إياد الصالحي
يُصعب على صاحب المبدأ والإيمان الراسخ بصواب عمله أن يرضَخ لإملاء أحد مهما كان موقعه ليصطفّ معه
على حساب تخليه عن مهنية العمل ويظهر عديم الشخصية وكأنه تابع وذليل، مسلوب الإرادة، لا يقوى على قول "لا" احتراماً لحريته.. وآدميته.
الحكم الدولي السابق صباح عبد، أمضى 33 عاماً مهرولاً في ملاعب كرة القدم، نافخاً في صفارته النزيهة لإقرار عدل اللعبة محلياً وعربياً ودولياً، ومن الصعب أن يحيد عن ثوابت مهنية آمن بها وقدّم نفسه للناس بأنه حُرّ الفكر والتصرّف والقرار، ولا يمكن أن يضرب يده أحد لتنبيهه عن الاستمرار في عمل يثير حفيظة اتحاد كرة القدم، مثلما كشف للزميل عمر رياض في برنامجه (حديث الملاعب) من قناة الرشيد عن مطالبة نائب رئيس الاتحاد علي جبار له بمقاطعة برنامج (أنت الحكم) الذي يقدّمه ويعدّه زميله رعد سليم من قناة (العراقية الرياضية) بذريعة أن "سليم" لديه موقف سلبي من الاتحاد بعد انضمامه إلى فريق المعترضين ضد انتخابات 31 أيار 2018!
تصوّروا.. أي فكر إداري يخطّط لمنظومة كرة القدم والحكم الدولي السابق صباح عبد يجاهر بطلب نائب رئيس الاتحاد أن يمتنع من الظهور في برنامج يتناول تحليل أداء حكام الدوري الذي تشرف عليه لجنة المسابقات برئاسة جبار نفسه!! كل ذلك يجري وسط صمت غريب لرئيس لجنة الحكام صباح قاسم الذي ظهر عبوساً في عدة تصريحات تلفازية بُعيد تسنّمه مهمته وهو يُهدد جميع العاملين في منظومة الكرة من الرئيس الى أصغر موظف بأنه سيرمي ورقة الاستقالة فوراً إذا ما شعر بتدخل أحد في عمل لجنته، ففاجأنا بسكوته وسط عبارات مؤلمة أطلقها زميله صباح عبد في البرنامج: (اتحاد الكرة يذلّ الرياضيين ونحن جزء منهم "أي الحكام"..أعضاء اتحاد الكرة يعدّون المعترضين أعداءً لهم .. كنت منقذاً للاتحاد في أكثر من مباراة صعبة ومصيرية بشهادة جبار.. مسيرتي حافلة بالعطاء برغم المخاطر والتهديد في أمر مواسم الكرة.. اضطررت الى تغيير اسمي من صباح الى عمر أثناء فترة الاحتقان الطائفي الشعبي احترازاً من القتل على الهوية.. من المعيب على مَن يخضع للاتحاد يعرف الخطأ ويسكت عنه .. معاقب حالياً بعدم إناطتي مهمة تقييم حكام الدوري بسبب ظهوري في برنامج سليم) .
أكثر ما يؤلمنا في العمل الصحفي والتلفازي أن مثل هكذا معلومات يتم تناولها من قبل صباح عبد وغيره لا تحفّز رئيس لجنة الحكام صباح قاسم لبيان رأيه عبر اتصال مباشر مع القناة قبيل انتهاء البرنامج أو الإدلاء بتصريح لصحيفة في اليوم التالي يؤكد فيه استقلالية لجنته فعلاً وعدم سماحه بإذلال أي حكم أو منعه من أداء واجبه في الدوري أو إقحام قضية لا علاقة لها بصلب واجبات اللجنة وتعكّر صفو علاقة الحكام فيما بينهم.
إن وجود رئيس لجنة الحكام بشخصيته القوية هو القاسم المشترك والضامن لحقوق جميع الحكام المستمرّين والمعتزلين طالما يؤدّون خدمة مشرّفة لكرة القدم، وهم يستحقون دفاع قاسم عنهم دون تفرقة أو مساومة أو غبن أمام رئيس ونائب وأعضاء الاتحاد، ويجب أن يُعزل الحكام عن كل المؤثرات المحيطة بعمل الاتحاد وجبهاته المتعدّدة وملفاته الداخلية والخارجية والأمزجة المتقلّبة في صياغة القرار الانفعالي.
رئيس لجنة الحكام مطالب أيضاً بموقف رسمي بشأن ما أكده صباح عبد من بطلان انتخاب طارق أحمد رئيساً لرابطة الحكّام لعدم اختياره عبر صندوق الاقتراع بحضور لجنة مُشرفة، بل حصل الأمر عفوياً من أحد الحكام الذي جمع تواقيع تزكيته في ورقة عادية! هذا ما أكده عبد في حديثه السابق للمدى في 16 أيار2018 أي قبل انتخابات الاتحاد بأسبوعين ودلّس الأخير عن الفضيحة، وتم قبول أحمد ضمن الهيئة العامة والإدلاء بصوته اللاشرعي، وعليه يتوجب تصحيح لجنة الحكام خطأ ما جرى وإعادة انتخاب ممثل الرابطة عبر التنسيق مع الاتحاد وحضور جميع وسائل الإعلام، وإلا فإن لجنة قاسم تعد شريكة في التستّر بعد شهادتي رعد سليم في محكمة كاس الدولية وصباح عبد في المدى والرشيد .. وعدم ممانعته بالذهاب إلى لوزان إن تطلّب الأمر ليقول الحقيقة.