اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > فيديو > بيت المدى يستذكر الراحل قاسم عبد الأمير عجام

بيت المدى يستذكر الراحل قاسم عبد الأمير عجام

نشر في: 15 يوليو, 2019: 04:41 م

هل سمعتم بمزارع صار كاتباً، او بكاتب صار مزارعاً؟ نعم، هناك مزارعون كتاب او كتاب مزارعون! لكن احدى الحرفتين كانت على سبيل الهواية لا الاحتراف. كاتب محترف يلهو بالورد وبالكروم،

 او مزارع محترف يلهو بتشكيل الحروف الا قاسم عبد الامير عجام فقد احترف الاثنتين ونبغ فيهما. آخا بين الفسيلة والقلم، بين الصعيد والكاغد. هذا الشهيد عجام يقول عنه المفكر رشيد الخيون علمنا كيف نتابع فلماً، ونهتز لاحداثه، علمنا ذائقة المشهد السينمائي، وكيف نحول وقت فراغنا الى الجد الممتع، كان يتقدمنا الى افلام اسبوع السينما الاسبانية، كان يتحدث عن الفيلم الثوري، بنفس جمالية حديثه عن الفيلم الرومانسي.

كما كان يرشدنا عن الفيلم الجديد المهم، الذي تخرج منه وانت مكتنز بشيء من الجمالية والمتعة الفكرية. 

وقد مرت قبل ايام ذكرى استشهاده، ولاستذكار مآثره باعتباره رمزا ثقافيا مهما منح حياته لوطنه استذكره بيت المدى في المتنبي، واقام جلسته الاسبوعية له مع اصدار ملحق خاص من "عراقيون"عنه. في بداية الاستذكار عرضت المدى كنوع من التكريم وتخليد ذكرى الراحل عجام، فيلما خاصا عنه يصور انجازاته وحياته وكتبه وبيته الخاص، وكانت التفاتة رائعة في حفل الاستذكار نالت الاعجاب والرضا من جمهور الحاضرين.

الشهادة وحدها من تسقط الموت

قدم للاستذكارالدكتور احمد الزبيدي فاشار الى ان احبابك يا قاسم عبد الامير عجام يحتفون بك هنا ويصبحون عليك، وقبل الاحتفاء دعنا نؤرخ يومنا هذا بروزنامة تليق بك، ولا تقل اعتمدوا الاشهر الشمسية او الميلادية. فلم يبق منها يوم الا وحجزته برامج وحروب القادة في برنامج حدث في مثل هذا اليوم. ولا تثق بالاشهر القمرية او الدينية فهي مختلف عليها حتى بين ابناء الجلدة الواحدة. اذن ما يليق بك ان يؤرخ يومك لحظة مولدك، لكن ليس المولد النبوي اختاره الآباء او الجنسية، بل المولد الذي اخترته انت. لا شهادة الجنسية. فالشهادة وحدها من تسقط الموت من سجل الايام. وانت رحلت في حياة كاملة ياقاسم عجام. ايها الوالد والمولود. نعلم انك قلق علينا من غوال الدروب ونطمئنك نحن بخير، فقد كبرنا معك 15 عاما.

ستبقى جرحا عنيدا 

فأبق حريصا على ان تجمع كل غضب الدنيا وحزن كل العراق، وهما يشتعلان في عيونك على من اوصل الوطن الى هذه اللحظة. ابا ربيع يقينا انك قلق علينا، فكن حريصا على ان تبقى جرحاً عنيداً لا يعرف الضماد. ولو ينطق الوطن بمن احبه لصار الغيم جمعاًعليك. فلماذا اذن يفتش عن اغنيات البكاء في ديوان الشعر القديم، وعلى ذكر القديم قال الصوفيون (العمل يطلب المكان... والعلم يطلب المكان، وكلاهما كنت بهما طالباً ومطلوباً). ايها الانسان الحر التنويري النبيل انت لست طلبا كي ننساك،انت نشيد نرتله ترتيلا، واهزوجة نفس تغيض بها عيون كلاب الحواري. فسلام منك علينا ومن احبابك عليك.

اشياء ليست للنسيان

الناقدة الاكاديمية "د. نادية غازي العزاوي أشارت إلى أنه اغتيل بعده كثيرون.. أدباء، صحفيون، فنانون، اساتذة اعلام، بالطريقة الدموية نفسها، او مايقاربها خسة وهمجية، ومع ذلك بقي هو وقلة معه يٌستذكرون سنويا، بينما دخل الآخرون منطقة النسيان. لماذا؟ سؤال محير وجدير بالفحص والبحث عن الاجابة. ما الذي في عالم قاسم عجام، في مكونات مؤسسة لنموذجيته اولاً، وصموده بوجه عوامل الاهمال والنسيان ثانيا؟ اسئلة مفصلية تجعلنا نعيد النظر والقراءة مرة بعد اخرى في الاسس التي تميز تجربته في حياته وبعد مماته. هل هي منطلقاته التي تبناها الى حد النخاع، وراهن على المجاهرة بها في احلك الظروف. ورفض رفضا قاطعا المغامرة دونها. ولعل من اهمها الايمان التام بدور الثقافة التنويري في بناء الحياة. ودور المثقف القيادي في التعبير عن هموم الناس واوجاعهم. والتصدي بشجاعة الكلمة لاسباب القهر والتسلط والتشويه. فالكلمة كانت دائما انيسته في غرفة السجون والثكنات العسكرية، كما كانت سلاحه بوجه الدبابة والمدفع في خنادق الحروب والاحتلالات. وكانت ايضا نبراسه في موسم التضليل والخنوع والصمت. الكلمة المسؤولة هي التي تسمي الاشياء بأسمائها الحقيقية. وظل عجام مع رموز كثيرة اسماء مكللة بتاج الشهادة حيث الخلود الابوي في الارض والسماء معاً.

توقيعه لا يقلد

الدكتور جمال العتابي قال:- جمعنا سقف واحد بالعمل في جريدة طريق الشعب، حيث اتضحت فيه انسانية هذا الرجل الكريم، وفهمه العميق لدور الفن في الحياة. وقد لفتت انتباهي اوراقه التي يكتبها بخطها الانيق وتنظيمها ورشاقتها وعمق مضامينها وفصاحة لغتها وهذه الاوراق جعلتني ابحث عن صاحبها بين المحررين. وكان يوقع على مواده بتوقيع حاولنا تقليده لكننا لم نستطع. في التسعينيات عندما كان يأتي عجام مع ادباء آخرين من الحلة الى بغداد، كان والدي صديقهم يدعوهم الى بيتنا، فيشكلون مربدا مصغرا يقال فيه ما لا يقال في المربد الكبير. كان له اربع ركائز مهمة، وعيه السياسي المبكر، والالتزام بالمبادئ، وتمسكه بالوطن وعدم مغادرته في احلك الظروف، وقلماً ناضجاً. وقد واجه كل الخيبات بالكتابة والمثابرة فيها.

كذب السينما الأميركية

الدكتور عقيل مهدي:- اشار إلى فهم عجام العميق في كتابه عن خداع السينما الأميركية للشعوب وكذبها على المشاهد، لكنها من جانب آخر صدقت بسفالتها ورعونتها في احتلال العراق. كما ابكاني على شقيقه عندما تحدث عن كيف فتح عيونه على السينما والجمال والفكر فيها. وقد وجدته اخذ النبل والمواقف الشريفة من تربيته الدينية. ومن الزراعة اخذ معاني الربيع والخصب. واخذ من حزبه الانسانية والهوية العراقية.

من صناع الجمال

اما الناقد علي الفواز فقال:- للاسف ان ثقافتنا العربية اقترنت بالاغتيالات والقتل والضحايا، لكنهم ظلوا في ذاكرتنا. وحديثنا عن شخصية المثقف البطل تقترن بشخصية المثقف المختلف.. المثقف المسؤول... المثقف النقدي.. الواعي الذي يتصدى للمشكلات الكبرى. عجام عرفته منذ التسعينيات بجديته وحرصه وايمانه بأن الثقافة رؤية وانتماء. وعلى المثقف المسؤول تقع مهمات التطوير والبناء والتقدم مهما كان دوره في الحياة. لذلك كان في كل المواقع التي عمل بها يمارس دور المثقف الواعي والمسؤول والحريص. كان يكتب بحرفية الناقد الدقيق والمتحسس للاشياء بعمق وذكاء. وكان في نقوده يضيء دواخل النصوص. كما كان يسعى الى صناعة الجمال بوصفه قيمة انسانية. ولم يكن الانتماء الايديولوجي عنده مقفلا، بل كان متفتحا ومتفاعلا مع كل الرؤى الانسانية.

ثمرة الفوضى الخلاقة

في حين قال الدكتور معن حمدان:- ان قتل الاديب او المثقف ليس جديدا في التاريخ. لكن في العراق تميز بانه اغتيال ممنهج. واصبح العراقي مشروعا للموت. واتمنى ان تجمع جهة ما كل اعداد القتلى من 1958 ولحد الآن. اما سبب اغتيال المثقف فلانه انسان واع يمتلك رسالة تدعو للتغيير والالتصاق بالشعب وحقوقه. والاغتيال ثمرة الفوضى الخلاقة الامريكية.

نجح في البكلوريا وهو في السجن 

الاستاذ طه عجام شقيق الراحل قال:- منذ المتوسطة اخذ بيدي ووضعني على درب الثقافة حين اعطاني كتاب القاهرة الجديدة لنجيب محفوظ. كان قاسم بلا خطيئة واحدة. وكان نقيا وواضحا وانسانيا بلا حدود. حين اراد ان يكمل الدكتوراه وقف النظام السابق ضد تطلعاته واحلامه. وتعجبت جامعة كامبردج التي ارسلت له القبول من رفض حكومته. كانت كامبردج تنظر له كمنجز علمي كبير، في حين ان حكومته تراه كملف امني لا غير. وكان ذلك من اكبر الاحباطات في حياته. ومع ذلك لم يتخل عن الامل. كما كان يقرأ ويكتب حتى عندما يكون في السيارة او وقت الفراغ في الدائرة. كان ملتزما بكل شيء وهو الماركسي بامتياز. نجح في امتحانات بكلوريا الثانوية وهو في السجن. الالتزام في حياته قاده للابداع. كان يسعى لتأسيس ناد للسينما في كل محافظة. ومعرض دائمي للكتب في كل انحاء العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram