أربيل / سالي جودتدانت رئاسة إقليم كردستان الهجوم الإرهابي الذي استهدف حافلات تقل طلاباً مسيحيين قادمة من قضاء المحمودية متوجهة الى جامعة الموصل، وعبرت في بيان لها تلقت (المدى) نسخة منه عن قلقها لمسلسل الإرهاب لمسيحيي الموصل الهادف الى إجبارهم على ترك مدينتهم.
واستنكر المسيحيون المهجرون القاطنون في أربيل هذه الجريمة مطالبين الجهات المختصة بالكشف عن أهداف المخطط الإرهابي باستهداف المسيحيين.وجاء في بيان رئاسة الإقليم: انه لمبعث أسف وقلق كبير تعرض المواطنون المدنيون باستمرار ولاسيما أبناء مدينة الموصل من المسيحيين الأبرياء الى هجمات إرهابية ضمن مخطط إجرامي آثم بغية ترويعهم ودفعهم الى ترك مدينتهم التي هي موطن آبائهم وأجدادهم. وأضاف: ان ما حدث بالقرب من الموصل أثناء توجه أربع حافلات تقل عددا كبيرا من الطالبات والطلاب المسيحيين وهي قادمة من قضاء الحمدانية متوجهة الى جامعة الموصل، يُعد فعلا إجراميا آخر يُمارس ضد المسيحيين الأبرياء في نينوى والذي أدى الى استشهاد شخص على أقل تقدير وإصابة عدد من المارة والعشرات من هؤلاء الطلبة بجروح وهم منهمكون بأداء الامتحانات ومقبلون على نهاية عام آخر من حياتهم الدراسية. ودعت رئاسة الإقليم في بيانها جميع القوى الفاعلة وجميع الإخوة في المؤسسات المعنية في نينوى الى العمل بجد أكثر ومثابرة أكبر لملاحقة الإرهابيين والمجرمين للحيلولة دون تكرار حدوث مثل هذه التفجيرات والهجمات الإرهابية انطلاقاً من الحرص الشديد على أرواح أهلنا في الموصل بمختلف مكوناتهم الدينية والاثنية.. مؤكدة إدانتها الشديدة لهذه الهجمة الإرهابية التي طالت شريحة واعدة و واعية في مجتمعنا التي هم الطلبة بناة الغد المشرق لبلدنا، ومن باب حرصنا.وأعلنت استعداد جميع المستشفيات والمؤسسات الصحية في إقليم كردستان لاستقبال المصابين وتقديم كل الإمكانات الطبية لهم من أجل العناية بهم وإسعافهم، وان المستشفيات في إقليم كردستان قد اتخذت استعداداتها حال ورود الأنباء عن وقوع هذا التفجير الإرهابي وقامت بتهيئة ما هو ضروري لاستقبال الجرحى، حيث استقبلت شعبة الطوارئ في أربيل العاصمة عددا من المصابين الذين يعانون جروحاً بليغة وهم الآن تحت الرعاية الطبية وخاضعون للعلاج.كما استنكر المسيحيون المهجرون القاطنون في أربيل هذه الجريمة المروعة وعبروا في أحاديث لـ(المدى) عن شكرهم حكومة إقليم كردستان لموقفها النبيل والوطني في رعايتهم واحتضانهم، مطالبين الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات المناسبة لإيقاف مرتكبي هذه الجرائم عند حدهم.وقالت المواطنة ديار جوزيف وهي تذرف الدموع: ما حصل جريمة بشعة يندى لها جبين الإنسانية، هي مؤامرة مدبرة لاستهداف المسيحيين الناس المخلصين والوطنيين الذين أحبوا عراقهم ومدينتهم حد النخاع وأبوا ان يغادروها رغم المخاطر التي حدقت بهم، لكن أصحاب الغرض السيئ والحاقدين وتجار السياسة ومجرمي السلطة، حاربوهم بالعنف والإرهاب.وأضافت: ماذا تنفع عملية الاستنكار والتنديد والشجب، ودماء الأبرياء تسيل لتدفع ثمن وطنيتهم وحبهم العراق؟الرحمة لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للراقدين في المستشفات،ولا املك الا ان اشكر حكومة الإقليم لما قدمته من مساعدة لأبناء شعبنا المسيحي، أدامها الله ملاذا آمنا لنا.ميخائيل داود يقول: الى متى هذا المسلسل الدموي وهذه المشاهد المأساوية بحق المسيحيين، هل نكتفي بالنعي والرثاء والبكاء وذرف الدموع على شهدائنا؟ الى متى هذا الصمت المطبق وعدم قول الحقيقة والتشهير بالقتلة والمجرمين؟!وأضاف اليوم نودع فلذات أكبادنا الى مثواهم الأخير فما الذي فعلوه ليستحقوا هذا الجرم وهذه البشاعة, نناشد جميع المعنيين من مسؤولين ورؤساء طوائف مسيحية ورؤساء أحزاب، ان يظهروا الحق من اجل أرواح شهدائنا لترقد بسلام، اشكر من صميم القلب حكومة الإقليم ومحافظ أربيل لما قدم من مساعدة فورية، إضافة الى تفقده الميداني، والرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار.وداد حلاته تستنكر هذه الجريمة البشعة وتقول: ألم تحن ساعة الفرج ونطق الحقيقة كفى قتلا للمسيحيين الأبرياء فهم ليسوا سياسيين وليسوا عسكريين وليسوا أطرافاً في عملياتكم، هم طلبة علم آمنون يحلمون بنيل شهادات التخرج ليبنوا وطنهم ويخلصون له كما اخلص له من قبل أباؤهم وأجدادهم، ندعو من الله عز وجل ان يسكنهم فسيح جناته، وترفع هذه الغمة عن وطننا، وان يدرك الجميع اننا جميعا عراقيون ننتمي الى هذا الوطن، ولا يمكن الاستغناء عن عراقيتنا مهما كلف الثمن.فارس ميخائيل و سرمد بولص وهاوزين اسكندر يقولون: لا نعرف ما نقول وكيف نقدم كلمات العزاء لأهالي هؤلاء الطلبة، ونناشد المسؤولين على بذل الجهود من اجل ان لا تهدر دماء الأبرياء وتذهب سدى، كما اشكر حكومة الإقليم للمساعدة والدعم الذي قدمته.فيفيان سليمان تحدثت وهي تحمل صورة لأحد الطلبة الشهداء قائلة: انها ابنة أخي طالبة في المرحلة الرابعة، مخطوبة لابني كانت تحلم كأي فتاة بارتداء الثوب الأبيض بعد تخرجها، لكن أحلامها تلاشت، وارتدت كفنها الأبيض لترقد كحمامة السلام في مثواها، أسأل من له ضمير وأقول بحسرة
رئاسة إقليم كردستان تدعو القوى الفاعلة إلى العمل بجد لملاحقة قتلة طلاب جامعة الموصل
نشر في: 3 مايو, 2010: 06:30 م