TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: البحث عن العراق في خطب المالكي

العمود الثامن: البحث عن العراق في خطب المالكي

نشر في: 14 يوليو, 2019: 10:13 م

 علي حسين

كل عام، في مثل هذا الوقت، يتذكر الفيسبوك العراقي ما جرى صبيحة 14 تموز، البعض يستعيدها بالدفاع عن عبد الكريم قاسم ونزاهته ووطنيته،

ويتذكر بيوت الفقراء والمدارس والمستشفيات، وقانون الاصلاح الزراعي والنفط، والاحوال الشخصية . البعض الآخر ينتقد حكم العسكر والمجزرة التي حدثت للعائلة المالكة..اختلاف الآراء امر طبيعي جدا في بلد يمارس اكثر مواطنيه مهنة المحلل السياسي. 

وبينما تدور حرب البسوس هذه على صفحات الفيسبوك بين انصار الجمهورية ودعاة الملكية، خرج علينا السيد نوري المالكي ليذكرنا ان النقاش عن العراق عقيم جدا، وكان الاولى بالعراقيين ان يدركوا انه لولا حزب الدعوة لما كان هنالك شيء اسمه عراق، فيما خرج السيد ابراهيم الجعفري من قمقمه وبعث برسالة إلى حزب الدعوة يخبرهم فيها "إنَّ اشتداد المخاض يُؤذِن بقرب حُصُول الولادة الجديدة"، وبعيدا عن ولادات الجعفري ونظرية السيد نوري المالكي الجديدة في كتابة التاريخ العراقي، التي يريد ان يؤكد من خلالها ان ضعاف النفوس من امثالي طبعا، لا يرون حجم التطور الذي حصل منذ عام 2005 السنة المباركة التي تولى فيها السيد ابراهيم الجعفري قيادة العراق آنذاك، لاننا عشنا قبل هذا التاريخ في بلاد لم تكن فيها سوى المستنقعات والفقر واقتصاد يعتمد على التسوّل من دول الجوار، وقد استطاعت حكومات حزب الدعوة في وقت قياسي، ان تبني بلداً للناس وليس لمقربيها، وحين واتتهم الفرصة بنوا المصانع وطلبوا من الناس أن تعمل لا أن تهتف لهم، لم يفضّلوا طائفة على أخرى، فقط طلبوا من الجميع أن يتساووا في الحقوق والواجبات، عملوا على إنتاج مجتمع آمن ومستقر.

وبجهود "حجّاج" الحزب تحوّلنا الى الدولة الاولى اقتصادياً في آسيا، مما جعل اليابانيين والكوريين والسنغافوريين وشعوب العالم "النامي" يتمنون لو أن واحدا من هؤلاء الحجاج يتولى السلطة بدلا من السنغافوري لي كوان، او الياباني شينزو آبي .

إذن نحن شعب يستحقُّ أكثر من خطاب "سنسكريتي" يلقيه عليه كل اسبوع ابراهيم الجعفري، ولهذا كان لابد للجماهير من ان تخرج عن بكرة ابيها لتطالب بعودة كرسي رئاسة الوزراء لحزب الدعوة، وتحقق نبوءة عباس البياتي الذي اخبرنا ذات يوم أن حزب الدعوة سيحكم العراق إلى نهاية عصر الكومبيوتر !.

ينسى السيد المالكي أن ما جرى خلال الستة عشر سنة الماضية كان نتيجة حتمية لأفعال وأقوال أحزاب السلطة التي ارتكبت كل الجرائم بحق العراقيين، والتي لا ينفع معها ان يعيد لنا السيد المالكي، اليوم، اسطوانته عن دور حزب الدعوة في انقاذ العراقيين من الضياع. 

في كل يوم تتجه احزابنا"المؤمنة" بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! والحجاج وأقاربهم وعشائرهم نهبوا الأخضر واليابس.

وللحديث بقية... 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناطق حقي

    كما أضاعوا ثلثي العراق ، ثم يقول المالكي أن 90% من الجيش كان من السنة لذا سقطت الموصل !! أي غباء و كذب و دجل ..

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram