علاء المفرجي
بعد الاعلان عن دورته الثالثة انضم مهرجان الجونة السينمائي بثقل برنامجه وجودة تنظيمه الى المهرجانات العربية ..
ومع ذلك تبدو هذه المهرجانات غير كافية أو ملبّية لطموحات عشاق السينما، وهذا يشمل عن انطلاق مهرجان للسينما يلم بأبسط عناصر النجاح في بغداد مثلاً..وفي سؤال لمدير المهرجان إنتشال التميمي حول رؤيته لمشهد المهرجانات دون دبي، خاصة وأن الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر على الأبواب؟
قال:اعتدت أن أقول إن عدد المهرجانات في المشهد السينمائي العربي غير كافٍ، وهذا قد يكون رأياً غير شائع. ولكننا نمتلك 5 مهرجانات رئيسية في المنطقة: قرطاج، والقاهرة، ومراكش، والجونة، والبحر الأحمر، ويمتلك الأخير فرصًا كبيرة. كل مهرجان منها لديه نقطة قوته. يمتلك قرطاج الجمهور الأكبر، ومهرجان مراكش يقام في مدينة رائعة قريبة من أوروبا، وبدعم من الملك، ما يمنحه ميزانية كبيرة، واختيارات رائعة في لجان التحكيم والضيوف أما عن القاهرة، فله ألقه وتاريخه الطويل، والسينما المصرية المؤثرة على المنطقة بأكملها، وسحر القاهرة ذاتها ويمتلك الجونة رؤية حداثية، في مدينة الجونة الجميلة، وأمكن للمهرجان في وقت قصير، أن يقدم أهم الأفلام في عالم السينما. ويعد مهرجان البحر الأحمر أن يمتلك تأثيرًا مميزًا، وسيجذب الأنظار للملكة العربية السعودية، التي دخلت في تغيير جوهري، ما يجعلها سوقًا محتملة للسينما العالمية. خاصة مع العدد المتزايد من صناع الأفلام السعوديين الشباب، وبينما يمتلك كل مهرجان ميزته الخاصة، مازلت أعتقد أن العدد غير كافٍ فمنذ البدايات الأولى لصناعة السينما، برزت فكرة المهرجانات والمسابقات السينمائية التي كان لها دور مهم في رسوخ هذا الفن وتعاظم شعبيته، وإشاعة وعي وذوق سينمائيين، أسهما بلاشك في تكريس هذا الفن. وعلى امتداد أكثر من قرن من عمر السينما ازداد عدد المهرجانات والمسابقات السينمائية مثلما تعددت مضامينها وأغراضها، وإن انفرد عدد منها بالذيوع، والشهرة، بسبب عراقتها والأهمية التي اكتسبتها بفعل استقطابها أهم النتاجات السينمائية العالمية، مثل مهرجان كان، والبندقية، وبرلين. وخلال العقدين الأخيرين من عمر هذا الفن برز الكثير من المهرجانات السينمائية التي تمثل نتاجات لبلدان لم يدخلها هذا الفن إلا في وقت متأخر، واستطاع بعضها أن ينتزع اعترافاً عالمياً من حيث التصنيف مثل مهرجان القاهرة. والسنوات الأخيرة شهدت انطلاق عدد من المهرجانات السينمائية في منطقة الخليج، وهي المنطقة التي يعرف الكثير إن صناعة السينما فيها ما زالت في مرحلة التبلور، والثقافة السينمائية بعد لم يصل انتشارها بالشكل الذي نتحدث فيه عن سينما خليجية. ومما لا شك فيه أن هذه المهرجانات تلعب دوراً واضحاً في إشاعة وعي وذائقة سينمائيين كفيل بالاسهام في ترسيخ صناعة سينمائية في هذه البلدان . وهو الأمر الذي أتت ثماره.. فالمتتبع لدورات المهرجانات السينمائية في الخليج مثل دبي، وأبو ظبي والخليج وآخرها مهرجان تربيكا في الدوحة، يؤشر بشكل جلي المشاركة المتميزة لسينما الخليج وخاصة الشباب منهم في أعمال هذا المهرجان والتي تتصاعد من دورة الى أخرى.
للأسف فإن أغلب صنّاع هذه المهرجانات السينمائية لايعون أهمية المهرجان وجدواه مثلما لايضعون الخطط العلمية والعملية لديمومتها ، فاستحداث المهرجانات هو ولادة فكرة جديدة من شأنها إغناء الحراك السينمائي.. خاصة وإن السينما العربية مازالت رغم بعض الاستثناءات المهمة تعاني مشاكل في الصناعة والتسويق والعرض.