إياد الصالحي
غداً الخميس، وعند الساعة السابعة والنصف مساء يبدأ التحدّي الفعلي لمنتخب أسود الرافدين برفقة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش
الذي تمّت الاستعانة بخدماته لغرض تأهيل العراق الى كأس العالم 2022 وليس لقتل الوقت عاماً كاملاً تخلّلته أربع بطولات، واحدة منها على درجة كبيرة من الأهمية أخفق في تأكيد جدارته للمهمة وبات موضع تشكيك في مدى قدرته على تخفيف توتر العراقيين بشأن مصير المنتخب في التصفيات القارية المزدوجة.
معلوم أن بطولات (الرباعية الدولية - الرياض 2018، كأس آسيا - الإمارات 2019، الصداقة الدولية الثانية - البصرة 2019 وغرب آسيا التاسعة - كربلاء وأربيل 2019) تفاوتت فيها نسب التراجع والتطوّر لدى لاعبينا من الناحية الفنية والبدنية، لكن بصورة عامة لم يكن عمل كاتانيتش مُلبّياً للطموح خلال 18 مباراة رسمية وودية ثبتَ ميدانيا تأخّر استيعابه طبيعة الكرة العراقية وكيفية توظيف اللاعب المهاري في المركز المناسب، بدليل انه تخبّط في فتح باب المنتخب وغلقه حسب رؤيته مع قصر فترات تواجده في العراق ومع اللاعبين تحديداً، ما ترك أسئلة مهمّة تندّر البعض بها مثل : هل تأكد اتحاد الكرة أنه أوفد لجنته الثلاثية لإبرام عقد فني أم سياحي مع الكابتن السلوفيني؟
قلناها هنا يوم 18 آب الفائت (الخسارة الكبرى إذا ما دخل كاتانيتش ملعب المنامة يوم 5 أيلول المقبل، أي استمراره لعامٍ ثانٍ مع الاتحاد وتهيئة استحقاقه البالغ مليون و200 الف دولار هل يصبر الاتحاد والإعلام والجمهور على أية خسائر موجعة تهدّد فرصة الانتقال الى المرحلة الثالثة من التصفيات؟ مَنْ يتحمّل صدمة ضياع الأموال وأمل المونديال؟) ونكررها اليوم إن الاتحاد شريك فاعل في أي نتائج يخرج بها الأسود من التصفيات لأنه مسؤول عن إبقاء المدرب بذريعة ضيق الوقت، بينما جميع أعضاء الاتحاد صمّوا آذانهم قبيل لقاء تونس الودي يوم 7 حزيران الماضي والذي أنتهى بهدفين نظيفين للأشقاء، عندما طلبنا تقييم المدرب حال العودة الى بغداد لحسم موضوعه قبيل المشاركة في التصفيات بثلاثة أشهر، ولم ينبس ببنت شفة!
تصوّروا في تلك الفترة أي حزيران، كان منتخب البحرين يواصل الاستعداد للتصفيات في معسكر البرتغال بلد مدربه هيليو سوزا، حيث وضع الأخير في مفكرته أن بطولة غرب آسيا التاسعة ماهي إلا محطة صغيرة ضمن برنامج التحضير للهدف الأكبر (مونديال 2022) وعلى هذا الأساس فقد استبعد سوزا ستة لاعبين في تجمّع المنامة قبيل مواجهة منتخبنا يوم غد، وركّز على دور المحترف عبد الله يوسف هلال مهاجم (سلافيا براغ) التشيكي لمفاجأة مدافعينا وربّما توقيعه على حسم موقعة استاد البحرين الوطني، بينما ضيّع كاتانيتش والاتحاد الأيام تلو الأخرى دون مراعاة الفاصل الزمني ما بعد إنتهاء بطولة غرب آسيا وبدء مباراة المنامة، وشخصياً أرجّح حسم الاتحاد موضوعة استمرار المدرب ما بعد إنتهاء كأس آسيا شباط الماضي عندما تلقى سهامَ نقدٍ موجعة توقع أنها ستطيح به في أي وقت، وهذا يعني فشل الصفقة معه، وهو خيار يدين الاتحاد أمام الحكومة التي وفّرت أموالاً طائلة لتسمية مدرب بمواصفات فنية جيدة وسيرة ذاتية متميّزة وليست عادية.
كمواطن عراقي أتمنى فوز الأسود غداً لأهمية النقاط الثلاث في عقر دار "الأحمر البحريني" كي يواصلوا رحلة التصفيات بثقة كبيرة لاسيما أن عملية الانتقال الى المرحلة الثالثة تتطلّب جمع أكبر عدد من النقاط لتصدّر المجموعة أو الدخول مجبرين في مفاضلة بين الحائزين على المركز الثاني في المجاميع الثماني، لكن العواطف شيء والوقائع الفنية شيء آخر، وصراحة لست متفائلاً بصنيع كاتانيتش بعد مرور عام كامل وخوض 18 مباراة، كل المؤشرات لا تشجّع منحه الثقة المضطربة والاستمرار معه، وأن الانظار ترنو الى لاعبي المنتخب، وحدهم مَن نراهن على قدراتهم وإمكانية تحويل الحلم الى حقيقة بالأداء القتالي والرغبة الصميمية لرد الاعتبار أمام البحرين الشقيق، وتثبيت الصدارة المبكّرة التي تعني الكثير معنوياً أمام بقية المنتخبات المتنافسة.