علي حسين
يجلس الحاج حجي حمزة الشمري في قصره، يتجاذب أطراف الحديث مع شخصيات سياسية ودينية وكان أبرزها صورة رجل الدين الذي يمنح الحاج حمزة هدية هي عبارة سيف ذهبي،
وكتاب معالم الإيمان، أما لماذا الهدايا، فأصحابها يخبروننا أن للحاج حمزة الشمري أيادي بيضاء في مساعدة العوائل الفقيرة والنازحين.
قفز الحاج حمزة خلال سنوات قليلة من صبي لإحدى المافيات التجارية التي ظهرت واستفحلت بعد عام 2003 ، حيث شاهدناه وهو يحمل لافتة كتب عليها انتخبوا قائمة دولة القانون، إلى رجل أعمال يملك شركات سياحة ويلتقط الصور مع الزعماء نوري المالكي وحنان الفتلاوي، مع اضافة لقي جديد له هو "رجل الخير والتقوى"، بعدها يفاجأ المواطن العراقي الباحث عن لقمة عيشه وعن كهرباء لا تنغصها القطوعات وأمزجة المسؤولين أن الحاج حمزة يدير شركة للدعارة، وصالات وبيوت للقمار، ويمارس غسيل الأموال، ويتزعم مافيا كبيرة تسيطر على ليل بغداد.
صورة الحاج حمزة وهو يلتقي كبار المسؤولين والساسة العراقيين هي الأكثر إهانة لتاريخ العراق، إذ لا ينتمي هذا الملقب برجل أعمال، إلى طبقة رجال الأعمال الحقيقيين، فكل خبرته في الحياة كانت الركض وراء مافيا من السراق، حتى التقطته بعض الجهات لتطلقه زعيمًا لمافيا من المجرمين والسراق تنفذ له ما يريد.
لا أعلم ما هو شعور مقاتل في الجيش أو الحشد الشعبي، خاض حروبًا من أجل القضاء على عصابات داعش واستشهد رفاقه وزملاؤه، وهو يطالع صور الحاج حمزة يقف متباهيا بقامته إلى جانب الزعيمة حنان الفتلاوي، أو يجلس وهو يبتسم لمسؤولين ثقال الوزن والحجم، أو وهو يلقى القبض عليه بعد أن عرفنا أن الحاج "المناضل" يدير أكبر شبكة للدعارة والقمار وبحماية أجهزة ثقيلة الوزن أيضا، أغلب الظن أن أي مقاتل يعرف معنى الوطنية، سيشعر بالأسى على التضحيات التي قدمت والتي قطف ثمارها حجاج من وزن "حمزة الشمري" ، فيما لا تزال عوائل الشهداء تقف في طوابير انتظار مكرمة الحكومة.
تسخر منا الأقدار الآن، حيث تصبح صورة "الحاج حمزة الشمري" بديلا لصورة المقاتل الذي ضحى بنفسه، لنجد أنفسنا أمام مشهدٍ أكثر سخرية، وإهانة لتضحيات العراقيين جميعا.
ألقي القبض على الحاج حمزة، لكن زمن الحجاج لم ينته بعد، وعصر خلط السياسة بالدين ما تزال سوقه مزدهرة، وهناك في الظل عشرات مثل "حجي حمزة" ممنوع الاقتراب من حصونهم المنيعة. أيها السادة ثمة شيء أكثر بشاعة من القتل في السياسة، الفساد. ولهذا نجد أن للنزاهة قاعدة واحدة لا تخطئ، إما العيش إلى جانب البسطاء، أو التقاط صورة مع "حجي حمزة".
جميع التعليقات 3
Anonymous
كان الله في عون الوطن.....ولكن فيما يخص نظرة ابناء الحشد الشعبي فنقول لهم يجب ان تتذكروا انكم ضحيتم من اجل وطن لا من اجل الطبقة السياسية .....لذا لاتندموا على التضحيات.....فالساسة يمضون ويبقى الوطن.
مهند البياتي
مافيات الاسلام السياسي كثر، وغالبيتهم معروفة، ويتلاعبون بمشاعر الجمهور الواسع، لكن ما يحزن ان يقوم رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي ان يقوم بتعيين راعية الفاسدين حنان الفتلاوي مستشارة لشؤون المرأة
ناجي عبد الحسين
بعد ان ادرك العراقيون ان العيش في هذا البلد حجيم لا يطاق ,هاجروا الى ارض الله الواسعه تاركين العراق وثروانه وكنوزه لمن هب ودب,حتى اتاها قوم لا تربطهم بالوطن رابطه فاختاروا افضل المقامات.... بالعافيه