كريم محمد حسين عيد العمال عيد لابد ان يحتفل به في كل مكان من هذا العالم المتحول والمتطور يوميا على جميع الصعد ، كل العمال عليهم ان يحتفلوا بعيدهم رغم الاحباطات والازمات التي المت بهذه الشريحة الواسعة التي قامت عليها وعلى كاهلها الصناعات العظيمة التي امدت القطاعات المجتمعية بكل شيء ،
وفي هذا العيد احتفل عمال العراق وسط الظروف المعقدة التي مرت عليهم منذ تسعينيات القرن الماضي ايام النظام السابق وما شكله الحصار الاقتصادي الذي سببته حماقات النظام السابق والتهور الذي ادى الى توقف كل المصانع التي تكتظ بآلاف العمال وتوقف خطوط الانتاج التي كانت ترفد المجتمع العراقي بكل شيء والى حد الاكتفاء الذاتي ،ثم انتقل العامل العراقي بهذه المعاناة والتدني في الاجور الى مرحلة التغيير التي حصلت في العراق وما لازمها من اضطرابات وشلل كبير في كل مفاصل الدولة بل انهيار مؤلم ومدو للمؤسسات والبنى التحتية ،ومن بينها المصانع الحكومية ومصانع القطاع الخاص التي نهبت جميعا ، عندها وقف العامل متأملا هذا المشهد المخيف والذي ينذر بمستقبل صعب وضبابي للعامل وسني عمله الماضية ومستقبل عملية الانتاج وسط تخبط سياسات اقتصادية مبهمة وغير واضحة المعالم واغراق سلعي جامح اغرق البلاد بسلع كان على العامل العراقي ان ينتجها ويسوقها ويحافظ على النمو الاقتصادي والاستهلاكي من خلال دوره في عملية الانتاج التي يمتاز بها العامل العراقي لكنه بقي مرهونا بالسياسة والقرارات الغافية في ادراج الحكومات المتعاقبة والتي اغفلت دور العامل وحركة الاقتصاد المتوقفة عن قصد او غياب الوعي الاقتصادي للمسؤولين عن الاقتصاد في العراق ، هذا بالاضافة الى البطالة التي انتشرت وافرزت مشاكل اخرى وضيعت فرص الكثير من العاملين والمنتجين الذين لو سنحت لهم الفرصة لقدموا افضل شيء لبلدهم واعادوا الحراك الانتاجي والصناعي ورغم كل هذه الخيبة والمرارة نرى اليوم عمال العراق يحتفلون بعيدهم مع عمال العالم اقرانهم ويأتي هذا الاحتفال ليؤكد فيه العامل العراقي بانه موجود وعلى الحكومة والجهات المعنية بشأن العمل والانتاج والاقتصاد بكل مفاصله ان ينتبهوا لوجوده وان يعرفوا بان مستقبل العراق يقوم على يد العامل والمنتج الفاعل الحقيقي في حركة الصناعة والتنشيط الاقتصادي والخروج من الازمات ويأمل العامل والشارع العراقي من السنوات القادمة ان تكون سنوات عمل واعمار وتقديم خدمات وانصاف العمال في كل المرافق والمفاصل ومنحهم حقوقهم وتحصينهم وتثبيت ضمانهم وبالتالي وجودهم كافراد فاعلين ومواطنين لهم كل الحق في عراقهم.
كلام ابيض :عمال العراق
نشر في: 2 مايو, 2010: 07:08 م