TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لصقة جونسون

العمود الثامن: لصقة جونسون

نشر في: 24 يوليو, 2019: 10:35 م

 علي حسين

عندما أيقنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن مصالح بلادها تقتضي وجود رئيس وزراء جديد، سارعت إلى تقديم استقالتها، لم تطلب ولاية جديدة،

ولا حذّرت من حرب أهلية، ولم تشتم الذين خذلوها في مجلس النواب، ولم تصر على انها "لصقة" جونسون وتتمسك بالمنصب رافعة شعار من الكرسي إلى القبر.. فقط اكتفت بأن قالت إنها سعيدة لأنها قدمت خدمة لبلدها، وإنها فخورة بالديمقراطية البريطانية.

في مرّات كثيرة تبدو لي الكتابة عن تجارب الشعوب، أهم وأنفع للقارئ من اخبار كتلة سائرون وخذلانها لجمهورها ، وهي تصوت على لعبة سانت ليغو الجديدة، ولافتات العشائر التي لا تريد ان تغادر عصر الزعماء ، وقوانين قراقوش التي تلوح بها مجالس المحافظات والتي لم تجلب لنا سوى الخراب، ولهذا وجدت أن أخبارا مثيرة عن شعوب حية، أحرى بالكتابة من بؤس الخطاب السياسي العراقي.

قبل أربعة سنوات من هذا التاريخ قال بوريس جونسون الذي انتخب قبل يومين رئيسا لوزراء بريطانيا إن احتمال جلوسه على كرسي رئيس الوزراء يشبه تخيل المطرب الراحل الفيس بريسلي يمشي حيا على سطح المريخ.. وكان جونسون يطمح إلى أن يكمل كتابه الجديد "لغز عبقرية شكسبير"، إلا أن لغز معركة الاتحاد الاوربي سيجعله يؤجل إصداره حتى العام المقبل، برغم أن دار النشر كانت ستدفع له مبلغ نصف مليون جنيه استرليني عدا ونقدا، ويبدو أن مثل دور النشر هذه تعاني من قصور في البصر والبصيرة ، وإلا كيف تسنى لها أن تهمل مؤلفات مواطن بريطاني يعيش في لندن اسمه إبراهيم الجعفري، يمكن أن تدر عليها ملايين الجنيهات.

نصحني بعض الزملاء أن لا أستعجل في الكتابة عن تأييد كتلة سائرون لقانون الاتنخابات الجديد، وأن أتمهل قليلاً لربما تحصل مفاجأة عابرة للإصلاح، فنجد أنّ صباح الساعدي لم يصوت على تعديل قانون الانتخابات ، وان ما حدث مجرد صورة " فوتوشوب .

للاسف تحولت الانتخابات في العراق من منافسة على خدمة الناس ورعاية مصالحهم إلى صراع على البقاء. وبدل أن تقرر هذه الانتخابات اختيار النائب الأصلح او مجلس المحافظة الاكثر كفاءة ، أراد لها البعض أن تكون معركة انتهازية ، لا علاقة لها بمصلحة الوطن .

لماذا لا يريد جماعة "انتخبونا لأننا مكلفون شرعياً" أن يفهموا أنّ الناس تغيرت، وأنّ عيونها مفتوحة على سعتها، وأنّها تصرّ على أن تكون شاهداً ومشاركاً، لا متفرجاً أو منتظرا لتقلبات " سانت ليغو " ، وان المواطن يدرك جيداً إن الفشل السياسي لا يمكن أن يأتي معه بحال من الأحوال رخاء اقتصادي واجتماعي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Anonymous

    اعتقد الوضع السياسي في العراق يختلف عما هو في بريطانيا.. لت لصقة جونسون ولا هم يحزنون.. العراقيون ليسوا كالبريطانيين وبريطانيا فيها اقدم ديمقراطية.. مختصر مفيد نحن لسنا هم.. والمالكي قامة كبيرة في السياسة العراقية.

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram