TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: شجرة المـــــدى

العمود الثامن: شجرة المـــــدى

نشر في: 4 أغسطس, 2019: 08:12 م

 علي حسين

منذ تأسيسها سعت (المدى) لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف سواء كانوا من الإرهابيين أم المفسدين..

وكانت أول من تصدى لبعض قضايا الفساد الكبرى، ورفع شعار الحرية والأمان للمواطن العراقي.. حاربت شيوخ التطرف وتصدت لهم حينما حاولوا خلط الدين بالسياسة.. إنها صحيفة مفتوحة الرئتين لكل هواء نظيف.. كانت ولا تزال وستظل جزءاً من عقل الصحافة العراقية النظيف.. العقل الذي يحدد كل يوم أجندة الكتاب والأقلام من خلال القضايا التي تطرحها من دون هوادة أو خوف، والاشتباك العنيف مع الأفكار الخاطئة، التي ينبغي هدمها وإفساح الطريق أمام عالم جديد. 

المدى الصحيفة القادرة على اكتشاف المواهب الجديدة وإفساح الطريق لها، لتعيد الدفء والسعادة لروح الصحافة العراقية.. انها (المدى) التي لا تحتاج ملايين العراقيين للاحتفال معها، لكنها تحتاج إليهم لتحتضنهم بقلبها العامر بالحب والمفعم بالأمل.. إن المدى فخر لكل كاتب في هذه الصحيفة.. فخر أن تكون وأن تبقى.. جريدة ذات أشواك وورود.. فخر أن تكون واجهة المجتمع المدني المدافع عن حقوق الإنسان.. فخر أن يكون صوتها قويا صادحا بقضايا الناس.

من يتسلح بمهنية المدى وجرأتها وشفافيتها وقلمها العف ولسانها النظيف هو الذي يكتب له البقاء. التسامح السياسي هو الذي جعل المدى الساحة التي تضم كل ألوان الطيف السياسي العراقي، يتحاورون ويدشنون ثقافة الاختلاف والاحترام المتبادل.

سنحتفل بدخولنا العام السابع عشر، وننتظر العام الثامن عشر، ونسعى إلى العام الخمسين، لأننا نؤمن أنّ هذه البلاد لا يمكن لها أن تظلّ تحت رحمة مَن يعتقد أنّ الحكم ليس شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة.. سندخل العام السابع عشر ونحن نحاول أن نتجدد فى ظل ثورة اتصالات وانفجار وسائل التواصل الاجتماعي، وأن نسعى للحفاظ على مهنة الصحافة التي باتت مهددة فى حاضرها ومستقبلها. وأن نسهم بالقدر المستطاع في أن تبقى المدى المؤسسة والصحيفة منبر فكرٍ ورأيٍ وثقافةٍ في وطن يستحقّ منّا أن نقدّم له الأفضل دوماً، ورغم تغيّر الزمن إلا أن المدى ستبقى مثل شجرة السرو في رائعة تولستوي الحرب والسلم، لا تعترف إلا بالحياة والتجديد الدائم، قد تسقط منها أوراق بسبب عواصف الزمن، لكن أغصانها ستظل تنمو وتزداد ربيعا، والذين يسألون ما سبب نجاح المدى يعرفون جيدا أنهم جزء من هذا النجاح، والذين يكرهون صراحة أن المدى صحيفة ناجحة، يعرفون جيدا أنهم أيضا سبب في نجاح المدى. 

هذه هي المدى، كل ما فيها هو السعي نحو مدى أفضل، وكل من يعمل فيها يشعر أنها مداه لوحده. وكلّما صدر عدد جديد يدرك القراء أنهم حقا أصحاب هذه الجريدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. غادة

    وانت رمز من رموزها

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram