فخري كريم
قامت قوة أمريكية مساء يوم الخميس الرابع من تشرين الأول بانتهاك حرمة مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون والقيام بتفتيش مبناها وكسر أقفال بعض اقسامها.
ويأتي هذا الإجراء بعد يومين من قيام قوة من الجيش العراقي بدهم مبنى تابع للمؤسسة ومصادرة كتب وكراريس ووثائق قديمة متروكة في المبنى، هي فضلات ارشيفها، غير المفرز بعد.
إن تكرار هذه الممارسات التي لا تعير أدنى اهتمام لحرمة المؤسسات الإعلامية، وتضيّق من حرية الوسائل الإعلامية، يشكل مؤشراً خطيراً ينبغي مواجهته والحد منه ومنعه، خصوصاً أنه طال مؤسسة إعلامية ملتزمة بخطها الوطني وبخياراتها في تأكيد قيم الديمقراطية والحرية ودافعت طوال سنوات عملها عن إرادة العراقيين في بناء عراقهم الجديد.
اننا اذ ندين هذه الممارسات ونستهجنها، ونطالب بإجراء تحقيق فوري لمحاسبة المقصرين والمتسببين في الاعتداء على مؤسستنا وصحيفتنا من دون أي مسوغ قانوني أو أخلاقي، ندعو المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني والمدافعين عن الحقوق والحريات الى ابداء كل ما من شأنه فضح هذا الاعتداء والمطالبة بادانته ووضع حد له، كما ندعو الحكومة العراقية، بوصفها السلطة التنفيذية، التي لم يصدر اي رد فعلي عنها حول ما قامت به قواتها، او تعتذر عن تلك الفعلة المستنكرة، إلى أن تبدي الحد الادنى من الاحساس بالمسؤولية ازاء هذه الاستباحة، وتظهر حرصها على ممارسة دورها في حماية سلطات الشعب الأخرى، وفي مقدمتها سلطته الرابعة (الإعلام)، كما ندعو النواب المنتخبين وقادة الأحزاب والمنظمات والمثقفين إلى إدانة وشجب هذه الممارسات والحرص على تأمين حرية الإعلام والإعلاميين.
