TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق الهايس.. وحميد السفير !!

العمود الثامن: العراق الهايس.. وحميد السفير !!

نشر في: 9 يوليو, 2019: 09:11 م

 علي حسين

لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على ردود أفعال صفحات الفيسبوك وتويتر التي ارتفعت فيها اسهم "حميد الهايس"،

فتحول بين ليلة وضحاها الى نجم من نجوم السوشيال ميديا، مهدداً عرش "المسكينة" كيم كاردشيان. 

فمنذ ان انتشر خبر ترشيح الهايس ليتولى منصب سفير العراق في اذربيجان ومواقع التواصل الاجتماعي تثير موجة من السخرية والضحكات، فيما البعض الآخر اعتبر الامر اساءة لحضارة العراق.... وسنقول لهم ياسادة ماذا يفرق حميد الهايس عن علي الدباغ؟ وعن الدلوعة "صباح التميمي"؟ ومئات غيرهم تسلموا مناصب رفيعة في هذه الدولة التي لا نزال نذرف الدمع عليها بسبب حميد الهايس. 

يا سادة يجب ان تعلموا ان كل ما نراه من مهازل، هو صناعة سياسية تطبخ تحت قبة البرلمان، فبأيدي ساستنا الأشاوس نكتب أسوأ صفحات في التخلف، الكل يصرخ "هذه حصتنا" الكل يقف على المنصة ويطالب بقطعة من "الكعكة العراقية" ، الكل مشغول بابتكار وسائل جديدة للفلفة المال والمناصب.

من أوصلنا إلى مشهد السفير حميد الهايس ومن قبله مشاهد كانت فيها المناصب توزع بمباركة وهتافات رؤساء الكتل السياسية الذين رأوا فينا أقواماً بحاجة الى تهذيب وتقويم.

ولأننا نعيش في عصر "حميد الهايس"! فإن عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية تضع في المنصب من يحمل الصفات السحرية الثلاث: أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار "أنا وأقاربي على الدولة".

في السنوات الماضية شاهدنا كيف تم تنصيب شخصيات حولت مؤسسات الدولة إلى مزرعة خاصة يديرها الاقارب والاحباب، ولم يكتف ساستنا بهذا الحد من إهانة المنصب الحكومي ليُنصّبوا مزوري شهادات وزراء ورؤساء مجالس محافظات، فيما امتلأت افواج الجيش والشرطة بالقادة الدمج!

للأسف سياسيونا يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات الناس مطالبة بالاهتمام بمؤسسات الدولة ومنح الكفاءات فرصة، لأن وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائما ما تجهض أحلام العراقيين.

لماذا الاستغراب إذن من حميد الهايس حين يقول في آخر تسجيل صوتي له انه "سبق ان قدمنا فايلاتنا، لكن لم يتصل بي احد حتى الآن" ثم يضيف: "هذا حجي سابق اوانه" لماذا ياشيخنا؟ يقول وبكل ثقة وهو يضحك: "سفير في البحرين ممكن.." وتتذكرون كيف ان الهايس خرج ذات يوم ليقول انه أفضل من يصلح لكرسي وزارة الثقافة، ياسادة نحن نعيش في ظل ساسة يؤمنون أن ابراهيم الجعفري فاق حتى المرحوم "مونتسكيو" في علوم السياسة، وأن هيئة الاعلام والاتصالات تستعد لاستقبال "اللبوة" حنان الفتلاوي التي على يديها سنشهد نهضة اعلامية تجعلنا ننافس روبرت مردوخ وفضائيته الـ " سي ان ان " .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram