TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > انقلاب عسكري يبعد ياسين الهاشمي الى دمشق ليتوفى ويدفن هناك

انقلاب عسكري يبعد ياسين الهاشمي الى دمشق ليتوفى ويدفن هناك

نشر في: 2 مايو, 2010: 05:53 م

  في الثاني من آب 1924 الف السياسي المعروف ياسين الهاشمي وزارته الاولى وهي الوزارة السادسة في تاريخ العراق الحديث وكان المرحوم عبد الرحمن النقيب قد شكل أول وزارة في 25 تشرين الاول عام 1920.
ولد ياسين الهاشمي في بغداد عام 1884 وفيها درس الى ان دخل المدرسة الاعدادية العسكرية عام 1895 ثم التحق على اثرها بالكلية الحربية في اسطنبول فتخرج فيها بعد ثلاث سنوات ضابطا برتبة ملازم ثان. ولما وصل الى مرحلة كلية الاركان برزت مواهبه وبراعته في النواحي التعبوية والسوقية وقد شغل العديد من مناصب الركن الى ان عين رئيسا لاركان الفيلق السابع عشر اثناء الحرب العالمية الاولى وهو الفيلق الذي اوكلت قيادته الى الجنرال الالماني ترومر.التحق ياسين الهاشمي بالحكومة العربية التي شكلها الملك فيصل الاول في سوريا عام 1918 وظل بمعية الملك فيصل الى ان انهارت بعد معركة ميسلون الخالدة في شهر تموز عام 1920 وفي عام 1922 عاد ياسين الى العراق فاقام له زملاؤه حفلة استقبال شارك فيها عدد كبير من محبيه. وبعد ان استقر لفترة من الوقت دخل معترك الحياة السياسية ولم تلبث الحكومة ان اسندت اليه متصرفية لواء المنتفك( الناصرية ) فأثبت مقدرة ادارية عالية اثناء توليه هذا المنصب الذي شغله لمدة اربعة اشهر فقط بعده اختاره المرحوم عبد المحسن السعدون وزيرا للمواصلات والاشغال في شهر تشرين الثاني عام 1922.ضمت وزارة ياسين الهاشمي الاول ستة وزراء وقد حرص على اختيارهم بنفسه وهم كل من رشيد عالي الكيلاني وزير العدلية ومزاحم الباجه جي وزير المواصلات والاشغال ومحمد رضا الشبيبي وزير المعارف وابراهيم الحيدري وزير الاوقاف وقد تم استيزار هؤلاء لاول مرة اما الوزيران الاخران فهما ساسون حسقيل وزير المالية وعبد المحسن السعدون وزير الداخلية.كان من رأي رئيس الوزراء ان يحتفظ بوكالة وزير الدفاع لنفسه على اعتبار انه ضابط سابق وله خبرة في الشؤون العسكرية لكن الملك فيصل اقترح عليه تكليف نوري السعيد بهذه الوزارة كونه اول رئيس لاركان الجيش العراقي وفي عهده تم تأسيس الجيش العراقي لكن الهاشمي لم يأخذ بأقتراح الملك واصر على الاحتفاظ بوزارة الدفاع فرضخ الملك للامر!.عندما كان ياسين ضابطا في الجيش العثماني شارك زملاءه في شعورهم القومي وانتمى الى جمعية العهد (وهي جمعية ساعدت على بث الفكرة القومية لدى الضباط العرب) لكنه لم يلتحق بالثورة العربية في الحجاز كما فعل معظم الضباط العرب كعزيز علي المصري ومولود مخلص ونوري السعيد وجعفر العسكري وغيرهم لانه كان يعتقد ان الانكليز غير مخلصين للعرب.وقد ذهبت جهود اصحابه من اعضاء الجمعية لاقناعه بالعدول عن رأيه ادراج الرياح فظل يقاتل الانكليز الى جانب العثمانيين رغم شعوره القومي حتى نهاية الحرب عام 1918.المندوب البريطاني  يتدخل!في بغداد التزم ياسين بصراحته المعهودة ورأى ان الافضل توليه وزارة الدفاع الى جانب رئاسة الوزارة لكن المندوب السامي هنري دوبس كان له رأي اخر فقد شعر ان وجود ياسين على رأس الجيش العراقي ووجود شقيقه طه الهاشمي في رئاسة اركان الجيش ليس في مصلحة  الانكليز ولغرض ابعاده عن الاحتكاك المباشر بالجيش لجأ الى خطة غريبة فرضها على الملك فيصل القائد العام للجيش الذي اصدر امرا بالغاء منصب رئيس اركان الجيش!! فتخلص بذلك من طه الهاشمي ثم اتبعه بأمر اخر استحدث بموجبه منصب وكيل القائد العام عهد به الى نوري السعيد ليحول بين وزير الدفاع وبين الاتصال المباشر بالجيش. وقد كلف طه الهاشمي فيما بعد بالاشراف على تعليم الامير غازي الذي وصل الى بغداد لاول مرة يوم 5 تشرين الاول عام 1924.كتب طه الهاشمي في مذكراته يقول (في اوائل سنة 1924 عينت رئيسا لاركان الجيش في بغداد بعد ان سعيت كثيرا في الموصل ليكون للجيش كيان قوي ويقدر رجاله المسؤولية الملقاة على عاتقهم وبينما كان رجال الانتداب في بغداد قابضين على كل شيء وكان الضباط الانكليز في الجيش هم الاصل والضباط العراقيون الفرع المهمل كنت اناقش المستشارين البريطانيين وابدي آرائي بصراحة واقترح عليهم ما يبدو لي من اراء في لائحة الميزانية، وعندما اجتمع المجلس التأسيسي وطرحت امامه لائحة المعاهدة العراقية ابدى نوري السعيد وجعفر العسكري تحفظهما من بقائي على راس الجيش. فاقنعا الملك بلزوم ابعادي عن العراق بوظيفة. فذهبت الى اسطنبول ممثلا عن العراق لاجراء مذكرات مؤتمر الحدود، بينما كانت هذه الوظيفة قد اسندت لنوري بناء على طلب منه.ثم سافرت الى لندن بأمر الحكومة ولكن من دون عمل. ورجعت الى بغداد بعد ان تولى  اخي رئاسة الوزراء، ولما وصلت اليها علمت ان وظيفتي الغيت واني احلت على كشف نصف الراتب لانه بعد ان اضطر نوري للخروج من الوزارة اراد ان يبقى في الجيش فاصبح وكيلا للقائد العام بموجب القانون الذي وضع قبل استقالة الوزارة. وهكذا كان جزائي من العمل الخالص النزيه ان الغيت وظيفتي ووضعت في كشف نصف الراتب! ).شكوى ضد رئيس الوزراءعقد ياسين الهاشمي العزم على الحد من النفوذ البريطاني رغم ان الانتداب كان ما يزال مفروضا على العراق وقد رأى ان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram