علي حسين
لم أضحك منذ مدة طويلة قدر ضحكي على ردود أفعال صفحات الفيسبوك وتويتر التي ارتفعت فيها اسهم "حميد الهايس"،
فتحول بين ليلة وضحاها الى نجم من نجوم السوشيال ميديا، مهدداً عرش "المسكينة" كيم كاردشيان.
فمنذ ان انتشر خبر ترشيح الهايس ليتولى منصب سفير العراق في اذربيجان ومواقع التواصل الاجتماعي تثير موجة من السخرية والضحكات، فيما البعض الآخر اعتبر الامر اساءة لحضارة العراق.... وسنقول لهم ياسادة ماذا يفرق حميد الهايس عن علي الدباغ؟ وعن الدلوعة "صباح التميمي"؟ ومئات غيرهم تسلموا مناصب رفيعة في هذه الدولة التي لا نزال نذرف الدمع عليها بسبب حميد الهايس.
يا سادة يجب ان تعلموا ان كل ما نراه من مهازل، هو صناعة سياسية تطبخ تحت قبة البرلمان، فبأيدي ساستنا الأشاوس نكتب أسوأ صفحات في التخلف، الكل يصرخ "هذه حصتنا" الكل يقف على المنصة ويطالب بقطعة من "الكعكة العراقية" ، الكل مشغول بابتكار وسائل جديدة للفلفة المال والمناصب.
من أوصلنا إلى مشهد السفير حميد الهايس ومن قبله مشاهد كانت فيها المناصب توزع بمباركة وهتافات رؤساء الكتل السياسية الذين رأوا فينا أقواماً بحاجة الى تهذيب وتقويم.
ولأننا نعيش في عصر "حميد الهايس"! فإن عدم الكفاءة والاستسهال والدوافع الشخصية تضع في المنصب من يحمل الصفات السحرية الثلاث: أولاً مقرب من أحد رؤساء الكتل السياسية، وثانياً مسالم ولا يثير الشغب ويرضى بالمقسوم، وثالثاً يحبّ أن يرفع شعار "أنا وأقاربي على الدولة".
في السنوات الماضية شاهدنا كيف تم تنصيب شخصيات حولت مؤسسات الدولة إلى مزرعة خاصة يديرها الاقارب والاحباب، ولم يكتف ساستنا بهذا الحد من إهانة المنصب الحكومي ليُنصّبوا مزوري شهادات وزراء ورؤساء مجالس محافظات، فيما امتلأت افواج الجيش والشرطة بالقادة الدمج!
للأسف سياسيونا يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات الناس مطالبة بالاهتمام بمؤسسات الدولة ومنح الكفاءات فرصة، لأن وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائما ما تجهض أحلام العراقيين.
لماذا الاستغراب إذن من حميد الهايس حين يقول في آخر تسجيل صوتي له انه "سبق ان قدمنا فايلاتنا، لكن لم يتصل بي احد حتى الآن" ثم يضيف: "هذا حجي سابق اوانه" لماذا ياشيخنا؟ يقول وبكل ثقة وهو يضحك: "سفير في البحرين ممكن.." وتتذكرون كيف ان الهايس خرج ذات يوم ليقول انه أفضل من يصلح لكرسي وزارة الثقافة، ياسادة نحن نعيش في ظل ساسة يؤمنون أن ابراهيم الجعفري فاق حتى المرحوم "مونتسكيو" في علوم السياسة، وأن هيئة الاعلام والاتصالات تستعد لاستقبال "اللبوة" حنان الفتلاوي التي على يديها سنشهد نهضة اعلامية تجعلنا ننافس روبرت مردوخ وفضائيته الـ " سي ان ان " .