جوهانسبرج، (آي بي إس) هذا تقرير موجه بشكل خاص الى اعضاء مجالس المحافظات في العراق التي تتفنن في اصدار القرارات المناهضة لحقوق الانسان، بل وللحياة نفسها، والتي تعبر عن ضيق افق ثقافي وحضاري وانساني، فهي تارة تمنع بيع المشروبات الروحية وتغلق النوادي التي هي جزء من ثقافة الشعب العراقي وتقاليده منذ آلاف السنين ،
وتارة اخرى تمنع فرقة فنية عراقية من اداء وصلاتها الفنية لوجود عناصر نسائية فيها ،كما حدث في مهرجان المربد العام الماضي ، وتارة ثالثة تمنع احياء تراث غنائي عراقي أصيل، كما حدث في مهرجان الاغنية التراثية الجنوبية عندما منعت فعالية احياء اغاني داخل حسن وحضيري ابو عزيز، وتبحث في مرّةاخرى عن محارم لعضوات مجالس المحافظات. ولاأحد يدري حقيقة الى اين ستصل قائمة الممنوعات لدى تلك العقول التي «تريد» ان تبني عراقا ديمقراطيا غير صدامي، وعراقا متحضرا يلاحق امم العالم المتطورة على كافة الصعد، وهو تقرير موجه ايضا للصامتين على هذه الممنوعات من المسؤولين في السلطة العراقية، بما في ذلك البرلمان ورئاسة الوزراء التي تتفرج على انتهاكات حقوق الانسان وكأنها تجري في بلاد الواق واق. “سأل البعض: كيف يمكن للممثلات أن تخبرننا عن التغيير المناخي؟ وسأل البعض الآخر: هل تستطعن مساعدتنا على استعادة الأشجار؟ وسأل آخرون: كيف يمكن للراقصات معاونتنا في ترميم مدرسة؟ فجاءت الحكومة لتقول أن طبلة استطاعت أن تملأ مخازن الغلال، وأن رقصة نجحت في بناء مدرسة. بهذه الكلمات شرحت مديرة مجموعة «كاموتو» الفنية ماري مانزولي كيف استخدم فريق رقص نسائي من زامبيا خشبة المسرح في خدمة التنمية، وتشجيع القرويين علي زرع أكثر من 5، 000 شجرة، وتشييد ثلاثة مباني للفصول المدرسية في محافظة جنوبي بلادهن في مجرد ثلاث سنوات. تحدثت مانزولي عن فوائد الفنون على الأهالي، أثناء مهرجان المرأة والمسرح والرقص الذي إحتفلت به مجموعة تنمية دول جنوب أفريقيا للتنمية مؤخرا في مدينة جوهانسبرج، ونظمته «مبادرات المسرح في دول جنوب أفريقيا»، بغية تسليط الأضواء على دور المرأة الفنانة في النهوض بالمنطقة. .وجاء هذا المهرجان نتيجة دراسات وبحوث أجريت في 11 دولة أفريقية جنوبية. وقالت مانزولي أن مجموعة «كاموتو» الفنية التي تديرها تقضي فترات من الوقت بين أهالي تلك الدول لدراسة الواقع ميدانيا والتعرف على القضايا التي تهمهم، وبعد ذلك تعود وتتولى تمثيل مسرحيات تساعد على التوعية بهذه القضايا.فعلى سبيل المثال، خلصت المجموعة في عام 2002 إلى أن زوال الغابات والأشجار كان يمثل مشكلة جادة في جنوب زامبيا، وكذلك إلى أن تداعي فصول الدراسة كان يؤثر بقوة على تلاميذ مدرسة تيشيومو الإبتدائية.فشرحت مانزولي أن «الغابات تزول مع التغيير المناخي، فقررنا الإستعانة بالمسرحيات لتشجيع الأهالي على زرع الأشجار. وبعد مشاهدة عروضنا بدأ الناس في زرع الأشجار، وهو ما ساعد على تغيير نمط الامطار في مختلف أنحاء المحافظة». فساعد ذلك بدوره علي تغيير العادات التي إضطر أهالي المحافظة إلى اتبعاها لسنوات طويلة بشراء الذرة من محافظات أخرى لعدم كفاية المحاصيل المحلية. أما الآن فقد بدأوا ببيع فائضهم من الذرة لمحافظات أخرى.. وأضافت مانزولي في حديثها مع وكالة انتر بريس سيرفس»جمعنا من خلال المسرحية الأموال اللازمة لتشييد مبنى بثلاثة فصول دراسية في مدرسة تيشيومو الإبتدائية وسلمناه للحكومة».أما مجموعة «غيتو أرتيستس» المكونة من فتيات من بوتسوانا فقد قدمت في المهرجان عروضا بعنوان «قوة المرأة»، صورت من خلالها ممارسات الإنتهاك والإغتصاب التي تتعرض لها البنات في البلاد .فقالت مخرجة المسرحية سوان بوكيتساني «شاهدنا مدى الوقع الإيجابي لهذه المسرحية التي عرضناها في بوتسوانا، فقد تجرأت البنات أخيرا على طلب المشورة. كما ساعدت المسرحية الأولاد والبنات على العودة إلى المدرسة.وأكدت أن «الفنون أداة قوية جدا. فمن خلال الفنون، يمكن تشجيع الناس ونشر التعليم والتربية بينهم والمساعدة على إعادة بناء البلاد. لقد حان الوقت لكي تساعد الحكومات الفنانات على عرض مسرحيات لمكافحة وباء الإيدز(
دول جنوب أفريقيا: تريدطعاما واشجارا؟ شاهد مسرحية نسائية
نشر في: 2 مايو, 2010: 08:26 م