إياد الصالحي
خطاب جديد من الاتحاد الدولي للسباحة يلحق بأخيه اتحاد الجودو ليؤكد أن رياضة العراق تظل تدور في دوّامة الفوضى واللا قانون والمصالح الخارجية
بالتنسيق مع مسؤول خليجي لا همّ له سوى الإبقاء على الانقسام العراقي بين الرياضيين بدفعه لاستقواء فلان للحصول على تأييد دولي ضد فلان المسنود بدعم الدولة.
هذه حقيقة لا يعلوها غبار الشك مطلقاً والأدلة مسندة بشهادات بعضها سرّية سيتم الكشف عن خيوطها في المدى حال عودة أحد الخبراء ممّن عاصر الرياضة لعقود طويلة من رحلة علاجه، فلم يعد في القوس منزع لرؤية هكذا مظاهر تنمُ عن تصارع وقح ضد إرادة الحكومة التي تسعى لاستقرار الرياضة مالياً أولاً ثم استتباب وضعها قانونياً بُعيد اصدار القانون المرتقب ومصادقته من الأولمبية الدولية والذي يواجه بعض المنغّصات التي تتضارب مع النظام الأساس للأولمبية الوطنية.
24 ساعة فقط فصلت الهيئة العامة بين عهدي رئيسي اتحاد السباحة سرمد عبدالإله وخالد كبيان ليومي 12و13 تموز الحالي، خلّفت تساؤلاً مريراً: لماذا عُزل الرئيس سرمد بعد مسيرة طويلة امتدّت من عام 2009 - شغل الى جانبها منصب الأمين المالي للأولمبية برفقة رئيسها رعد حمودي- هل نتيجة تقصير في الأداء أم ضمن سياسة احتواء الاتحادات المناوئة للنهج الحكومي الذي ضمّنه القرار 140؟ وهل يحظى خليفته خالد كبيان بدعم حكومي صريح اسهم في منحه رئاسة الاتحاد بعد سحب الثقة من سرمد بـ 19 صوتاً من أصل 20؟
كمراقبين منصفين نشير الى أن تأييدات الاتحادات الدولية لا تمثل قوة أقناع لدى ممارسي لعبة السباحة لاعبين ومدربين وإداريين إذا ما رأوا وجوب تغيير مجلس إدارة الاتحاد وفق إجراءات قانونية كالتي تحدّث بها الرئيس كبيان في تصريحه للمدى بالتزامن من وصول مصادقة الاتحاد الدولي على تجديد الثقة بسرمد قبل ليلة الإطاحة به.
فحال السباحة التي قادها أبنها السابق سرمد عبدالإله لا تسرّ أحداً ليس في حقبته فحسب بل منذ عام 2003 ونحن نتطلّع لمشاركة فاعلة لسبّاح عراقي بطل يَعِد بخطف الميداليات والالقاب وكل مرة نصدم بهدر ملايين الدنانير على بطولات هزيلة لا قيمة لها في نظر أهل اللعبة!
هذا الأمر لا يدعو رئيس الاتحاد سرمد للخجل وحده، بل الجميع كون اللعبة لم تقدّم لنا بطلاً قارياً واحداً وليس أولمبياً منذ تأسيس اتحادها عام1956 بقيادة علي محسن والذي تشير الأرشفة الموثوقة عن احتضان مقر كلية الفنون الجميلة لها، أي 63 عاماً ونحن غرقى الاطماع في نهر الفشل، ولم يذكر التاريخ غير اسمين بارزين لا ثالث لهما سجّلا نتائج لافتة هما السباح علاء الدين النواب ببطولة نابولي عندما قهر جميع المنافسين وأنهى سباق 33كم أولاً عام 1957، والسباح عبد الرضا محيبس صاحب الميدالية الفضية في سباق 100م على الظهر في دورة الألعاب العربية الرياضية المغرب عام 1985.
وحتى رئيس الاتحاد سرمد عبدالإله فسجلّه الرياضي كان خجولاً ولا يرقى الى توصيف البطل في المنافسات الكبرى ونوع الميدالية، كل مشواره كلاعب في المنتخبات للفترة (1984-2004) لم يحقق سوى ثلاث ميداليات (المركز الثاني لبطولة الخليج العربي 1989وبرونزية بطولة محمد الخامس للسباحة الأولمبية في الدار البيضاء عام 1990 وبرونزية بطولة الأسد الدولية للمسافات الطويلة 2002) لا غير!
عن أي منجز تركه سرمد عبدالإله ويستقتل دولياً للبقاء برغم 19عضواً هيئة عامة سحب الثقة منه بعد يوم من نشوة التجديد، ثم أي منهج قدمه اتحاد السباحة منذ عام 2009 حتى الآن ضَمَن للعراق تأهيل سبّاح واحد للدورة الآسيوية ونافس على المراكز المتقدمة ولا نتحدث عن الدورة الأولمبية لأنها بعيدة المنال؟
لنعترف أن الاتحاد الجديد خالد كبيان لن يحدث مُعجزة في اللعبة، وسيواجه ذات المتاعب والاخفاقات، لكن الرجل كان واضحاً بأحاديثه للإعلام أنه متفرّغ للاتحاد وسيوقف المشاركات الخارجية ويهتم بجيل الناشئين والشباب صعوداً الى الوطني ويضع كل ميزانية الاتحاد من أجل تحقيق الهدف وإحياء اللعبة المنسية في ذاكرة الشعب العراقي التي غرقت بدوامات نزاعات مسؤوليها حول المواقع والأموال.