علي حسين
يوميا أتابع نشاطات ثقافية وفنية ورياضية البعض تقيمها منظمات ثقافية واجتماعية وأخرى بمبادرات من شباب يعشق بغداد،
أفرح لأن هذه الفعاليات تقف بالضد من سياسيين يخرجون من دهاليز الظلام، يتصورون أنهم زعماء لمعسكرات تنظيم الأخلاق والفضيلة.. يتخيلون أنفسهم أصحاب مشروع للقضاء على الرذيلة وإعادتنا من عصور الجاهلية إلى عصور الإيمان.
شباب تجدهم في الكرادة والكاظمية والمنصور وحي الجامعة والأعظمية ومدينة الصدر ، في الشوارع والساحات وهم يقولون بصوت واحد: صباح الحياة يا بغداد، أيتها المدينة ياسيدة المدن، في الوقت الذي يسعى ساستها الاشاوس على أن تعيش دار السلام جارية في بلاط دول الجوار، وان يقدم اولادها قربانا لحروب عبثية .
صباح الحياة يا بغداد وأنت تعيشين في ظل مسؤولين يجعلون من الحق جريمة، يعدون ولا يفون، السياسة في عرفهم سعي محموم وراء الأطماع وتعاون مع الإثم وتحالف ضد الصدق، ثروتهم الضلالة، يحاربون بكل ما أوتوا من أجهزة قمع للدفاع عن قيم التخلف والظلام.
صباح الحياة يا ام المدن وأنت تنظرين كل يوم إلى وجوه ساسة نامت ضمائرهم وشبعت نوما، سياسيون بعقول متحجرة من الماضي، منفصلون عن أحلامك، يفتحون أبواب خزائنك أمام السراق والمزورين والانتهازيين.
صباح الحياة يا أم العراق فقد كنت مثلنا مخدوعة حين تصورت أن الديمقراطية ستقدم إليك ساسة يبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال، كنت مثلنا مخدوعة حين اعتقدت أن الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى الأغنياء، صدعوا رؤوسنا بخطب عن دولة العدل فيما هم ينتهكون العدالة في وضح النهار.
صباح الحياة يا بغداد وأنت تبتسمين لأبنائك وهم يخرجون إلى الحياة رغم كل المصائب مصرين على القفز إلى المستقبل وليس إلى الموت.
صباح الحياة يا أم المدن وأنت ترفعين كل يوم شعار دعو أبنائي يعيشون.. فقد كنت وما زلت وستبقين ضد أمراء الحروب، ضدهم جميعا، مهما كانت مواقفهم ومبرراتهم.
صباح الحياة يا مدينتي وأنت ترفضين أن تنزلقي نحو عصور الظلام.. والعتمة!، وتصرين على أن تتنافس فيك الأحلام والآمال.
صباح الخير يا أم العراق وأنت تعبقين بألوان جواد سليم وعطا صبري وفرج عبو وفائق حسن وحافظ الدروبي ، صباح الحياة يا مدينة بألوان من قوس قزح، ايها المدينة التي لم يكن يدور بخلدها يوما أن يصر البعض إلى أن يجعلوا منها داراً للآخرة بعد أن كانت حاضرة للدنيا.
صباح الحياة يا بغداد، ستنتصرين في النهاية . سيظل شبابك يغنون مع عمهم محمد القبانجي:
بغداد لا أهوى سواك مدينة
...... ومالي عن أم العـــــــــراق بديل