بقلم / زيدان الربيعيهناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية (نجوم في الذاكرة) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها،
حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى.نتحدث في الحلقة الرابعة والخمسين عن مسيرة مهاجم فريق السكك والديوانية والمنتخبات الوطنية السابق فالح عبد حاجم الذي ولد في الديوانية عام1949 ولعب بعض المباريات الدولية، إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.بداياته: بدأ اللاعب فالح عبد حاجم حياته الرياضية في الفرق الشعبية في محافظة الديوانية، حيث كانت الفرق الشعبية تمثل حافزا مهما للاعبين الشباب بالانضمام إليها وبعد أن أخذ عوده يشتد ويقوى انضم إلى أحد الفرق الشعبية هناك، حيث سرعان ما كشف عن مواهبه الكروية المتميزة وخصوصا في عالم التهديف، لأنه كان موهوبا في إحراز الأهداف.وبعد ذلك انضم إلى فريق الرافدين ومن خلال هذا الفريق بدأ يؤكد للآخرين أنه قادم نحو ميادين التألق والإبداع في عموم المحافظة.في عام 1968 حصلت النقطة الأهم في حياة هذا اللاعب عندما زار فريق قوى الأمن محافظة الديوانية ولعب ضد فريقها الأول الذي كان فالح عبد حاجم أبرز نجومه، الأمر الذي حدا بالملاك التدريبي المشرف على هذا الفريق إلى دعوته للانضمام إليه، لكنه لم يحبذ أن يكون لاعبا في هذا الفريق بسبب عشقه للحياة المدنية، لكن في الوقت ذاته كان يطمح ويتمنى أن يذهب إلى بغداد، لأن من يصل إليها سيحصل على مبتغاه. وبالفعل جاءه عرض آخر من فريق السكك الذي كان يعد من الفرق المهمة جدا في دوري المؤسسات، لذلك وجد فالح في هذه الدعوة الفرصة المناسبة لتقديم إبداعاته الكروية على نجيل ملاعب العاصمة بغداد.وفي عام 1968 انضم فالح عبد حاجم إلى فريق السكك الذي كان يشرف على تدريبه صانع النجوم ومؤسس المدرسة الزورائية المدرب الراحل جرجيس الياس. حيث وجد في هذا اللاعب الشاب مواصفات جيدة وتنبأ له بمستقبل باهر جدا على مستوى الكرة العراقية عموما وما هي إلا أيام قلائل حتى بدأ فالح عبد حاجم يثبت صحة توقعات مدربه من خلال المستوى المتقدم الذي يقدمه من مباراة لأخرى وقد انتبه اليه مدرب منتخب الشباب في عام 1969 ليضمه إلى المنتخب الذي خاض مباراة تاريخية ضد المنتخب الألماني التي سميت من قبل الإعلام الرياضي بمباراة فالح عبد حاجم، حيث تمكن فالح في هذه المباراة من تقديم أفضل ما لديه وقاد منتخب بلاده لتحقيق فوز تاريخي كبير جدا عندما سجل الأهداف الثلاثة بمفرده وبطرق مختلفة تدل على وجود حرفة ومهنية وسطوة تهديفية عند هذا اللاعب. وقد كانت هذه المباراة بمثابة الهوية التي أدخلت فالح عبد حاجم إلى سجل اللاعبين المعروفين في وادي الرافدين، حيث ما زال يشار إلى أسمه بالبنان حتى الآن ويذكر أسمه مع أسماء أفضل المهاجمين في تاريخ الكرة العراقية برغم أن مدة تمثيله للمنتخبات الوطنية كانت قصيرة جدا بسبب ظروف سنمر عليها لاحقا.وبعد هذه المباراة التاريخية واصل فالح عبد حاجم تقديم عروضه الجيدة مع فريق السكك، إذ شكل مع علي كاظم وحازم جسام ثلاثيا بارعا، وقد أسهم مستواه المتميز مع السكك وقبلها مع منتحب الشباب في دعوته إلى صفوف المنتخب الوطني في عام 1970، حيث كان معه أيضا زميله حازم جسام وخاض أول مباراة له مع المنتخب الوطني ضد فريق القوة الجوية، وقد استمر يلعب مع المنتخب الوطني حتى عام 1972 ولم يكن ابتعاده عنه بسب هبوط المستوى الفني إنما لأسباب أخرى لم يفضّل الخوض فيها بالوقت الحاضر، لأنها مريرة وقاسية جدا كونها شملت لاعبين آخرين اضطروا إلى اعتزال اللعب أو الهجرة إلى خارج البلد.ويقول فالح عبد حاجم: "إن الظروف الصعبة التي واجهتني بعد عام 1972 جعلتني أعود ثانية إلى فريق الديوانية الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية وتمكنت وبمساعدة زملائي اللاعبين من تأهيله للعب في دوري الدرجة الأولى وكان هذا الانجاز الكبير من الانجازات المهمة التي أعتز بها في مسيرتي الرياضية، وبعد ذلك قررت اعتزال اللعب بصورة نهائية.أجمل مبارياته: يعتز فالح عبد حاجم كثيرا بالمباراة التاريخية التي لعبها مع منتخب الشباب ضد منتخب ألمانيا الديمقراطية في بغداد عام 1969 التي انتهت عراقية (3 ـ صفر) وكانت الأهداف الثلاثة من نصيبه وعن سبب اعتزازه بهذه المباراة يقول حاجم: "إن هذه المباراة اعتز بها كثيرا لوجود أكثر من سبب لعل من أبرزها أنها جرت ضد منتخب أوربي كبير وكانت النتيجة إيجابية جدا فضلا عن المستوى المميز الذي قدمه منتخبنا الشبابي الذي كان زاخرا بالمواهب الشابة المميزة التي أكدت علو كعبها لاحقا، كذلك أني تمكنت فيها من تسجيل ثلاثة أهداف جميلة ما زال الجمهور والنقاد يتذكرونها لغاية الآن، يضاف إلى ذلك أن هذه المباراة أسهمت بتقديم جيل جديد للكرة العراقية تمكن من تمثيل المنتخب الوطني لاحقا خير تمثيل ومن أبرز هذه الأسماء جلال عبد الرحمن، ر
فالح عبد حاجم..مهاجم أبعدته الظروف عن مواصلة التألق
نشر في: 4 مايو, 2010: 04:13 م