TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عراق عصام الأسدي

العمود الثامن: عراق عصام الأسدي

نشر في: 27 يوليو, 2019: 10:05 م

 علي حسين

مدهش هذا الوطن، نادرا ما تجد فيه هذه الأيام مسؤولا أو سياسيا لا يسرق، أو يرتشي، بل ونادرا ما تجد فيه حزبا أو تنظيما تواضع ودخل العملية السياسية

من أجل الخدمة العامة، حيث تطغى المنفعة الشخصية فوق كل الخطب والشعارات.. فهناك اليوم وفرة هائلة من اللصوص والانتهازيين ومشعلي الفتن.

ما الذي يمنع من أن نرفع جميعا بوجوه الساسة والمسؤولين لافتة كبيرة تقول "من أين لكم هذا"؟ وأظن أن لجوء الناس إلى مثل هذا الشعار أمر منطقي للغاية في بلد لديه برلمان يقضي إجازاته في ربوع أوروبا، وساسة أداروا ظهورهم للوطن. "من أين لكم كل هذا"، صوت يجب أن يرتفع عاليا مثلما صدحت به يوما فنانة الشعب عفيفة اسكندر بلغة واضحة وفاضحة: "مِنْ أين لك هذا.. هذا من فضل ربي.. مِن أين لك هذا... هذا مجهودي وتعبي... ما تُكلي من أين لك هذا".؟

اليوم أصبح غير المختلس يعد جاهلا ولا يدرك أهمية الفرصة التي أتيحت له، فأصبحت الرشوة سهلة والفساد الإداري والمالي يجد من يبرره، بعض المسؤولين يتصرفون في ممتلكات الدولة كما لو كانت ممتلكاتهم الشخصية، مسؤولون وسياسيون رفعوا شعار المصلحة الشخصية والتي أصبحت أهم ألف مرة من مصلحة الوطن، هؤلاء ينتشرون في كثير من الأماكن والمواقع، ويديرون الأمور بمنطق "نفعني وأنفعك" لا يتراجعون ويزدادون قوة وإصراراً. بعض المسؤولين صاروا أكثر جشعا واستغلالا للنفوذ والمحسوبية، وصاروا أكثر استعداداً للخداع والرشوة وسرقة المال العام، وتلك هي أمراض النخبة السياسية التي تفشت بسرعة اليوم لا تعرف الناس أين تذهب المليارات التي خصصت للتنمية والإعمار.. أكتب هذه الكلمات وأنا اقرأ التقرير الذي نشره موقع " ديلي بيست " ، الأميركي، والذي يكشف فيه، النقاب عما قال إنها " عقود فساد تحققت بين الجيش الأميركي والحكومة العراقية وعلى أعلى المستويات" ، وأن هذه العقود التي ثبت أنها تلاعبت بمليارات الدولارات من خزينة الدولة العراقية كان وسيطا فيها الحاج عصام الأسدي المقرب من رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي،.

في بلد آخر غير العراق، وشعب مغلوب على أمره غير هذا الشعب المسكين، لا يمكن لمقاول أو تاجر أن يستولي على كل هذه الأموال في مشاريع لا تصب في خدمة المواطن، ولكن هذا لا ينطبق على أثريائنا الذين سيطروا على كل شيء.. هذا عصر يريد الجميع أن يضعه تحت إبطه، ساسة سوف تذكرهم كتب التاريخ، بأنهم بلا ظلال سوى ظل الخديعة، بلا مواقف سوى مواقف الصفقات والمؤامرات، بلا لون سوى لون واحد، الابتزاز والانتهازية والطائفية، وسرقة ثروات البلاد تحت شعار "هذا من فضل ربي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناطق حقي

    أرجو كتابة مقالة بعنوان هل ممكن أن يحبوا العراق بقدر حبهم لايران .. أو حبوا السيستاني بقدر حبكم للخامنئي أو ما شابه ، لفضح كيف يدافع بعض السياسيين و المحللين السياسيين عن أيران بتحيز غير معقول حتى على حساب العراق و مرجعيته. شكراً

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram