TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المالكي وحكاية لا تنتهي !!

العمود الثامن: المالكي وحكاية لا تنتهي !!

نشر في: 15 يوليو, 2019: 09:26 م

 علي حسين

نصدّق السيد نوري المالكي الذي اخبرنا بعد ساعات من سقوط الموصل عام 2014 أن رؤوساً كبيرة ستتدحرج في قضية الموصل،

ووعدنا في إحدى خطب الأربعاء بـ"معاقبة المتخاذلين والمتآمرين من قادة وضباط في أحداث الموصل ، ام نصدق المالكي الذي قال عام 2015 ان "سقوط الموصل مؤامرة دولية أمبريالية"، ام نصدق السيد نوري المالكي نفسه الذي قال قبل ايام "إن الجيش كان السبب وراء سقوط الموصل"؟، وعندما يسأله مقدم البرنامج لماذا؟ يجيب: لان الجيش سني!!. بعد اربعة عشر شهرا من كارثة الموصل، ستنتهي لجنة برلمانية من تقديم تقرير يُحمل المالكي و35 آخرين المسؤولية.

في حواره مع السومرية يحاول السيد نوري المالكي ان يعيد ترتيب الاحداث حسب ذاكرته وليس حسب ذاكرة العراقيين. ولا يترك مناسبة إلا ويطعن في صحة ما قررته لجنة التحقيق البرلمانية، مظهرًا ميلًا إلى اعتبار الامر مجرد مؤامرة قادتها الماسونية العالمية. وأظن أن أفضل من يرد على السيد نوري المالكي هو الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى الذي صرح لوكالة رويترز في الخامس عشر من تشرين الاول عام 2015 ، عن الاسباب التي كانت وراء سقوط الموصل وهي حسب قول الغراوي: إن القوات الأمنية كانت تنقصها الأسلحة والذخائر، لم تبق في الموصل أية دبابات، كما أن المدينة كانت تعاني نقص المدفعية، كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين، وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم من أجل ألا يحضروا لثكناتهم ولا يؤدوا ما عليهم من واجبات!

ثم اضاف الغراوي نفسه بعد اربعة ايام وفي برنامج تلفزيوني مع نجم الربيعي: "إن واحداً من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي بالانسحاب من الموصل هم:عبود قنبر وعلي غيدان ونوري المالكي نفسه الذي كان يوجّه كبار الضباط من بغداد".

لم تخلُ قضية مهرجان "سقوط الموصل" من بعض الفكاهة ، ومن هذه الفكاهات المؤلمة ، ما سمعناه في المسلسل الدرامي الذي تناوب على ببطولته مهدي الغراوي، وعلي غيدان، وعبود كنبر ومثل مسلسل ميلودرامي، لم يهتم أحد بالحبكة ولا بتفاصيل الشخصيات ولا بالمكان والزمان، ولا بأي شيء سوى أن يظهر السيد المالكي، ليقول لنا إن ضياع الموصل، كان بسبب ان الجيش في الموصل كان طائفيا ، ولأن الحكاية لم تنته، فإن الفصل الأكثر فكاهةً فيها هو الرد الذي تفضل به السيد علي غيدان مشكورا حول تساؤلات العراقيين عن أسباب ضياع الموصل، فغيدان اعتبر أن القادة في عمليات الموصل لا يملكون خبرة عسكرية. 

ومرة أخرى، من نصدق: القادة العسكريين، أم السيد نوري المالكي؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. أنا افكر

    هناك أشخاص كثيرين يتحملون المسؤولية بالتساوي مع المالكي وهم شركاء المحاصصة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram