TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > حدث في مثل هذا اليوم: افتتاح بناية الفنانين التشكيليين

حدث في مثل هذا اليوم: افتتاح بناية الفنانين التشكيليين

نشر في: 11 نوفمبر, 2012: 08:00 م

في مثل هذا اليوم من عام 1967 ، افتتحت ببغداد بناية جمعية الفنانين التشكيليين ، وهي من أجمل المباني التي مزج فيها مصممها المهندس الكبير قحطان المدفعي العديد من المعطيات الفنية والهندسية في وحدة هندسية جذابة ،التي كثيرا ما تذكرنا هذه البناية الجميلة بمبنى أوبرا سدني.
أن جمعية الفنانين التشكيليين هي مؤسسة تعنى بالفن التشكيلي على اختلاف مشاربه وتنوعاته ، وقد أسست جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين عام 1956 ، حين أهدى ملك العراق الثاني فيصل الثاني مجموعة من الفنانين قطعة أرض ، من ملكه الخاص في وسط بغداد فيما يعرف اليوم بـ”المنصور” ، وقد صمم بنايتها الفنان قحطان المدفعي آنذاك بناية الجمعية ، بمساعدة شركة كولبنكيان التي تبرعت بمبلغ 28 ألف دينار في ذلك الوقت لمساعدة الفنانين التشكيليين لبناء مقر جمعيتهم . ويذكر الأستاذ قحطان المدفعي :
بدايات الفكرة تعود لابن عمي الفنان زيد محمد صالح الذي كان يدرس هندسة السيارات في إنكلترا. كان يطمح إلى تأسيس مرسم للرواد. وتولد لديه تصور كامل عن المبنى الذي يطمح إلى تأسيسه. وقام بتوثيق أفكاره وتصوراته من خلال رسائله التي كان يرسلها لنا. وتبلورت الفكرة بين المجموعة في بغداد. وبعدما أنجزت تصميم المبنى، قام أحد المقاولين الذي كان عضواً في الجمعية بتنفيذ البناء بدون أرباح. وهكذا أُنجز المبنى . بينما يذكر الدكتور خالد السلطاني :
 يثير القرار التصميمي للمبنى حالة من الدهشة جراء التناقض الكبير الحاصل بين بساطة المخطط وتعقيدات التسقيف ، حالة يمكن أن يذكرنا " تناصها " الجليّ مع مناخات مبنى " أوبرا سدني " في استراليا ( 1957-73 ) " المعمار يورن اوتزن " . فـ " تجاور المتناقضات" سيدّ " اللعبة " التكوينية في كلا المبنيين . ثمة شكل هندسي منتظم في هيئة مستطيل ، هو " فورم " المخطط الأفقي لمبنى الجمعية بالمنصور ، المتضمن أحياز لوظائف متواضعة مقتصرة على فضاء واسع مخصص للعرض الفني ، وآخر مفصول عنه بحيز بهو المبنى يشتمل على فراغات لغرف إدارية بجانب مطبخ يخدم أساسا رواد فضاء المبنى المفتوح المتمثل بحدائق الجمعية . وإذ لاحظ المعمار نشوء انطباع تبسيطي غاية في الصرامة ناتج عن سطوح الحيطان الصلدة الخالية من الفتحات عدا فتحتي البوابة الأمامية والخلفية ، فإنه لجأ إلى توظيف قطع " البلوك " الخرسانية المبنية بها تلك الحيطان للخروج من مأزق التبسيط الصارم.
ومع ذلك فإن عمارة مبنى الجمعية مازالت تعتبر من الاحداث الهامة في المشهد المعماري المحلي والإقليمي على السواء ، لنظارة المقاربة التصميمية وتمظهراتها بهيئة متفردة مفعمة بحضور الحس التعبيري والنحتي معا ً، فضلا عن اكتنازها لدلالات تشي إلى ثقافة المكان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

فيصل لعيبي: الاحتفاء بـالسياب جمع بين الشعر والفن

فيصل لعيبي: الاحتفاء بـالسياب جمع بين الشعر والفن

 متابعة المدى في لندن التي كان السياب قد وصلها عام 1962، لغرض العلاج وانتسب إلى جامعة أكسفورد للحصول على شهادة الدكتوراه في الآداب. استذكر مجموعة من الفنانين التشكيليين والشعراء والكتاب العراقيين بمشاركة فنانة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram