بابل/ إقبال محمد تعاني محافظة بابل أزمة سكن حقيقية بسبب ازدياد عدد سكان المحافظة الذي بلغ أكثـر من مليون وستمئة ألف نسمة ، وارتفاع أسعار الأراضي ومواد البناء والعمالة وعدم وجود رغبة حقيقية لدى الدولة لبناء الوحدات السكنية ، هذه الأزمة أثّرت اجتماعياً واقتصاديا حيث ارتفعت بدلات الإيجار للبيوت والشقق بمعدلات قياسية .
صحيح ان هناك محاولة بدأت منذ ثلاث سنوات لبناء لكثر من 1000شقة في مجمعين سكنيين في مدينة الحلة وسيتم الانتهاء منهما مع نهاية هذا العام ، وفق ضوابط حددتها وزارة الإسكان والأعمار ولكن للأسف هذا العدد غير كافٍ ولا يسد إلا جزءاً بسيطاً من حاجة المحافظة والتي تقدر بـ 100 ألف وحدة سكنية حسب آخر الإحصائيات .مواطنو بابل طالبوا الحكومة المحلية ( التنفيذية والتشريعية ) على الإسراع ببناء المجمعات السكنية عن طريق الاستثمار وفسح المجال أمام شركات الاستثمار العالمية وتوفير قطع الأراضي لها .أكد المواطن حسن علي ؛ ان أزمة السكن مستفحلة في العراق عامة وفي بابل خاصة ولأسباب عديدة منها عدم اهتمام الحكومات السابقة والحالية بهذه الأزمة الخانقة وارتفاع أسعار الأراضي التي تصل الى عشرات الملايين حيث لا يستطيع المواطن ذو الدخل المحدود من شراء قطعة ارض أو بناء بيت وبمواصفات بسيطة جداً ، ان محافظة بابل تحتاج الى عشرات الآلاف من الشقق السكنية وهذا يتطلب من الدولة دعوة الشركات العالمية لبناء بيوت وشقق سكنية رخيصة الثمن .أما المواطن سامر إحسان قال ؛ أنا أعيش في بيت ومع أربعة إخوان كلهم متزوجون ولدينا أطفال مما ولد صراعات ومشاكل داخل عوائلنا نفسية وتربوية حتى  أنشأنا فوق السطوح غرف إضافية مغلفة بالصفائح والكارتون نهرب منها كلما هبت عاصفة قوية ، جميعنا نطمح ان يكون لنا بيتا منفرد أجارا أو ملكاً ولكن للأسف ، فالإيجار باهض الثمن حيث يوازي أكثر من نصف راتبي ، وأضاف ؛ كيف استطيع تربية أطفالي والتخلص من تلك الإشكاليات والمشاكل والصراعات . المواطن عواد عبيد ؛ قال اعتقد ان أزمة السكن في محافظة بابل تعد من أولى الأزمات المستعصية وأصبح حلها حلماً بعيد المنال وان هذه الأزمة سببت آثاراً سلبية كثيرة منها عزوف الكثير عن الزواج ، فضلا عن إثارة المشاكل في العائلة الواحدة ، اعتقد ان من الحلول المطروحة الآن هو توسيع عملية الاستثمار في مجال السكن العمودي خصوصاً ان في بابل العديد من الأراضي غير المستثمرة وان هناك العشرات من الشركات الاستثمارية ترغب ببناء الوحدات السكنية ، .وقال المواطن أمير الصليخي ؛ تعتبر أزمة السكن في محافظة بابل من المشاكل الرئيسية التي يعاني منها المواطن بسبب النمو السكاني الذي أدى الى التوسع في السكن وعدم توزيع الأراضي على المواطنين من قبل الحكومة وارتفاع أسعار المواد الإنشائية والمستوردة إضافة الى ارتفاع أسعار العقارات وكذلك عدم تنفيذ مشاريع للإسكان سواء عن الطريق الدولة او الاستثمار لذا اقترح حلا لهذه المشكلة ان تقوم الحكومة بتوزيع قطع الأراضي على المواطنين أو بناء شقق سكنية واطئة الكلفة . المواطن حيدر إبراهيم عبد علي قال ؛ المواطن الحلي يعاني من أزمة سكن حقيقية وخاصة في المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية حيث يتواجد في البيت الواحد أكثر من ثلاث عوائل  وباعتباري موظفاً اسكن في احد الأحياء الشعبية ارغب ان يكون لي بيت خاص بي حاولت كثيراً ان أوجر شقة أو بيت ولكن خاب أملي في ذلك كون بدلات الإيجار مرتفعة جداً . المدى التقت بالمهندس علاء حربة مدير عام هيئة الاستثمار في بابل ، وأكد في حواره ان عدداً من الشركات الاستثمارية التي تم اللقاء بها أبدت رغبتها في بناء مجمعات سكنية واطئة الكلفة وفي مناطق مختلفة من المحافظة ، وان الهيئة الوطنية للاستثمار خصصت لمحافظة بابل أكثر من 27 ألف شقة سكنية ضمن مشروعها الوطني.وقبل فترة أعطت هيئة الاستثمار فرصة استثمارية لبناء 1216 داراً سكنية في أبي غرق  وكذلك أبدت عدة شركات رومانية ومصرية وروسية استعدادها للقيام ببناء مجمعات سكنية لكن للأسف نحن نصطدم بحاجز قوي متمثلاً بالقوانين والأنظمة القديمة التي تعمل بها دوائر الدولة ذات العلاقة ، والتي تعتمد بالدرجة الأولى على تخصيص قطع الأراضي وان هناك عدة دوائر لا تتعاون معنا في ذلك من اجل توفير الآلاف من الوحدات السكنية للمواطنين .