حازم مبيضين حسناً فعلت لجنة المبادرة العربية حين أيدت استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد التطمينات الأميركية للجانب الفلسطيني،وهو صاحب القرار في استئناف المفاوضات،مع ضرورة إطلاع الدول العربية على التطورات كافة،والواضح من بين ثنايا القرار أنه يشترط وقف الأنشطة الاستيطانية،لأن استمرارها يعني فشل المفاوضات قبل أن تبدأ،
والواضح أيضاً أن القرار يأتي من قبيل التجاوب لدعم جهود الوسيط الأميركي،بعد ظهور مؤشرات إيجابية،وليس – كما يزعم البعض - لارضاء الجانب الإسرائيلي الذي يسعى لفرض السلام بالطريقة التي يريدها،على أن بدء المفاوضات خلال أيام لايعني النجاح المطلق،رغم أن الإدارة الأميركية تظهر هذه المرة الجدية للتوصل لنتائج هذا الملف،وهي تتمنى سماع كلمة عربية موحدة.ومثلما هو متوقع ودون أن تقدم أي بديل،سارعت حركة حماس للرفض باعتبار أن الضمانات الأميركية وهم وخدعة جديدة، وكان هناك تحفظ سوري،باعتبار أن اجتماع القاهرة يستهدف منح غطاء عربي لقرار اتخذ في واشنطن سلفاً بالدخول في مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين،وتناغم لبنان مع هذا الطرح مطالباً بتشكيل وفد عربي للتوجه إلى المجتمع الدولي للتأكيد على الثوابت العربية، ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة إلا بعد وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية،واللافت هنا أن العرب الذين يواصلون مطالبة واشنطن بالضغط على إسرائيل،يتجاهلون أن نتنياهو لم يقبل بالعودة مع وقف غير معلن للاستيطان،إلا بعد ضغوط مكثفة بذلتها إدارة أوباما في سعيها للتوصل إلى سلام حقيقي في الشرق الاوسط يضمن قيام دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967 . اللجنة العربية لم تقدم موقفها هذا بشكل مجاني،فقد اشترطت ألا تنتقل المباحثات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة انتقالا تلقائيا،كما لاحظت أن تقييم هذه الجولة سيكون خلال شهرين، وتمسكت ببيانها الصادر في آذار الماضي،في حين شدد الفلسطينيون أنهم لن يذهبوا إلى هذه المفاوضات في حال تم بناء وحدة استيطانية واحدة،وإذا كانت إسرائيل رحبت بالدعم العربي،وأعلنت استعدادها للتفاوض مع الفلسطينيين في أي مكان وأي زمان،فان ذلك لا يجب أن يدفع الجانب العربي والفلسطيني للتراخي،والتوقف عن حث واشنطن والمجتمع الدولي على الاستمرار في دفع زخم التفاوض إلى النهايات المأمولة.العرب،ونعرف حدود قدراتهم،مطالبون بقرع كل الأبواب،بدل التمترس وراء شعارات لم تعد براقة،وهي لا تستهوي غير البسطاء والسذج،وهم مطالبون بشرح مواقفهم للمجتمع الدولي،والأفضل أن تترافق الاقوال بالأفعال،لكي يكون ممكناً تحقيق تقدم فعلي على أساس حل الدولتين،الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل،لأن استمرار الوضع الراهن ينطوي على الكثير من التوتر الذي قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف الذي سيدفع ثمنه الجميع،وفي هذا الإطار يجب ملاحظة أن الرئيس الفلسطيني لاينكر التزامه بالتقدم في الحوار،وسعيه لغطاء عربي يسعفه في مهمته الصعبة،ولا ينكر أن موقفه هذا مبني على ما قدمته واشنطن من التزامات،ولا ينكر أن تفعيل مبادرة السلام العربية يعطي الفلسطينيين أملاً،مثلما لا يخفي رفضه لشعارات الرفض العدمية التي لاتسمن ولا تغني من جوع.
خارج الحدود :شكراً للجنة المتابعة
نشر في: 3 مايو, 2010: 07:25 م