فخري كريم
سألني زميل عزيز في (المدى) يعد مساهمته عن احتفالية الجريدة،... عما تعنيه لي (المدى)، وماتثيرها في نفسي، ونحن نعبُر، بكل مانحمل من هم الناس،
وآمالهم التي لوثها الكدر والضيم والتجاوز ومظاهر النهب والمصادرة.. قلت له ماينبغي ان اوجزه ببضع كلمات، ساتركها له يتصرف بها كيفما يشاء، لكن مالم اقله،.. ان (المدى) الجريدة اليومية، لم يكن لها ان تتألق كل صباح، بمصداقيتها، ومواكبتها واحزانها، بل ولن يقدر لها ان تستمر، عطاء وتضحية وطموحاً، إلا بهذه الكوكبة المتوثبة والمتطلعة نحو آفاق جديدة مشرقة (لمداهم)..، اسرة المدى، زميلات وزملاء، بدءاً من حراسها وشغيلتها،
ونزولاً إلى من ارسوا خطواتها الأولى وعمدوها بكل اسباب القهر والتعجيز، صعوداً إلى محرريها ومصححيها ومصمميها ومنضديها ومصوريها وادارييها و موزعيها، و"اشباح منع التجول"، لكن (المدى) ماكان لها الا ان تضيع في الزحام رغم كل ذلك، لولا مريديها، من القراء الذين نستمد كلنا الثقة والعزيمة والصبر والجرأة، من محبتهم واحتضانهم.
ليس لي ان أفخر بأي انجاز، قبل ان افتخر بهم، كلهم، بكل زميل عزيز معطاء من اسرة (المدى) الجريدة والمؤسسة، انهم أصحاب البيت، وبعيدهم يحتفلون..
لكن الحزن يغشاهم وهم يتذكرون شهداءهم وجرحاهم، يستعيدون تألقهم لا كصحفيين فحسب، بل كناس العراق الذين لن تكسر شوكتهم مفخخات الارهابيين والتكفيريين، وتجاوزات اللصوص الكبار في الدولة واقبيتها، ولن تحول دون جسارتهم في الدفاع عن قضايا شعبهم ووطنهم، ... لن تضعف عزيمتهم، اعتداءات وصلافة جنود المجنزرات المنفلتة...
وهم يدركون، وسط كل هذا الركام من الفساد والمفاسد.. والخراب والخرائب، ان البعض ممن لم تعد لهم وجوه، لكثرة مااستبدلوا من اقنعة، يتعاملون مع العراق، كـ(خيمة تحترق)....! متناسين ان هذا الشعب الجسور، قادر في نهاية المطاف كما كان يفعل دائماً ان يلفظهم، كما الزبد والنفايات..!.