوا اخيرا هذا الطريق البديل وكان من اسرار اصحاب سيارات الكيا الى وقت قريب تحاشوا به تحويلة الفضيلية وتوقفنا على امل ان تفتض الزحمة ولكن انتظارنا طال اكثر مما قدرنا ,البعض من ركاب الكيا انحى باللائمة على افراد نقظة التفتيش واتهمهم بالتقصير في حين اخذ اخرون يكيلون للسياسيين التهم والانتقادات مما جعل الجو داخل السيارة متوترا بعض الشيء وصار الحديث حذرا وينبيء عن انشقاقات مذهبية وطائفية وحزبية لا تحمد عقباها داخل السيارة.لكنني تداركت الموقف اخر الامر, واخبرتهم بانني سبق وان كتبت عن هذه التحويلة التي أذاقت المواطن شر الهوان وانه كان من المفترض قبل البدء بها ان يتم اعداد طريق بديل لاسيما وان الشارع الذي تقام فيه أعمال حفر شبكة انابيب يمكن اعتباره من الشوارع الدولية .لكن حديثي زاد النار اورا وبدأت الاتهامات التي راح يكيلها هذا الراكب او ذاك لمسؤولين اتهمهم في الدولة وفق مواقف مسبقة من المواطن نفسه .بطبيعة الحال الضجر وطول الانتظار دفع المتحاورين الى التخاصم والتناحر الذي ربما جرنا الى ما نبغيه وكنت قد تيقنت ان الرحلة هذه غير موفقة واشبه برحلة قراصنة تمردوا في عرض البحر.الذي يجلس بجانبي هاتفه احدهم وعندما سمع ما نقل اليه صرخ باعلى صوته (الافعى).!!سألته بدافع الفضول عما قصده فأجابني بالقول وايات الحزن والامتعاض بادية على وجهه ان عائلته نقلت اليه خبر فقدانه الديك الذي اشتراه بمبلغ 150 ألف دينار نتيجة عضة ناب افعى يعرف بانها موجودة في البيت وقد حاول قتلها لكنه لم يفلح .هذا الخبر الغير مسبوق حول اتجاه الحديث نحو الافاعي وأنيابها فادلى كل منه بدلوه في عضات الأفاعي وتواجدها في المناطق السكنية ولم نشعر الا وقد فض الزحام لنواصل رحلتنا اليومية.
شبابيك: ناب الأفعى
نشر في: 2 مايو, 2010: 04:51 م