TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > شمعة انطفأت ..ناظم الغزالي الوتر المقطوع..الشمعة المظيئة...النسمة الباكية: يوم وفاته

شمعة انطفأت ..ناظم الغزالي الوتر المقطوع..الشمعة المظيئة...النسمة الباكية: يوم وفاته

نشر في: 2 مايو, 2010: 05:47 م

أهم التفاصيل الدقيقة عن نشوئه الفني وتطوره وتقدمه واللحظات الاخيرة ما قبل موتهالقلب الكبير كان يتحسس آلام المحتاجين والمعوزين والمرضى والأصدقاء والأقارب!!ناظم الغزالي يقول: عندما اموت اذكروني بقراءة سورة الفاتحة...ودمعة ساخنة صادقة *بعد يومين او بالاحرى في اليوم الحادي والعشرين من شهر تشرين الاول الجاري تمر الذكرى الاولى لوفاة الفنان المرحوم ناظم الغزالي...
النغم الذي كان رنينه يهز الاحاسيس والشمعة التي كان نورها يضيء  الظلمات ..والقلب الذي يبكي للبؤساء ..وهنا هنا بعض السطور عن حياة "ناظم الغزالي: كتبها "عبد المنعم الجادر" كان ذلك قبل سنوات طويلة...يوم وقف شاب رقيق الحال في باب الدار التي اسكنها وسأل عن شقيقي الاكبر الذي كان له زميلا له في دراسته..وعرفت ان هذا الشاب كان اسمه "ناظم احمد"..وبعدها شاهدته كثيرا ..دمث الخلق..عف اللسان.. كبير القلب..و..فنان!!وذات مرة اقيمت حفلة مولد في منطقة باب الشيخ شارك في احيائها ناظم ..في هذه الحفلة شاهدته لاول مرة كمطرب ناشئ مبتدئ ..وكنت اعمل محررا ناشئا في جريدة "اليقظة" وكتبت خبرا صغيرا عن المطرب الناشئ...ويومئذ ازدادت معرفتنا ببعض بعد ان زالت معرفته بشقيقي الراحل!!..  ...ومرت الايام!!شفق يدحرج شفقا..وبدر يزيح بدرا..وشمس تركض خلف شمس.. ونهار يلد ليلا..وصفصافة تحنو على صفصافة..والايام تمر وناظم يتقدم في عالم الفن..ونجمه يرتفع وفنه يتعاظم ..وكلما انحنت امامه عوالم الفن ساجدة قلبه واتسع..وكلما ازداد تقبيل الاكف لبعضها وهي في رحلات تصفيقها له كلما كبر تواضعه واتسع!!.لم ينس ايام بؤسه وشقائه ..بل كان يذكر ذلك كثيرا..وكان يسارع بتلك الذكريات ليكفكف عبرات الباكين..وينثر الابتسامات فوق شفاه البائسين..ويملأ فراغ المحتاجين.حدث ذات يوم!!خلال سنوات قصيرة عرف ناظم كمطرب مقامات ناشئ..ودعي بضع مرات لاحياء حفلات بعض الموالد.. واخذ التنافس على قيامه باحياء مثل تلك الحفلات كان ذلك قبل ان يرتقي سلالم مجده التي بوأته بنقل الاغنية العراقية من محيطها الضيق الى الصعيد العربي الفاره..وانطلاقا من تنافس الذين بدأوا يركضون خلف فن "ناظم" حدثت حادثة لمست من خلالها كبر قلب الفنان الانسان..كانت هناك امرأة طلقها زوجها في منطقة شعبية وتزوج غيرها.. للمرأة المطلقة ولد وحيد..وللزوجة الجديدة اولاد..وللتنافس الحاصل بين المطلقة وضرتها فقد قررنا اقامة حفلة – ختان- اولادهما في ليلة واحدة..كان مع الزوجة زوجها بنقوده ونفوذه ..وكان مع المطلقة الفقر المدقع ..والقلب الموجع..وذهب الزوج على ناظم في داره بمنطقة "الكرنتينة" ليتفق معه على احياء حفلة –الحنة- واتفق معه لقاء مبلغ جيد من المال. وبعده ذهبت المطلقة للمرحوم الغزالي وسألته والدموع تتأرجح في مآقيها احياء حفلة الحنة، لوحيدها..بكى ناظم..واعاد نقود الزوج اليه..وذهب الى صديق له..واستدان منه مبلغا من المال اشترى به كل ما تحتاجه ليلة الحنة..وتوسط لدى لفيف من المغنين والمغنيات مشاركته في احياء حفلة وحيد المطلقة مجاناً...وكانت ليلة تحدثت عنها كل الاحياء الشعبية!!.rn*ليس هناك من حدود كان المطر يصقع كل شيء يصل اليه..زجاج النوافذ، والازاهير، والاراضي القاحلة، ووجوه "الجرخجية" واعمدة النور، وكانت الرياح القوية تساعد المطر على ان يقسو اكثر في صفعاته..وكنا نجلس خلف النوافذ السميكة تلفنا الوان من الضوء..وتحيطنا عوالم من انغام ..وتتكاثف حولنا طبقات من دخان السكاير بعيدا جدا عن مزعجات تلك الليلة!!*كان ناظم تلك الليلة قد تلقى سيلا من تليفونات التهاني لنجاحه في تقديم حفلة تلفزيونية..ولم ينقطع رنين جرس التليفون حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة ..وفجأة قال ناظم ضاحكا:-الحمد لله...لقد هدأ التليفون هو الاخر بعيدا عن العاصفة المزمجرة في الخارج...و...وفجأة قطع رنين جرس التليفون حديث ناظم وضحك وقال بدعابة: -يظهر ان العاصفة استطاعت ان تهزم كل شيء الا جرس التليفون!!..وقام يتحدث واصفر وجهه وارتعش وقال بألم كلمة واحدة...قال لمحدثه:-حالا!!وبدأ يرتدي ملابسه بسرعة وبألم...وسألته جلية الخبر فعرفت ان احد الاصدقاء الفقراء جدا بحالة خطرة!!..وبدأت سيارة ناظم تشق السيول المتراكمة..وجهه يرتعش على بريق الرعد وعيناه متعبتان..وجاء معنا طبيب ..ووصف الدواء للمريض..وعدنا لصيدلية الخافرة، وذهبنا لدار ذلك الصديق..ولم يهدأ ناظم لعدة ايام الى ان شفي ذلك الصديق..*دموع في المحاجر...ودموع في المأق!!كل اغاني ناظم سمعها الناس..وكل ذوق ناظم لمسه الناس..وكل فن ناظم تحسسه الناس ..لذلك كانوا على تماس معه..ولذلك ليس هناك من مجال للكتابة عن ذلك..ولذلك هناك مجالات اخرى لرفع الشمس وتوجيه طاقاتها النورانية حول ما يجهله الناس عن ناظم!! *قبل وفاته بحوالي الاشهر الاربعة سافر الى اوروبا وبعض البلدات العربية لزيارتها..وبعدها عاد الى داره ليموت فيه بعد وصوله بساعات..وقبل سفره بثلاثة ايام جاءني الى ادارة الجريدة التي كنت اعمل فيها وطلب مني مرافقته لبضع ساعات..الح علي بالخروج برغم تراكم اعمالي...ويومها قال لي شيئاً بعث برودة نصل الف خنجر في قلبي....يومها قال لي ضاحكا:هسه افرض اخوك ناظم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram