علي حسين
إذا كنت تفتش عن الحقيقة في تظاهرات تيار الحكمة التي ستنطلق غدا في البصرة وعدد من المحافظات،
اتمنى عليك ان تذهب الى السيد غوغل لتبحث عن تصريحات محافظ البصرة السابق ماجد النصراوي وكيف اعتبر التظاهرات آنذاك جريمة ينفذها اصحاب الاجندات الخارجية، واذا كنت تسأل من هو ماجد النصراوي، فاذهب ايضا الى السيد غوغل وستجد رجالات المجلس الأعلى الذين تحولوا صوب تيار الحكمة، وهم يتغنون بمحاسن ومآثر السيد النصراوي المواطن الاسترالي الذي كان يستحرم من مصافحة المرأة، لكنه قرر ان ينهي رحلته السياسية "المباركة" بالهروب من البصرة بعد ان حمل في حقائبه ما خف وزنه وغلى ثمنه.
هذه الايام ستسمع عبارة واحدة يطلقها السياسيون الذين شاركوا في تقاسم الغنائم والمغانم منذ ستة عشر عاما، والعبارة هي نحن معارضة، اما الخراب الذي حصل والمدن التي دمرت والملايين التي شردت، والمليارات التي نهبت في مشاريع وهمية، فهي حكاية من حكايات الخيال التي يريد كاتب مغرض مثل جنابي ان يوهم الناس انها الحقيقة الوحيدة في هذه البلاد.
اتابع شريط التحضير لتظاهرات البصرة، واتذكر أن هذه المدينة التي انتفض شبابها طوال السنوات الماضية من اجل حلم التغيير، واجهتهم الحكومات المحلية آنذاك وفي زمن " الحكمة " بالرصاص الحي والهراوات وبيانات التخوين.
كنتُ أنوي اليوم الكتابة عن مرور خمسين عاما على جريمة المدعو نيل أرمسترونغ الذي قتل في نفوس العشاق صورة القمر، واخبرهم انه مجرد حجارة لا تنفع العشاق والمغرمين، ولكني تراجعت فأنا أعرف جيداً أن الكثير من القرّاء الأعزاء يجدون في حديثي عن مثل هذه الموضوعات نوعاً من الترف لا يهم المواطن البسيط المبتلى باهازيج بليغ ابو كلل في البصرة، وتقلبات حنان الفتلاوي التي تريد الحكومة ان تسلمها ملف نسوة العراق، وحديث مستشار رئيس الوزراء عبد الحسين الهنين الذي اكتشفنا من خلاله ان الحكومة منحت كل مواطن مصباح علاء الدين وقالت له شبيك لبيك.. ايها السادة، الناس تريد ان تعيش الرفاهية، لا الوهم، هذا هو شعار الدول التي تريد ان تبقى في قائمة البلدان الأكثر تميزا، في الاستقرار، لا في الفوضى، في العمل، لا في الخطابات المنتهية الصلاحية، ايها السادة "المعارضون" الذين ستمنحونا مصباح علاء الدين يوم غد الجمعة، كنا نأمل ان نجد مصباح علاء الدين في "أدْراج مكاتب" ساسة التغيير، لكننا وجدنا بدلا منه ثيابا وبدلات لأكثر من اربعين الف حرامي .
ولأنني من هواة جمع الحقائق، فليسمح لي قارئ يهتم بألاعيب الساسة ان نذهب معا الى السيد غوغل ليسمع وتقرأ ماذا قال ذات يوم المتظاهر بليغ ابو كلل عن الذين تظاهروا ذات نهار ضد خطب قادة المجلس الاعلى .
جميع التعليقات 3
Anonymous
أحسنت أخي و لكن على قول المصريين :اللي اختشوا ماتوا
لفته كريم فالح ( ابو ناديه)
تحياتي وتقديري لك على هذا العمود الذي انتظره يوميا لما له من صدقيه وبلسم يفتح عيون الجهله على ممارسات النهب والفساد من قبل الاميه السياسيه التى ابتلى بها العراق. هاءل تقديري لك ولكل العاملين في المدى
احمد
مقال جيد