TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: بين عديلة ومريم !!

العمود الثامن: بين عديلة ومريم !!

نشر في: 27 أغسطس, 2019: 09:25 م

 علي حسين

دائماً ما يلومني قرّاء أعزّاء وهم يقولون بمحبّة: هل تتوقع أنّ ساستنا ومسؤولينا يقرأون؟ وأنهم سيطيلون النظر في سطورك التي تُحشيها بتجارب الشعوب،

وحكايات عن سنغافورة وألمانيا وطوكيو؟ أنا أيها الأعزاء أطمح لأمر واحد، هو أن أجد أمامي نواب وساسة يعرفون معنى المواطنة، لا أقبل أن يتحسّر العراقي وهو يسمع أن البصرة تعاني من سوء الخدمات وشبابها بلا عمل، فيما السيد ماجد النصراوي يتمتع بما نهبه من أموال في مولات سيدني!.

يا أصدقائي الأعزّاء، أنا وأنتم مواطنون في بلد ضعيف يستقوي عليه ساسته وإخوانهم ورفاقهم، كنت أمنّي النفس بمسؤول من المؤمنين على شاكلة وزيرة الثقافة في الجزائر مريم مرداسي التي أعلنت استقالتها بعد ساعات من حادث تدافع خلال حفل أدى لوفاة 5 أشخاص، من منا سمع أن وزير الداخلية في بلاد الرافدين قدم استقالته بعد كارثة تفجير الكرادة؟ وربما كنا نضحك على بعضنا حين توهمنا أن الوزيرة المؤمنة عديلة حمود ستقدم استقالتها بعد أن أكلت النار عشرات الأطفال الرضع في مستشفى اليرموك. ربما يسخر البعض من وزيرة قدمت استقالتها لمجرد موت 5 أشخاص في الوقت الذي خاض فيه زعماؤنا “الملهمون” حروبهم الطائفية من كلّ نوع ولون، وفي كلّ اتجاه، سلّموا المدن لداعش، احتلوا المؤسسات الحكوميّة، أبادوا مدنيّة الدولة، طاردوا الكفاءات، وضعونا على سلّم البؤس، أدخلونا موسوعة غينيس في عدد الشهداء والمهجّرين. وبعد كل موجة خراب نجدهم يجلسون ويتضاحكون ويقررون التقاط صورة فوتوغرافية، لكي يطمئن الشعب أنْ لاسبيل أمامه سوى الإذعان لصوت “الزعماء الملهمين”، وفي كلّ مرة كانت الناس تبتسم بسعادة وتذهب إلى صناديق الاقتراع لتنتخب جماعتها. 

فنحن في كلّ مرة نتجرّع الحقيقة بمذاقها المرّ، وهي أنّ لا شيء مهمّ في هذه البلاد سوى سلامة كراسي المسؤولين، ومن ثم فلا تسألوا عن المتسبّب في تفجير الكرادة وضياع الموصل، مثلما لا يحقّ لكم أن تسألوا أين وصل التحقيق في كارثة مستشفى اليرموك؟!

حين قرأتُ خبر استقالة الوزيرة الجزائرية أدركت أنني تجنّيت على مسؤولينا كثيراً، فهذه المرأة السافرة ارتكبت جرماً كبيراً، لأنها أهملت متابعة حفل فني ولهذا كان لا بد لها من أن تخرج إلى وسائل الإعلام لتقول إنها لا تستطيع التخلّي عن كرامتها من أجل المنصب.

لو سألتَ أيَّ مواطن عراقي عن موقف الوزيرة الجزائرية، فقد يموت قهراً أو ضحكاً! لانه لا يستطيع أن يقول لمسؤول صغير قدم استقالتك.

ما يهمني في الخبر ليست استقالة الوزيرة، وإنما إصرار ساستنا على أن الكرسي أهم وأبقى من الوطن .

السيدة مريم ، أرجوك أن تحدِّثي زعماءنا " المؤمنين " عسى أن يعرفوا أن المنصب وظيفة، وليس طابو .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram