اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > الابتكار.. و تطور البلدان المنبثقة حديثاً

الابتكار.. و تطور البلدان المنبثقة حديثاً

نشر في: 3 مايو, 2010: 07:04 م

ترجمة / عادل العامل ( إن العالم المنبثق حديثاً، الذي ظل طويلاً مصدراً للعمل الرخيص، يتنافس الآن مع البلدان الغنية على ابتكارات العمل، كما يقول أدريان وولدريج).و يمكن القول إن المديرين التنفيذيين في صناعة السيارات الأميركية حين وجدو، في عام 1980 ، أن اليابان قد حلّت محل الولايات المتحدة كصانعة سيارات قائدة للعالم صُدِموا كثيراً إلى حد أنهم بدأوا يزورون اليابان ليكتشفوا ماذا كان يجري.
 فكيف استطاع اليابانيون هزيمة الأميركيين على صعيدي السعر و الاعتمادية reliability؟ و كيف تدبّروا أمر إنتاج موديلات جديدة على ذلك النحو السريع؟ لقد اكتشف الزوّار أن الجواب لم يكن سياسة صناعية أو إعانات حكومية، كما كانوا قد توقعوا، و إنما ابتكار الأعمال business. فقد كان اليابانيون قد اخترعوا نظاماً جديداً لصنع الأشياء يؤدي سريعاً إلى إحداث " تصنيع خفيف ".و هذا التقرير سيؤكد أن شيئاً ما مشابهاً يحدث الآن في العالم المنبثق ( إي البارز اقتصادياً حديثاً ). فالبلدان النامية تُصبح الآن مستنبَتاً لابتكار العمل بالطريقة نفسها تقريباً التي استخدمتها اليابان في خمسينيات القرن الماضي فصاعداً. و هي تأتي بخدمات و منتجات جديدة أرخص بشكلٍ دراماتيكي من مقابلها الغربي : سيارات بـ 3000 دولار، كومبيوترات بـ 300 دولار، و موبايلات بـ 30 دولار توفر خدمة على نطاق الأمة لقاء  (2) سنتين للدقيقة الواحدة. فهذه البلدان تعيد اختراع أنظمة للانتاج و التوزيع، و تقوم بالتجريب على نماذج عمل جديدة كلياً. و كل عناصر العمل الحديث، من إدارة سلسلة التجهيز إلى التشغيل و الاستبقاء، يجري إعادة ترتيبها أو اختراعها في هذه السوقٍ المنبثقة أو تلك.فما الذي يجعل هذه البلدان، التي كانت إلى عهدٍ قريب مرتبطة بالأيدي الرخيصة، تُصبح الآن قيادية في مجال الابتكار؟ إن السبب الأكثر وضوحاً هنا هو أن الشركات المحلية تحلم أحلامٍاً كبيرة. و إذ يدفعها مزيج من الطموح و الخوف ــ طموح إلى تخطي المسرح العالمي و خوف من منافسين أرخص حتى، لنقل في فيتنام أو كمبوديا ــ فإنها تتسلق سلسلة القيمة أو السعر بشكلٍ لا لين فيه. فبطلات السوق المنبثقة لم تبرهن فقط على أنها تنافسية إلى درجة عالية في ساحاتها المحلية، بل و تُصبح أنفسها عالمية.و بحسب تقرير الاستثمار العالمي للأمم المتحدة أن هناك الآن زهاء 21,500 شركة متعددة الجنسية متمركزة في العالم المنبثق. و أفضل هذه، مثل بهارات فورج الهندية، و بايد الصينية للبطاريات، و إيمبراير البرازيلية في مجال الطائرات النفاثة، جيدة كمثيلاتها في العالم. و عدد الشركات من البرازيل، و الهند، و الصين أو روسيا على قائمة 500 لصحيفة الفاينانشال تايمس قد تضاعف أكثر من أربع مرات في 2006 ــ 2008، من 15 إلى 62. و ضاعفت الشركات البرازيلية الـ 20 العليا المتعددة الجنسية موجوداتها الأجنبية في سنة واحدة عام 2006.و في الوقت نفسه تستثمر الشركات الغربية المتعددة الجنسية آمالها الأكبر في الأسواق المنبثقة. و هي تعتبرها كمصادر للنمو الاقتصادي و قوة التفكير العالية الجودة، اللتين تحتاج إليهما بشدة معاً. و تتوقع الشركات المتعددة الجنسية أن يأتي قرابة 70 بالمئة من النمو في العالم على امتداد السنوات القليلة القادمة من الأسواق المنبثقة، مع 40 بالمئة يأتي بلدين فقط، هما الصين و الهند. و لاحظت أن الصين ، و إلى مدىً أقل الهند، تصب الموارد في التعليم على امتداد العقدين الماضيين. و تُخرّج الصين 75,000 شخص ذا مؤهلات أعلى في  علوم الهندسة و الكومبيوتر، و الهند 60,000 في كل عام. إن كبرى شركات العالم المتعددة الجنسية تُصبح اليوم على نحوٍ متزايد سعيدةً بالقيام ببحوثها و تطويرها في الأسواق المنبثقة. و تمتلك شركات في قائمة 500 للـ Fortune 98 من تسهيلات البحوث و التطوير في الصين و 63 في الهند. و قد أنفق ذراع جنرال ألكتريك للرعاية الصحية أكثر من 50 مليون دولار في السنوات القليلة الماضية لإقامة مركز بحوث و تطوير واسع في بانغالور الهندية، و هو أكبر مراكزها في أي مكان من العالم. أما مركز بحوث و تطوير ميكروسوفت في بيكين، فهو أكبر مراكزها خارج المركز الرئيس الأميركي في ريدموند. كما أن الشركات الغربية و شركات البلدان المنبثقة قد أدركت معاً أنها بحاجةٍ للمحاولة بشكل أشد إذا كانت تريد أن تزدهر في هذه الأسواق المنتعشة. فليس كافياً التركيز على حشد أو تجميع الغوكسي Gucci و المرسيديس؛ فإن عليها أن تناشد بلايين الناس الذين يعيشون خارج شنغهاي و بانغالور، من الطبقات الوسطى الصاعدة في مدن الصف الثاني و المزارعين في القرى المعزولة. و ذلك يعني إعادة التفكير في كل شيء، من المنتجات إلى أنظمة التوزيع. و يوضح أنيل غوبتا، من جامعة ميريلاند كلية بارك، أن هذه الأسواق بين الأكثر عسراً في العالم. فيمكن أن تكون أنظمة التوزيع بلا أمل. و يمكن أن تكون تدفقات الدخل غير قابلة للتنبؤ بها. و يمكن أن يكون التلوّث مؤلماً للرئة. وأن تكون الحكومات مغتاظةً، فتتدخل أحياناًو تخفق أحياناً في تفير الخدمات الأساسية. و يمكن أن تعتصر القرصنة هوامش من الربح. و الفقر منتشر في كل مكان. و جزر النجاح محاطة ببحرٍ من المشاكل، التي أحبطت بعض الشركات الشجاعة. و قد انسحبت ياهو و إيبَي من الصين، كما تراجعت غوغل مؤخراً من هناك و ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram