TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > باختصار ديمقراطي: وصايا بعد حصد اللقب

باختصار ديمقراطي: وصايا بعد حصد اللقب

نشر في: 1 سبتمبر, 2019: 07:06 م

 رعد العراقي

نجح منتخبنا الشبابي في خطف لقب بطولة اتحاد غرب آسيا الأولى لمنتخبات الشباب حين ابتسمت له ضربات الحظ الترجيحية

في حسم لقاءه النهائي أمام شقيقه الإماراتي بعد أن انتهى الوقت الأصلي بالتعادل السلبي وباداء للمنتخبين لايرتقي لمستوى ختام بطولة.

فرحة اللاعبين والكادر التدريبي التي ظهرت عقب نهاية المباراة والتي وصلت لحدود الهستريا ربما تكون حقاً مشروعاً وإنجازاً سيحسب لهم ويمنحهم دافع معنوي للانطلاق نحو خوض التصفيات التمهيدية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا للشباب وخاصة إن ملعب كربلاء سيكون مسرحاً وشاهداً على جاهزيتهم لخطف بطاقة التأهيل.

البطولة كانت محطة في غاية الأهمية بعيداً عن إنجاز الحصول على اللقب حين كشفت الكثير من المعطيات في وقت مناسب يمكن يشكل مساحة لدراسة كل التفاصيل التي رافقت المشاركة بدءاً من المستوى الفني العام ومروراً بتقييم الكادر التدريبي وانتهاءً بالسلوك الانضباطي الذي ظهر عليه المنتخب .

منتخبنا الشبابي حصد اللقب بعد أن خاض أربع مباريات مع ثلاث منتخبات وهي الإمارات والبحرين والأردن خسر في أولى مبارياته مع الأبيض الاماراتي بأربعة أهداف لهدفين وفاز بصعوبة على المنتخب البحريني بهدفين مقابل هدف قبل أن يتعادل إيجابياً بهدف مع المنتخب الاردني في مباراة كادت أن تذهب نتيجتها للنشامى الأفضل سيطرة وانتشاراً ووصولاً لمرمانا ليحسمها منتخبنا بركات الجزاء ويخوض المباراة النهائية أمام الامارات ويحسمها أيضاً من نقطة الجزاء بعد أن عجز عن تسجيل أي هدف أو تشكيل ضغط هجومي يمكن أن يشفع له سيطرته وأحقيته في التتويج لتكون حصيلته النهائية البطولة هو تسجيله 5 اهداف بينما تلقت شباكه 6 أهداف وهو مؤشر يدل أن هناك عقماً هجومياً وضعفاً كبيراً بالدفاع .

أما الاداء الفني العام فهو الآخر كان متذبذباً - لم يعرف له استقرار - ورتيباً في أوقات معينة لحدود الملل كثرت به التمريرات الخاطئة وأخطاء حراس المرمى والخط الدفاعي وعادت الخطط التكتيكية بالاعتماد على التمريرات الطويلة بعد أن تأملنا في مغادرة هذا الأسلوب باللجوء نحو التمرير السريع والانتشار الصحيح واختراق الخطوط الدفاعية بأيسر الطرق بينما تلاشت كل الحلول أمام الكادر التدريبي في معالجة الأخطاء أو إحداث تغيير جوهري وخاصة بين الشوطين وخاصة في أوقات كان المنتخب يقع بين ضغط الخصوم وبين تشتيت وتوهان اللاعبين وافتقادهم لروح الأداء الجماعي.

الأمر الأكثر أهمية يكمن في الانفلات الغريب والمبالغ به للانضباط السلوكي للكادر التدريبي والإداري منذ أول مباراة وتسبب في إبعاد الكابتن قحطان جثير لثلاث مباريات واستمرت تلك التصرفات للكادر المساعد وبغض النظر عن الأسباب أو الشعور بالظلم التحكيمي متناسين فيه مسؤوليتهم في ترسيخ مبادىء الضبط والالتزام وخاصة وهم يقودون كتيبة من الشباب تتطلب أن يفرضوا قواعد سلوكية عليهم تبعدهم عن أي انفعالات داخل الملعب أو تمنحهم الذريعة في الخروج عن الروح الرياضية لتغطية سوء الاداء في الميدان. صور نقلتها القنوات الفضائية شوهت فرحة الفوز وأكدت أن هناك قصوراً كبيراً في مفهوم القيادة للفئات العمرية وطبيعتها .

إن أمام اتحاد الكرة مهمة البحث والدراسة بكل تفاصيل المشاركة بعيداً عن أضواء كأس البطولة التي ربما ستستر الكثير من السلبيات والوقوف على حقيقة الاداء وقدرة الفريق في تخطي التصفيات التمهيدية أو الذهاب بعيداً ومقارعة منتخبات على مستوى عالٍ دون أن نرتقي بالفكر الخططي والأسلوب الحديث واختيار نوعية اللاعبين وقبل كل ذلك فإننا نريد لجيل المستقبل من له القدرة على أن ينمي فيه الانضباط وحسن التصرف والسيطرة الانفعالية قبل كل شيء..!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram