TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النزيه الضرورة

العمود الثامن: النزيه الضرورة

نشر في: 8 يوليو, 2019: 09:39 م

 علي حسين

تدور داخل قبة البرلمان معركة مضحكة حول من أحق برئاسة لجنة النزاهة البرلمانية النائب علي الصجري الذي قبض من خزينة الدولة "94" مليار دينار

تعويضا عن سني الحرمان!! والنائب احمد المشهداني الذي ربما ينتظر ان يحصل على تعويض مماثل .

يستخدم مجلس النواب مصطلحات تعني عند الدول "الكافرة" مثل كوريا الجنوبية ان يقدم وزيرا استقالته لأن احد موظفي مكتبه اتُّهم في وقت سابق بقضية رشوة قديمة، ولهذا فان النزاهة تتطلب ان يخرج الوزير إلى وسائل الإعلام ليقول لهم إنه سيقدم استقالته لأنه، أي الوزير، لا يستطيع التخلّي عن كرامته من أجل المنصب.. لكنها عندنا في بلاد "المؤمنين" ليست محاسبة السارق والمرتشي ، وانما المطالبة بعفو عن المزورين مثلما اصر ذات يوم النائب عبد الأمير الدبي، وهو يخبرنا أن: "لا نجعل من الشهادة والتحصيل الدراسي حجر عثرة"، ويقصد ان الشهادة سواء أكانت مزورة أم اصلية فهي بالنتيجة لا تعني شيئا امام توزيع المناصب بنظام المحاصصة السياسية .

ماذا تعني كلمة النزاهة لمسؤول يعتقد أن الفساد باقٍ معهم حتى آخر فلس عراقي، أو آخر نفس عراقي أيضاً؟ لنقرأ تصريحا لنائب من "المؤمنين" يخبرنا فيه أن البرلمان سيشرع قانون "من أين لك هذا"، ويبدو النائب فرحاً وهو يؤكد أن هذا التشريع لا يشمل أصحاب الدرجات الخاصة، لماذا ياعزيزي؟ يقول لك: "إن ما يراه القضاء لا نستطيع الطعن به لأننا سنهدم القضاء". ألا يبدو هذا الكلام مضحكا وهوة يساعد "حيتان" الفساد الذين شرعوا طريقة معلنة لنهب ثروات وأعمار الناس؟ 

إلى متى سوف نظل نتحدث عن نزاهة عبد الكريم قاسم؟ المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟ لا أبناء، لا زوجة، لا أصهار يشكلون أحزاباً شبابية، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاوين.

لا أريد أن أبدو مملا، وانا اعيد و"أصقل" في حكايات نواب الصدفة. لكن لا حل الا في التذكير بأن الدول المحترمة تصنع تطورها وازدهارها أولا، من النزاهة. وثانياً من العدالة الاجتماعية التي تضع المسؤول والمواطن في كفة ميزان واحدة، النزاهة ليست بيانا يطالب فيه علي الصجري من العراقيين ان يهتفوا بأسمه في الساحات ، النواهة ان تتذكر المهجرين والمشردين والملايين من العاطلين وانت تطالب بتعويض " 94 " مليار دينار. 

النزاهة ليست كذبة، ولا مهرجاناً، ولا ضحك على الناس، النزاهة هي الرابط الحقيقي بين المسؤول والمواطن ، والنزاهة ايمان بالوطن والمواطن ، وليست لها اجندات ولا تعويضات ولا مهرجانات ولا اكاذيب . لذلك يصعب على الكثير من سياسي هذه الايام الانتماء اليها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram