كوبنهاغن / رعد العراقي انتهى الكلاسيكو(المفترض) بين نادي الزوراء والقوة الجوية بفوز الاخير كما توقع الكثير من المتابعين عطفا على واقع الفريقين فنيا ونفسيا الا ان ما يثير في النفس فقدان الجماهير متعة التنافس الحقيقي الذي طالما كان عنوان أي لقاء يجمعهما طوال السنين الماضية .
لقد سقطت مقومات ان يكون اللقاء هو ديربي العاصمة بعد جرد لاعبي الزوراء من خزين التفاعل اللا ارادي مع اجواء المباراة كما كان معتادا عند أي مواجهة تجمعه بالصقور فتذوب الفوارق الفنية وتشتعل الحماسة وتتحول الى مواجهة يستمتع بها اللاعبون والجماهير بغض النظر عن ترتيب الفريقين بالدوري.وعند العودة الى الاسباب الحقيقية لما جرى فإن المنطق سوف يفرض نفسه ليشخص الخلل ويلقي اللوم على الفريق الخاسر الذي كان سببا في حرمان الدوري العراقي خاصية الظهور بقوة من خلال ما يتمتع به من كثرة اللقاءات الكبرى بين الفرق الجماهيرية وما تفرزه من عروض ترتقي به الى حيث تصنيفه بالدوري المثير فنيا وجماهيريا .وقد يكون لإجراء الهيئة الادارية لنادي الزوراء إحداث انقلاب جذري بتشكيلة النادي بعد انتهاء الموسم الماضي والتعاقد مع لاعبين جدد قد احدث شرخا بأسلوب الفريق فنيا وأسقطه في شراك الإخفاق المستمر وبالتالي اصابت اللاعبين ضغوط نفسية جعلتهم يفقدون الثقة بأنفسهم واصبحوا يلهثون وراء أي فوز قد ينقذهم من الهبوط الى اسفل ترتيب المجموعة بأي وسيلة وتحولت هيبة البطل التي كان يرتديها دوما الى شعور بالخوف وخاصة عندما يلاقي من هم في قمة مستواهم هذا الموسم .وهنا كان العنصر الذي اطاح بالمباراة لتتحول الى لقاء عادي لان الكلاسيكو هو عنوان صراع بين من يشعر دوما انه يمثل تاريخا وبطلا مهما قست عليه الظروف !لذلك فإن مايمر به نادي الزوراء يمثل تحولا خطيرا في نهجه ومكانته اكثر مما يتصوره بعض المتعاطفين والمتفائلين بتجاوز محنته الحالية دون النظر الى ما يصيب اسسه من اضرار سوف يصعب ترميمها اذا ما استمر الحال الى ما عليه الآن. رغم ما طرحناه سابقا من رؤية عن عدم امكانية الهيئة الادارية الحالية من الإمساك بمفاتيح إدارة نادي الزوراء بتاريخه الكبير وقاعدته الجماهيرية المنتشرة في كل انحاء العراق الا ان دعوتنا كانت تمر مرور الكرام على مسامع تلك الهيئة دون ان تحركها مشاعر الحزن التي ارتسمت على وجوه محبيه، ويبدو انها لم تدرك لحد الآن بانها تلعب بمصير ومقدرات ناد له تاريخ ابيض بالانجازات وبفضلها اصبح من مدرسة الكرة العراقية الى (ترانزيت) للاندية الطامحة للفوز !متى كان النوارس صيدا سهلا لا تحسب له الاندية الاخرى أي حساب، ومتى كان يتوسل الفوز هنا او هناك ليخرج رئيس الهيئة الادارية سلام هاشم مبتسما ثم يختفي صوته حين يعود الى طريق الفشل والهزيمة ألم يستذكر هاشم كيف كان الديربي بين الزوراء والقوة الجوية سابقا من تنافس وتبادل للسيطرة وكيف بدا فريقه في المباراة الاخيرة عاجزا وفاقدا بريقه ومعلنا بكل وضوح انه يلفض انفاسه الاخيرة كبطل كانت تخشاه جميع الاندية ؟كل تلك الهزائم والاخفاقات والمشاكل الادارية والمالية والدعوات بتغيير القائمين على النادي لصالح أشخاص آخرين قادرين على انقاذه واعادته الى موقعه الطبيعي ومع صيحات الجماهير وغضبها التي بدت تتعالى بعد كل مباراة واذا كان النادي يصارع حاليا على المراكز الاخيرة في مجموعته.واذا كان النادي يعيش في اسوأ مواسمه منذ تأسيسه نقول اذا كانت كل هذه الامور المأساوية لا تدفع سلام هاشم والهيئة الادارية للنادي الى الاستقالة فورا فمتى يقاس الموقف بين ولائهم وحرصهم لسمعة النادي او تشبثهم بالبقاء تحت أي ظرف من اجل مصالحهم اذن لا عزاء للزوراء ان شاهدناه يوما ينافس على قمة الدوري لكن ضمن مصاف الدرجة الثانية مع الانبهار برقصات للهيئة الإدارية وهي تجوب ارض الملعب فرحا بإنجازهم العظيم! rn
ترانزيت للأندية العابرة.. والإدارة تبحث عن هيبته !

نشر في: 3 مايو, 2010: 05:53 م