TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بدلة الحلبوسي

العمود الثامن: بدلة الحلبوسي

نشر في: 7 يوليو, 2019: 08:57 م

 علي حسين

من حذاء عالية نصيف " الذهبي " إلى بدلة محمد الحلبوسي.. كنت ولم ازل أتصور أن ما يجري في هذه البلاد نوع من انواع الكوميديا السوداء،

غير أنه بات من الواضح أن منطق "السذاجة السياسية" لا يزال يسيطر على حياتنا .

فالسيد رئيس مجلس النواب قرر "مشكورا" أن "يهندم" الصحفيين، ويفرض على الاعلاميين الذين يتابعون انشطة البرلمان الزي الرسمي، ومن لا يرتدي "قاط وربطة ويلبس ساعة رولكس" ممنوع من دخول جنة البرلمان.. لماذا ياسيدي الرئيس ؟.. يأتيك الجواب جاهزا: لان قادة اوروبا يقفون بالصف للقاء السيد محمد الحلبوسي داخل قبة البرلمان، ولان مجلس النواب يعيش عرسا عربيا وعالمياً. وهذه المكانة العالمية المرموقة وصل إليها العراق نتيجة حاصل جمع 328 نائبا لا يريدوننا أن نغادر عصر المحاصصة السياسية، وكما تعرف جنابك فإن وراء هذا الإنجاز الكبير منظومة متكاملة تحارب على أكثر من جبهة لكي تضع العراق في قاع سلّة بؤساء العالم، منظومة تعمل في تناغم بديع من ابو مازن الذي أصبح يشتري ويبيع بكراسي البرلمان، إلى قائمة المحور الوطني التي تريد أن تفرض رجالها ولو بقوة السيف، إلى اصلاحيي البرلمان الذين لا يزالون يمارسون هواية التزلّج على سطح المحاصصة.

أعرف أن البعض من الاعزاء سيقول : يا رجل ألا تفرح أن بغداد ستستعيد وهجها الدبلوماسي الرسمي؟.. اعذروني ايها السادة فـ " جنابي " سيرقص فرحا لو ان بغداد استعادت ألقها وفنونها وثقافتها ووهجها الحضاري وتخلصت من قائمة ميرسو التي وضعتها في خانة اسوأ المدن في مجال الخدمات .

تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة القوى العقلية والحسّ الإنساني والوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، في هذا البلد أو ذاك، ليجعل حياة الجميع أفضل، من خلال إحداث نوعٍ من النهوض المتكامل، يستهدف الارتقاء بحياة المواطن العادي، وإنعاش حظوظه في العيش بكرامة، في ظل ساسة يحترمون حقوقه الأساسية في الحرية والعدل والعمل.. لكن للاسف ما نتابعه في جلسات مجلسنا الموقر يؤكد ان بنية النظام السياسي في العراق لا تريد ان تغادر حالة الصفقات التي يتحول فيها البعض من انسان مغمور ومفلس إلى صاحب مشروع استثماري يدر الملايين من الدولارات .

يا سيدي رئيس البرلمان المحترم، أرجو من معاليك أن تترك الاعلاميين في حالهم، وإذا كان مفهوم الازدهار لدى جنابك يتمثل في بدلة رسمية، فالله المستعان، لا نريده، وإذا كان التطور مستمدّ من قرارات قرقوشية، فأرجوك اعفينا من أن نعيش في نعيم بدلات "معاليك". 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram