علاء المفرجي
استقبل النقاد والجمهور فيلم "الجوكر" بتصفيق لأكثر من 8 دقائق، خلال عرضه الاول في مهرجان فينيسيا ال 76 المقام حالياً،
واجتاز الإعلان النهائي 21 مليون مشاهدة، بعد مرور 3 أيام فقط على موقع "يوتيوب".
ويتوقع العديد أن هذا مؤشر على منافسته المبكرة في موسم الجوائز السينمائية، بل قد يكون بطله، واكين فينيكس، من أبرز المنافسين على جائزة أوسكار العام المقبل.
ويعرض المخرج ترد فيليبس، رؤيته الخاصة، لشخصية "الجوكر"، أشهر شرير في عالم مجلات "الكوميكس"، وألد أعداء "باتمان"، من خلال سردهم لقصة "آرثر فليك"، وهو مواطن يكافح من أجل شق طريقه في مجتمع مدينة "غوثام"، بالعمل كمهرج أجير في النهار، وذلك أملا منه في أن يكون فنان "ستاند أب كوميدي" في المساء.
ولكن يواجه "آرثر" سلسلة من الضغوطات النفسية والإهانات المتواصلة من جانب المجتمع، تكون السبب في ميلاد "الجوكر"، ذلك الشرير السيكوباتي، الذي يتوج بلقب "أمير الجريمة المهرج"، كما هو مشهور بين قراء الروايات الهزلية.
وقبل أداء واكين فينيكس، جسّد 3 ممثلين شخصية "الجوكر" على شاشة السينما، هم جاك نيكلسون في عام 1989، وهيث ليدجر في عام 2008، والذي حاز عنه على جائزة الأوسكار بعد رحيله المأساوية، وجاريد ليتو في عام 2016.
الشخصيةُ من تأليفِ كلٍّ من جيري روبنسون وبيل فنغر وبوب كين. واستُخدِمت الشخصية في العديد من أفلامِ باتمان منذ ظهورها، وتطوّرت مع تطورِ طرقِ التصويرِ والمعدات.
آخرُ ظهورٍ لها كان في فيلم باتمان “The Dark Knight” الذي أخرجه المبدع كريستوفر نولان، وكان من بطولة هيث ليدجر. أعاد الفيلم تصميمَ شخصيةِ الجوكر بشكلٍ مختلفٍ عّما اعتادَ عليه هواة القِصص المصوَّرة، ونالَ التصميمُ الجديدُ للشخصية إعجابَ النُّقاد السينمائيين وقرّاء القِصصِ المصوّرة على حدٍّ سواءٍ.
وقد عرض قبل عامين الفيلم الوثائقي " I Am Heath Ledger " الذي يطرح السيرة الذاتية للنجم هيث ليدجر، ينقلنا عبر أكثر من تسعين دقيقة مع هذا النجم الذي يعرفه عشّاق السينما بالجوكر الجديد، بأفضل أفلام السوبرهيروز على الإطلاق (فارس الظلام) حيث أدّى دور فاق كل التوقعّات تجاوز فيه ما قدمه من أدوار في السينما، وأصبح أيقونة سينمائية لن تُمحى من ذاكرة جمهور السينما، التي تأثر بها الكثيرون بمدى براعته في إتقان شرها الإنساني.
الفيلم الذي قام بإخراجه أدريان بوتنهيوس وديريك موري، يتضمن لقطات قام بتصويرها ليدجر بنفسه بكاميرته الخاصة، ويقف بمحطات عديدة مر بها في حياته، وكيف كان يتأثر بالشخصيات التي كان يعمل عليها، وليحاول أن يظهرها بأحسن صورة ممكنة، يقوم باختبار ملامح وجهه أمام مرآته المنزلية، ويتحدث فيه العديد من عائلته وأصدقائه وزملائه، حيث يظهر المخرج انغ لي، الذي عمل تحت إدارته في (جبل بروكباك)، قبل أن يختاره كريستوفر نولان لأداء دور الجوكر، مستعرضاً سيرته وطفولته وشغفه الهائل بالتمثيل. ومسلطاً الضوء على عشق حد الهوس في التمثيل، وأيضاً يتقدمه كإنسان متعدد المواهب في العزف والرسم، ولعبه الشطرنج والتي فاز ببطولة مدينة بيرث في استراليا، وهو لم يتعدَ السادسة، وكيف أثّر دوره في شخصية الجوكر في انفعالاته النفسية، حيث لم يستطع الخروج من الشخصية الشريرة، الشخصية المركبة المختلفة والفريدة من نوعها، التي تجتهد لتفسح لنفسها مكانها الخاص.