اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بعبارة أخرى: (إيـدو).. بالدهن الحر!!

بعبارة أخرى: (إيـدو).. بالدهن الحر!!

نشر في: 26 أغسطس, 2019: 08:02 م

 علي رياح

لا يمكن أن تطالب فريقاً كروياً بأن يكون إيجابياً أو أن يكون في علياء شأنه ، بينما كل شيء حوله يوحي بالفوضى!

أحيانا أشعر بالخجل الشديد لأن انتقد فريقاً عراقياً خاسراً ، فأنا أدرك أن (الخسارة) تحيط به وبنا من الجوانب الأربعة .. وتحت أقدامنا وفوق رؤوسنا ، لا سيما بعد أن استبيحت كرة القدم عندنا .. حتى صارت قصص الأمس جزءاً هو الأعز من موروثنا التي نتداوله كلما أصابتنا الخيبة ، كما هو حاصل في عصرنا الكروي الحالي الذي لا أتصور أن يعقبه عصر أكثر تردّياً ، فصارت فرق الدول المحيطة بنا عصيّة علينا ، بينما كان الهدف الذي يجب الذهاب إليه في الأمس هو المونديال بعد أن اجتزنا العتبات الإقليمية في منتهى السهولة!

حين تولّى الطاقم التدريبي البرازيلي قيادة منتخب العراق قبل مباراتي الحسم في تصفيات كأس العالم أمام سوريا عام 1985، كنت حريصا على الاقتراب من ذلك الطاقم ومعرفة كل شيء عنه .. وعندما حصلت في اليوم الأول على كشف بالطاقم (جورج فييرا – إيدو – لانسيتا – انتونيو) ومعهم الطبيب البرازيلي والمترجم سلام العبيدي، كانت الالتقاطة الأولى التي لفتت انتباهي الاسم الثاني وهو (إيـدو) وعدت إلى خزين الذاكرة لأدرك أن هذا المدرب هو شقيق النجم البرازيلي الشهير زيكو .. وقد عثرت على تقرير لمجلة (الصقر) القطرية في شهر حزيران من عام 1984، فيه المفتاح لأول سؤال سأطرحه عليه .. ففي ذلك الشهر عيّن اتحاد الكرة البرازيلي إيدو مدربا للمنتخب الأول برغم أنه يقود فريق فاسكو دي غاما إلى أبهى الانتصارات .. في تلك المرحلة الحرجة لم يجد الاتحاد غير إيدو مدربا بصفة عاجلة ليقود منتخب السليساو في ثلاث مباريات ودية أمام انكلترا والأرجنتين والأورغواي ، على أن يقرر إيدو بعد ذلك استمراره أو عودته إلى فريق ناديه!

حين عرضت هذه المعلومة على إيدو ، ثم سألته عن سرّ التخلي عن مجد كهذا وتولي تدريب منتخب العراق برفقة جورج فييرا ، قال : هذه تجربة جدّية واستثنائية وممتعة .. كل شيء واضح عندكم هنا .. العقد .. التعامل .. برنامج العمل .. السقف المحدد للنجاح أو الإنجاز!

توطّدت علاقتي كثيراً بإيدو والطاقم التدريبي البرازيلي كله ، بعدما اضطررت في يومها إلى الحصول على إجازة عاجلة من كلية الآداب حيث كنت أواصل دراستي، للسفر فوراً مع المنتخب العراقي صحفيا مرافقاً له في معسكره التحضيري المهم في الأردن قبل مواجهتي سوريا .. واتذكر هنا أن نجمنا الكروي الكبير غانم عريبي اتصل بي حين سمع بالتعاقد مع المدربين البرازيليين مستفسراً عمّا أعرفه عنهم .. وحين عدّدت له الأسماء ، توقف عند اسم إيدو وقال مازحاً: ما دام هيج ، معناها منتخبنا راح اتكون (إيـدو) بالدهن!

اتذكر هذا التعليق الضاحك البليغ الذي أطلقه غانم عريبي ، مثلما اتذكر أن شؤون المنتخب وهو يتجه صوب كأس العالم ، كانت تسير في منتهى الانتظام .. لم تكن حروب السماسرة قائمة أو متاحة للعبث في عقد أو عمل .. كان القرار واضحاً صارماً داخل اتحاد الكرة ، فالرأس لا يعمل ويقرر وحده ، إنما هنالك عقول كروية مدهشة ومعها كتيبة شبابية من الإداريين .. كتيبة كريمة النفس تأبى – ولا تجرؤ – أن تعبث مع السماسرة تحت الطاولة .. لا تدنو نفسها ولو إلى مجرد دينار أزرق عراقي واحد!

في ذلك الزمان .. كان منتخبنا (إيـدو بالدهن) .. والدهن الحر حتماً .. أما اليوم فأيدينا المرتجفة على قلوبنا خشية ضياع الطريق إلى مونديال قطر ، ونحن لم نبدأ المشوار بعد!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

فشل الذكاء الاصطناعي في مضاهاة الخلق الأدبي والفني

قناطر: بين خطابين قاتلين

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

يا أيام بنطال "الچارلس".. من ذاكرة قلعة صالح في سوق الخياطين

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان

العمودالثامن: عقدة تشرين

 علي حسين ظهر علينا مؤخراً المحلل السياسي عماد المسافر في " نيو لوك " متطور، ليحدثنا عن مخاطر من أسماهم " التشارنة "، والرجل يقصد الشباب الذين شاركوا في تظاهرات تشرين التي أزعجت...
علي حسين

كلاكيت: ساذرلاند..الممثل أدى جميع الأدوار

 علاء المفرجي مسيرة ستين عاما، مترعة بمئتي فيلم وعدد من المسلسلات الناجحة، هي حصيلة احد أهم ممثلي السينما بالعالم، دونالد ساذرلاند.. الذي رحل عن عالمنا هذا الأسبوع. هذا الممثل الذي قيلت بحقه الكثير...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram