اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: محمود الحسن ينافس نيوتن

العمود الثامن: محمود الحسن ينافس نيوتن

نشر في: 4 سبتمبر, 2019: 09:21 م

 علي حسين

في صباح كل يوم أجلس أمام جهاز الكومبيوتر وأتمنى عليه أن يساعدني في البحث عن موضوع لا يصيب القراء الأعزاء بالضجر،

وفي كل يوم أحاول أن استبدل حديث السياسة بأحاديث عن الثقافة، وكنت أنوي اليوم أن أكتب لكم عن الفيلسوف السلوفيني، سلافي جيجك وكتابه الممتع "تراجيديا في البداية، هزلية في النهاية "، والذي يحاول من خلاله أن يكشف عن وجهين للسياسة "وجه تراجيدي وآخر هزلي" وصاحبنا السلوفاني الذي كان يعيش ضمن حدود جمهورية يوغسلافيا، قبل أن تتحول إلى أكثر من ثمان جمهوريات، يحاول أن يذكرنا بزعيم يوغسلافيا جوزيف تيتو، الميكانيكي الذي أصبح واحدا من أهم شخصيات القرن العشرين. والرجل الذي تجرأ على الاختلاف مع ستالين يوم قال له: لماذا تريد جيشاً يوغسلافيا قوياً؟ نحن جيشك. ليجيب تيتو: شيئان لا يمكن استيرادهما، الوطنية والجيش.

سيقول قارئ عزيز مالك يا رجل بدأت بالبحث عن موضوع ، وانتهيت بشعارات عن المواطنة والعمالة؟ ماذا أفعل يا سادة، لا بد من العثور على موضوع بعيدا عن جهابذة الديمقراطية العراقية التي لم يشرحها أفلاطون في جمهوريته، وإنما وضعها محمود الحسن الذي كان يصرّ على أنّ الفساد وشراء أصوات الناخبين والتزوير، لا تعني أننا نعيش في دولة لا يحكمها القانون! .. ربما سيسخر البعض مني ، لأنني لا أريد أن أنسى طلة محمود الحسن وعباس البياتي وعتاب الدوري وعواطف النعمة.. لا يا ياسادة، كنت قد أسدلت ستار النسيان عليهم لو لا الفيسبوك اللعين الذي نبهني إلى صورة باسمة للسيد محمود الحسن مع إعلان ظريف وخفيف عن افتتاح جامعة أهلية يملكها السيد الحسن اسمها كليـة كامبريدج البريطانية فرع العراق، ولأنني مغرم بجامعة كامبريدج البريطانية التي تخرج منها تشارلز داروين ونيوتن وبرتراند رسل وستيفن هوكينغ، فقد شكرت الله على هذه النعمة، فأخيرا سيستعيد التعليم الجامعي في العراق بريقه، لكني ما أن قرأت شروط القبول في كلية محمود الحسن وهي في الحقيقة لا شروط حيث " لا تشترط العمر ولا المعدل ولا حتى الاختصاص" ، ولأننا نعيش في عصر الانترنيت الذي اخترعه لنا البريطاني "تيم بيرنرز – لي"، والغريب أن بيرنرز لم يقبل في جامعة كمبردج، فالتحق بجامعة أكسفورد، فان جولة في الشبكة العكبوتية تخبرنا أن جامعة كمبردج لم تفتح لها فرعا في العراق، وأن ما يفعله محمود الحسن هو محاولة جديدة للضحك على العراقيين، بعد أن ضحك عليهم من قبل حين وزع عقود أراضي مزورة.

كنت أتصور أن خبر كلية محمود الحسن مجرد نكتة، وأن الرجل سعى إلى ترطيب الأجواء وكسر الملل، غير أنه بات من الواضح أن منطق الفشل والخراب سيستمر يحكمنا طويلاً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram