علي حسين
تدور داخل قبة البرلمان معركة مضحكة حول من أحق برئاسة لجنة النزاهة البرلمانية النائب علي الصجري الذي قبض من خزينة الدولة "94" مليار دينار
تعويضا عن سني الحرمان!! والنائب احمد المشهداني الذي ربما ينتظر ان يحصل على تعويض مماثل .
يستخدم مجلس النواب مصطلحات تعني عند الدول "الكافرة" مثل كوريا الجنوبية ان يقدم وزيرا استقالته لأن احد موظفي مكتبه اتُّهم في وقت سابق بقضية رشوة قديمة، ولهذا فان النزاهة تتطلب ان يخرج الوزير إلى وسائل الإعلام ليقول لهم إنه سيقدم استقالته لأنه، أي الوزير، لا يستطيع التخلّي عن كرامته من أجل المنصب.. لكنها عندنا في بلاد "المؤمنين" ليست محاسبة السارق والمرتشي ، وانما المطالبة بعفو عن المزورين مثلما اصر ذات يوم النائب عبد الأمير الدبي، وهو يخبرنا أن: "لا نجعل من الشهادة والتحصيل الدراسي حجر عثرة"، ويقصد ان الشهادة سواء أكانت مزورة أم اصلية فهي بالنتيجة لا تعني شيئا امام توزيع المناصب بنظام المحاصصة السياسية .
ماذا تعني كلمة النزاهة لمسؤول يعتقد أن الفساد باقٍ معهم حتى آخر فلس عراقي، أو آخر نفس عراقي أيضاً؟ لنقرأ تصريحا لنائب من "المؤمنين" يخبرنا فيه أن البرلمان سيشرع قانون "من أين لك هذا"، ويبدو النائب فرحاً وهو يؤكد أن هذا التشريع لا يشمل أصحاب الدرجات الخاصة، لماذا ياعزيزي؟ يقول لك: "إن ما يراه القضاء لا نستطيع الطعن به لأننا سنهدم القضاء". ألا يبدو هذا الكلام مضحكا وهوة يساعد "حيتان" الفساد الذين شرعوا طريقة معلنة لنهب ثروات وأعمار الناس؟
إلى متى سوف نظل نتحدث عن نزاهة عبد الكريم قاسم؟ المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟ لا أبناء، لا زوجة، لا أصهار يشكلون أحزاباً شبابية، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاوين.
لا أريد أن أبدو مملا، وانا اعيد و"أصقل" في حكايات نواب الصدفة. لكن لا حل الا في التذكير بأن الدول المحترمة تصنع تطورها وازدهارها أولا، من النزاهة. وثانياً من العدالة الاجتماعية التي تضع المسؤول والمواطن في كفة ميزان واحدة، النزاهة ليست بيانا يطالب فيه علي الصجري من العراقيين ان يهتفوا بأسمه في الساحات ، النواهة ان تتذكر المهجرين والمشردين والملايين من العاطلين وانت تطالب بتعويض " 94 " مليار دينار.
النزاهة ليست كذبة، ولا مهرجاناً، ولا ضحك على الناس، النزاهة هي الرابط الحقيقي بين المسؤول والمواطن ، والنزاهة ايمان بالوطن والمواطن ، وليست لها اجندات ولا تعويضات ولا مهرجانات ولا اكاذيب . لذلك يصعب على الكثير من سياسي هذه الايام الانتماء اليها .