وديع غزوانالديمقراطية ليست كلاماً منمقاً ولاخطابات عنترية ولاتصريحات استفزازية ضد هذا وذاك , انها قبل كل شيء ممارسة وسلوك يتحمل السياسيون ووسائل الاعلام بالدرجة الاولى مسؤولية تثبيت جذورها في تربة كالعراق , عاش شعبه فيه عشرات السنين وما زال تحت لافتة مايصطلح على تسميته حالات طوار ىء , تكم فيها الا فواه واذا نطقت فمصيرصاحبها في احسن الاحوال الاعتقال ان لم نقل التصفية التي قد تطول ( سابع ظهر من الا هل والاقربين ).
الكثير منا تفاءل بعد 2003 بحدوث معجزة وضع لبنات التطبيق الديمقراطي , ومنى النفس بان يستفيد السياسيون ويعتبروا من الماضي القريب والبعيد , فصبرنا وقدمنا التضحيات وانتخبنا , وآثر البعض السكوت راضين وليسوا صاغرين على كل ما شاب التجربة من اخطاء فادحة اكثرها اذىً الفساد بكل انواعه الذي نفذ منه الارهاب ليمارس اخس ادواره في محاولة وأد آما لنا وتطلعاتنا ,وقلنا صبراً جميلاً وصدقنا تبريرات عدد من السياسيين بان التجربة تحتاج الى نفس طويل . ومن شدة شوقنا وحبنا للديمقراطية بمعناها الحقيقي طردنا اليأس من نفوسنا وحرصنا على تلقين اولادنا مطلع قصيدة حفظناها منذ ايام الثانوية : ( اعلل النفس بالآمال ارقبها . . ما اضيق العيش لولا فسحة الامل ) واقتدناهم طواعية ليدلوا باصواتهم في صناديق الاقتراع للانتخابات التي جرت في السابع من آذاركونها محطة انتقال لمرحلة جديدة وحاسمة في مجريات العملية السياسية للعراق.انتهت الانتخابات ولكن ما ان اعلنت النتائج الاولية حتى اقام البعض الدنيا ولم يقعدها رغم انها , وبشهادة المراقبين الدوليين وبالظروف التي حصلت فيها , تمت على وفق المعايير الدولية , ولم يتوقف الامر عند هذا الحد حيث اخذ البعض يتبارى في كيل التهم للآخر ونشر الغسيل القذر بعيداً عن الاسلوب المتحضر والموضوعي للنقاش الذي يعطي نموذجاً واقعياً وعملياً للمواطن عن مدى ايمان بعض سياسيينا بالديمقراطية وعدم اعتبارهم اياها نموذجاً يفصلونه على مقاساتهم . وبالطبع فان عدداً غير قليل من اجهزة الاعلا م مارس نفس الدور وبات يروج لمفاهيم طرف ويتجاهل طرفاً آخر بل ويتشاطر على كل مقاييس الموضوعية عندما يضع في تقريره آراء شخصيات سياسية متباينة , لكن اجهزة الاعلام هذه تنتقي ما ترغب فيه متصورة قدرتها على ايهام القارىء النبيه بحياديتها .ممارسات وصور مشوهة للعملية السياسية جسدتها مع الاسف تصريحات بعض ساستنا الذين دأبوا على استباق الاحداث ليفتوا بغير علم ,ولدينا من الامثلة والنماذج الكثيرلكننا لانريد ذكرها لئلا تحمل بغير معناها , وما احوجنا في هذا الظرف للاستفادة من تجربة إقليم كردستان وقراءة خطابهم السياسي بتواضع وروح المسؤولية خاصة ما قاله الرئيس مسعود بارزاني مؤخراً عند لقائه وفد مجلس العلاقات الخارجية الاميركية ( تجربة إقليم كردستان هي تجربة ناجحة , وكم من المرات ابدينا استعدادنا في نشر هذه التجربة في مناطق العراق الاخرى , لانقول نحن نموذجيون ولكن لدينا الارادة على حل المعوقات , ونحن ما زلنا في مرحلة التعلم .), تجربة غذتها ثقافة التسامح والتعايش الاخوي التي في ظلها يفتخر الجميع بحقوقهم كما اشار الى ذلك رئيس الإقليم .فهل نرتقي بمحاوراتنا وممارساتنا الى روح وجوهر مبادىء الديمقراطية التي تمسك الشعب بها على وفق فطرته المجبولة على حب العراق ؟ سؤال تجيب عنه قوادم الايام !
كردستانيات: روح الديمقراطية
نشر في: 3 مايو, 2010: 06:14 م