علي حسين
نصدّق السيد نوري المالكي الذي اخبرنا بعد ساعات من سقوط الموصل عام 2014 أن رؤوساً كبيرة ستتدحرج في قضية الموصل،
ووعدنا في إحدى خطب الأربعاء بـ"معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط في أحداث الموصل ، ام نصدق المالكي الذي قال عام 2015 ان "سقوط الموصل مؤامرة دولية أمبريالية"، ام نصدق السيد نوري المالكي نفسه الذي قال قبل ايام "إن الجيش كان السبب وراء سقوط الموصل"؟، وعندما يسأله مقدم البرنامج لماذا؟ يجيب: لان الجيش سني!!. بعد اربعة عشر شهرا من كارثة الموصل، ستنتهي لجنة برلمانية من تقديم تقرير يُحمل المالكي و35 آخرين المسؤولية.
في حواره مع السومرية يحاول السيد نوري المالكي ان يعيد ترتيب الاحداث حسب ذاكرته وليس حسب ذاكرة العراقيين. ولا يترك مناسبة إلا ويطعن في صحة ما قررته لجنة التحقيق البرلمانية، مظهرًا ميلًا إلى اعتبار الامر مجرد مؤامرة قادتها الماسونية العالمية. وأظن أن أفضل من يرد على السيد نوري المالكي هو الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى الذي صرح لوكالة رويترز في الخامس عشر من تشرين الاول عام 2015 ، عن الاسباب التي كانت وراء سقوط الموصل وهي حسب قول الغراوي: إن القوات الأمنية كانت تنقصها الأسلحة والذخائر، لم تبق في الموصل أية دبابات، كما أن المدينة كانت تعاني نقص المدفعية، كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين، وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم من أجل ألا يحضروا لثكناتهم ولا يؤدوا ما عليهم من واجبات!
ثم اضاف الغراوي نفسه بعد اربعة ايام وفي برنامج تلفزيوني مع نجم الربيعي: "إن واحداً من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي بالانسحاب من الموصل هم:عبود قنبر وعلي غيدان ونوري المالكي نفسه الذي كان يوجّه كبار الضباط من بغداد".
لم تخلُ قضية مهرجان "سقوط الموصل" من بعض الفكاهة ، ومن هذه الفكاهات المؤلمة ، ما سمعناه في المسلسل الدرامي الذي تناوب على ببطولته مهدي الغراوي، وعلي غيدان، وعبود كنبر ومثل مسلسل ميلودرامي، لم يهتم أحد بالحبكة ولا بتفاصيل الشخصيات ولا بالمكان والزمان، ولا بأي شيء سوى أن يظهر السيد المالكي، ليقول لنا إن ضياع الموصل، كان بسبب ان الجيش في الموصل كان طائفيا ، ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها هو الرد الذي تفضل به السيد علي غيدان مشكورا حول تساؤلات العراقيين عن أسباب ضياع الموصل، فغيدان اعتبر أن القادة في عمليات الموصل لا يملكون خبرة عسكرية.
ومرة أخرى، من نصدق: القادة العسكريين، أم السيد نوري المالكي؟.
جميع التعليقات 1
أنا افكر
هناك أشخاص كثيرين يتحملون المسؤولية بالتساوي مع المالكي وهم شركاء المحاصصة