بقلم/ فائق العيدانيلا ابالغ اذا قلت ان الشباب البصري اليوم يمتاز بروح رياضية عالية، وهذا هو الهدف الاساسي الذي تسعى اليه كل امة تحاول ان تنشيء جيلا رياضياً صحيح البدن والعقل، وانه لما يثلج القلب حقا ان يسير هؤلاء الابطال نحو الكمال الرياضي، ولا اقصد بهذا تنمية مختلف عضلات الجسم،
او التفوق في ضرب من ضروب الرياضة الحقة فحسب ولكنهم ينشدون اليوم التربية الرياضية ولعل القارئ يدرك الطرق ، الصحيحة التي يسلكها هؤلاء الشباب في تربية اجسامهم وعقولهم معاً.ولو رجعنا بضع سنين وقلبنا صفحات ماضي البصرة الرياضي لوجدنا ان نادي الاتحاد الرياضي الملكي كان اول مؤسسة رياضية احتضنت الرياضة في هذا البلد بعد ان كان يتم تشكيل فرق كرة القدم بواسطة ابناء المحلة وتجري ادارة الالعاب في الازقة والشوارع ومنها على ما اذكر الكزارة والتميمية والرباط والتحسينية والقبلة وغيرها من الفرق الاخرى. وهكذا احتضن هذا النادي الصفوة المختارة من الشباب الرياضي البصري وكان هدفه الرئيسي آنذاك تشكيل فريق لكرة القدم لمقارعة الفرق الاجنبية التي تزور ميناء البصرة، ومن ثم انبثقت فكرة تأليف منتخب باسم البصرة كان الفضل الكبير في تدريبه وحسن تنظيمه يعود الى اللاعب المعروف السيد حميد مجيد الذي ضحى بكل شيء في سبيله، وهل هناك من يجروء على ان يضحي بمستقبله في سبيل الكرة، ولكن هذه هي الحقيقة التي يعرفها كل بصري، ومن حسن حظ هذا المنتخب ايضا ان يكون انذاك سعادة الاستاذ مظفر احمد متصرفاً للواء البصرة، فرعي الفريق المذكور بعين العطف والتشجيع، وان نسينا الحوادث الرياضية التي مرت بالبصرة فلن ننسى ابداً يوم تقابل هذا الفريق مع منتخب الجيش البريطاني في العراق على ملعب ثانوية البصرة وكان عدد الحاضرين يزيد على عشرة الاف متفرج احرز فيه منتخب البصرة النصر على الفريق المقابل. وينمو الوعي الرياضي وتؤسس الاندية الرياضية كنادي الميناء، ونادي الامير، ونادي الجنوب، ونادي شركة نفط البصرة، ونادي الشبيبة الارمنية فيتسابق الشباب للانتساب الى هذه النوادي التي اخذت تتفنن في جميع مجالات الرياضة. ففي موسم الالعاب يعلن نادي الجنوب الرياضي عن سباقات الساحة والميدان المفتوح ويقدم نادي الامير الرياضي كأس سباق الدراجات للمسافات الطويلة وتجري سباقات التنس الفردي والمزدوج على ملعب نادي الاتحاد الرياضي، وتشترك النوادي باجمعها في اختيار فريق يمثل البصرة في سباقات حمل الاثقال والكمال الجسماني (بناء الاجسام) في العاصمة بغداد، هذا بالاضافة الى المنافسة الشريفة التي تجري في جميع الالعاب الرياضية الاخرى على ملاعب البصرة بين النوادي التي ذكرناها آنفاً. ومن دواعي فخرنا ان نذكر مدى اهتمام المشرفين على الرياضة في بغداد برياضيي البصرة، فقد انتخب خمسة من امهر لاعبي الكرة في البصرة للاشتراك مع الوفد الذي سافر الى تركيا ومثل هذا العدد انتخب ايضا مع الوفد الذي سافر الى الاسكندرية للاشتراك في استعراضات الجامعة العربية. مجلة اهل النفط في عددها 38 ايلول 1954