رعد العراقي
خطاب مدير التضامن الاولمبي والعلاقات الدولية في اللجنة الاولمبية الدولية جيمس ماكليود الموجه الى وزارة الشباب والرياضة
والذي تضمن خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها مع وفدي الوزارة واللجنة الاولمبية العراقية خلال الاجتماع الذي عقد في الثامن والعشرين من حزيران الماضي 2019 في مدينة لوزان السويسرية جاء ليهدم آخر خطوط الدفاع التي كان يتحصن خلفها حملة شعار ( حظر للرياضة العراقية إن تدخلت الحكومة العراقية )!!
حسناً فعلت اللجنة الاولمبية الدولية حين قدمت صك براءتها أولاً من ادعاءات كانت تصيب مكانتها الاعتبارية حين رسمت لها صورة قاتمة على إنها مؤسسة دكتاتورية لاتسمح بان تكون للحكومات سلطة على اللجان الاولمبية المحلية حتى وان كانت تلك اللجان تطفو على سيل من السلبيات والمخالفات وتستند الى أركان متهالكة جعل منها عبئاً وكياناً يستهلك الأموال دون أن ينتج الانجازات أو يطرح مشروعاً مستقبلياً يمكن أن يمنح الأمل في مستقبل مشرق لرياضة البلد.
الخطاب كان ينطق بصوت عال بأن لاحماية لمن يريد أن يكون خارج منظومة السيطرة الحكومية التي من واجبها مراقبة عمل كل المفاصل وأن تتبع صحة سير أموالها نحو مقاصدها الصحيحة طالما أن الشخوص تعتاش من خزائنها وتبني مكانتها تحت جناح هويتها بعد أن أؤتمنت لقيادة مهمة تطوير والنهوض بالرياضة داخلياً وخارجياً .
سنوات ونحن ننتظر أن يكشف اللثام عن سرعقدة الحوار المتأزم مع اللجنة الاولمبية الدولية وأسلوب إدارة النقاش الذي كان يصطدم دائماً برفض التدخل الحكومي وهو ماكان يثير السخط والنقمة في الوسط الرياضي ويدفع المتخندقين خلف أبواب الاولمبية الى مزيد من الأزمات مع نبرات التحدي والتلويح بورقة اللجوء والشكوى الدولية مع أي قرار أو إجراء حكومي يمكن أن يشكل تهديداً وتقييداً لحريتها أو سلطتها الإدارية.
اليوم سجلت وزارة الشباب والرياضة سابقة دبلوماسية وباحترافية عالية حين تجاوزت الخطوات الروتينية التي كانت متبعة سابقاً وذهبت الى لوزان وهي تحمل أجندة مدعمة بالأدلة والبراهين على حرص الحكومة أولاً فرض إجراءات شفافة لسير الأموال وإبعادها عن أي شبهة فساد مع ترصين القطاع الرياضي بقوانين موحدة تسهم في تحديث مسالك العمل وتحفظ الحقوق والأموال وتنظم أعمال اللجنة الاولمبية والاتحادات والأندية.. وكل تلك الخطوات لا تمثل تدخلاً في سياقات أو توجهات سياسة اللجنة الاولمبية أو تتعارض مع أسس وضوابط اللجنة الاولمبية الدولية ..وحين يكون الحوار واثقاً ومنطقياً وذكياً فإن الوصول للغاية سيبدو بالتأكيد سهلاً ومثمراً وهو ما حصده الوزير من نجاح يحسب له.
ولأجل أن نستثمر مواقف اللجنة الاولمبية الدولية ونزيد من روابط الثقة باجراءات الحكومة للنهوض بالواقع الرياضي فإن المرحلة القادمة تتطلب العمل باتجاهين الأول أن نتجه نحو المضي بإقرار القوانين دون تأخير بعد أن يجري تمحيصها وتكيفها باتجاه منحها القوة والثبات لتحقيق الهدف من إقرارها والثاني دعم عمل اللجنة الخماسية والبحث عن صيغ تحفظ الموازنة بين تنظيم وضبط الإجراءات وبين المحافظة على نشاطات الاتحادات وضمان استمرارها دون توقف قد يكون هو الرهان الأخير للمتضررين من خطاب جيمس الصادم !