اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: امـرأة .. بألـف رجـل!!

بعبارة أخرى: امـرأة .. بألـف رجـل!!

نشر في: 19 أغسطس, 2019: 08:35 م

 علي رياح

لا أمتع ، ولا أروع ، ولا أسخن من البريمير ليغ حتى في مواسم ذبوله وانصراف فرقه عن درب الأضواء والنجومية ، أو هكذا كنا نتصور خطأً بالطبع!

ففي عز تجلي ظاهرة الميرينغي – البلوغرانا عالمياً وبشكل غير مسبوق منتصف العقد الماضي ، كنا على قناعتنا الراسخة نقول إن الدوري الإنكليزي هو الأبقى ، وهو الأكثر قدرة على الإبهار ، لأنه ببساطة دوري وإن كان يضم كبار الأندية ، فإنه لا يضم بالمقابل صغارها .. ففي السباق الأسبوعي ، وفي لحظات المفاجأة ، تتضاءل المسافات ، وتصبح التوقعات البعيدة المستبعدة واقعاً نعيشه في دقائق المباريات!

ولهذا احتفظ الدوري الإنكليزي بكل توهجه ، حتى حين كان منتخب الأسود الثلاثة بكل عنفوانه التاريخي يتعرّض للهزات والنكسات أوروبياً وعالمياً .. توهج بقي ثم ارتفع سقفه حين تخلـّت الأندية الإنكليزية تماماً عن تزمتها ، وفتحت أبوابها مشرعة أمام نجوم اللعب والتدريب من جنسيات عالمية شتى كي تنضم إليها وتنطق بلسان الإبداع! 

أما السر الكبير الذي يكمن وراء تألق المباريات المحلية الإنكليزية ، فيعود بالدرجة الأساس إلى تلك المنظومة المتماسكة التي تدير المسابقة وأعني بها (رابطة الدوري الإنكليزي الممتاز) والتي تمسك بالزمام ، فلا تغيّر ، ولا تحذف ، ولا تؤجل ، ولا تقدم أو تؤخر إلا ما ندر ولأسباب قاهرة .. ذلك لأن نِصاب هذه الرابطة يتألف من قيادات تنظيمية متمرسة لم تتسلل إلى اللعبة من منطلقات اجتماعية أو عشائرية أو حزبية .. انتماؤها لمهنتها ، وولاؤها للمسابقة التي يجب أن تستمر وتنمو على هذا النسق العجيب الذي لا نرى له نظيرا في كل بقاع الدنيا!

ما يلفت الانتباه حقاً ، أن هذه الرابطة ترأسها اليوم امرأة ، وهي سوزانا دينيدج ذات التسع والخمسين سنة ، والتي عُـينت مديرة تنفيذية للبريمير ليغ في شهر تشرين الثاني الماضي ، والأكثر لفتاً للانتباه إنها إعلامية تولت هذا الموقع وقد تركت رئاسة إحدى القنوات المتخصصة في عالم الحيوان! 

انطلق دوري الدرجة الأولى الإنكليزي لكرة القدم عام 1888 تحت هذا المسمى ، وفي عام 1992 حمل تسمية (البريمير ليغ) من دون أن يتم السطو على تاريخ المسابقة أو على الأندية التي أحرزت ألقابها ، برغم المتغيرات التنظيمية العديدة التي أجريت عليها!

في النسخة الحالية من البريمير ليغ ، ظهور مميز للأجانب .. ظهور له تأثيره العملي والفعلي ، والدليل وجود 368 لاعباً من 63 جنسية مختلفة ، وهذه أكبر خلطة يشهدها أي دوري على امتداد المعمورة ، لكنها خلطة متجانسة تؤتي أكلها في أغلب الأحيان!

ووفقاً للإحصاءات التي نشرتها مجلة (ماتش) الإنكليزية الأسبوع قبل الماضي ، فإن اللاعبين الفرنسيين لهم القدح المُعلّى على هذا الصعيد ، إذ يبلغ تعدادهم في الأندية الإنكليزية هذا الموسم 33 لاعباً ، ويليهم في الترتيب العددي اللاعبون الإسبان ويبلغ عددهم 28 لاعباً ، ثم يأتي دور اللاعبين القادمين من بلاد السامبا البرازيل وعددهم 23 لاعباً ، وفقا للمجلة الإنكليزية نفسها!

ولكن من هو (النادي الأجنبي) في إنكلترا ، أعني النادي الأكثر ضمّا للاعبين القادمين من خارج الجزر البريطانية؟!

الإحصائية نفسها تشير إلى نادي تشيلسي اللندني الذي تضم قائمته لهذا الموسم 26 لاعباً أجنبياً .. تخيلوا!! وقد ترك المركز الثاني لنادي واتفورد الذي يقلّ عنه بلاعب واحد .. ولكن ماذا عن النادي الأقل استقطابا للاعبين الأجانب في انكلترا؟ تقول المجلة إنهما ناديان : شيفيلد يونايتد وبيرنلي ، ولا يضم كل منهما سوى 11 لاعباً .. فقط!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram