علي حسين
عندما أيقنت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن مصالح بلادها تقتضي وجود رئيس وزراء جديد، سارعت إلى تقديم استقالتها، لم تطلب ولاية جديدة،
ولا حذّرت من حرب أهلية، ولم تشتم الذين خذلوها في مجلس النواب، ولم تصر على انها "لصقة" جونسون وتتمسك بالمنصب رافعة شعار من الكرسي إلى القبر.. فقط اكتفت بأن قالت إنها سعيدة لأنها قدمت خدمة لبلدها، وإنها فخورة بالديمقراطية البريطانية.
في مرّات كثيرة تبدو لي الكتابة عن تجارب الشعوب، أهم وأنفع للقارئ من اخبار كتلة سائرون وخذلانها لجمهورها ، وهي تصوت على لعبة سانت ليغو الجديدة، ولافتات العشائر التي لا تريد ان تغادر عصر الزعماء ، وقوانين قراقوش التي تلوح بها مجالس المحافظات والتي لم تجلب لنا سوى الخراب، ولهذا وجدت أن أخبارا مثيرة عن شعوب حية، أحرى بالكتابة من بؤس الخطاب السياسي العراقي.
قبل أربعة سنوات من هذا التاريخ قال بوريس جونسون الذي انتخب قبل يومين رئيسا لوزراء بريطانيا إن احتمال جلوسه على كرسي رئيس الوزراء يشبه تخيل المطرب الراحل الفيس بريسلي يمشي حيا على سطح المريخ.. وكان جونسون يطمح إلى أن يكمل كتابه الجديد "لغز عبقرية شكسبير"، إلا أن لغز معركة الاتحاد الاوربي سيجعله يؤجل إصداره حتى العام المقبل، برغم أن دار النشر كانت ستدفع له مبلغ نصف مليون جنيه استرليني عدا ونقدا، ويبدو أن مثل دور النشر هذه تعاني من قصور في البصر والبصيرة ، وإلا كيف تسنى لها أن تهمل مؤلفات مواطن بريطاني يعيش في لندن اسمه إبراهيم الجعفري، يمكن أن تدر عليها ملايين الجنيهات.
نصحني بعض الزملاء أن لا أستعجل في الكتابة عن تأييد كتلة سائرون لقانون الاتنخابات الجديد، وأن أتمهل قليلاً لربما تحصل مفاجأة عابرة للإصلاح، فنجد أنّ صباح الساعدي لم يصوت على تعديل قانون الانتخابات ، وان ما حدث مجرد صورة " فوتوشوب .
للاسف تحولت الانتخابات في العراق من منافسة على خدمة الناس ورعاية مصالحهم إلى صراع على البقاء. وبدل أن تقرر هذه الانتخابات اختيار النائب الأصلح او مجلس المحافظة الاكثر كفاءة ، أراد لها البعض أن تكون معركة انتهازية ، لا علاقة لها بمصلحة الوطن .
لماذا لا يريد جماعة "انتخبونا لأننا مكلفون شرعياً" أن يفهموا أنّ الناس تغيرت، وأنّ عيونها مفتوحة على سعتها، وأنّها تصرّ على أن تكون شاهداً ومشاركاً، لا متفرجاً أو منتظرا لتقلبات " سانت ليغو " ، وان المواطن يدرك جيداً إن الفشل السياسي لا يمكن أن يأتي معه بحال من الأحوال رخاء اقتصادي واجتماعي .
جميع التعليقات 1
Anonymous
اعتقد الوضع السياسي في العراق يختلف عما هو في بريطانيا.. لت لصقة جونسون ولا هم يحزنون.. العراقيون ليسوا كالبريطانيين وبريطانيا فيها اقدم ديمقراطية.. مختصر مفيد نحن لسنا هم.. والمالكي قامة كبيرة في السياسة العراقية.