علي حسين
في بلاد وادي الرافدين دارت في الأيام الأخيرة حرب ضروس على مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"
بعد أن خرج علينا البعض ليثيروا فاصلا من الردح "المناطقي"، مع سؤال طريف وخفيف: هل يجوز أن يسكن مواطن من مدينة العمارة في مدينة الحلة؟، وهل مسموح لعائلة من الأنبار أن تستأجر بيتا في البصرة؟ وهل سكان شمالي الناصرية مسموح لهم بالإقامة في ربوع جمهورية كربلاء؟ حديث البعض عن الوافدين الذين خربوا مدنهم "الزاهية" والردود الغاضبة على مثل هذه الموضوعات التي تجاوزتها الشعوب والدول ، مثلما ستصبح الصولة التي تقوم بها بعض المحافظات على الفقراء الذين تجاوزوا على أملاك الدولة "المصونة" مضحكة وتدخل في باب السؤال الأهم: ترى لماذا ينظر البعض إلى مواطني بلدهم نظرة قاصرة، وكأنهم شعوب نزحت من مناطق نائية؟، وقبل أن يتهمني البعض بأنني ضد القانون وأن العشوائيات تتسبب بصداع في رأس العديد من المحافظات ومنها بغداد.. دعوني أسأل: أين هي المشاريع العملاقة التي وعدتنا بها الدولة؟، أليس من حق كل مواطن أن يكون له سكن لائق؟ في بلد تجاوزت موازناته خلال السنوات الخمس عشرة الماضية أكثر من تريليون و250 مليار دولار، وما يزال مئات الآلاف يبحثون عن سقف آمن لعوائلهم.
جاء هنري كسينجر إلى أميركا صبياً ولم يصبح مواطناً أميركياً، إلا بعد أن بلغ الثامنة عشرة من عمره، لكنّ هذا لم يمنع البيت الأبيض من أن يسلّم مفاتيح سياسته الخارجية بيد هذا الألماني القصير القامة، بعد كسينجر حملت البولونية أولبرايت هموم الخارجية الأميركية، فيما سُلّم للأفغاني زلماي خليل ملفاً خطيراً ومهماً مثل ملفّ العراق.
ولا أريد أن أُذكّر جنابكم الكريم بأن الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي ابن مهاجر من المجر، ولم تقم قائمة الإعلام ولا الفضائيات حين قالت الحاجة الكينية سارة عمر، جدة باراك أوباما: اللهمّ أدخل حفيدي أوباما الإسلام. وقد جعلت فرنسا رشيدة داتي وزيرة للعدل من دون أن تسألها لماذا ولدت في المغرب.. فيما أصرت كندا على أن تضع مهاجرة من هاييتي على كرسي الحاكمة العامة للبلاد، وأن تسلم وزارة الدفاع لمهاجر من الهند دون ان تسأله من ياعمام ؟
لقد ألغت الأنظمة المتسامحة الحدود الجغرافية، وأصبح البحث عن الأصول اختراعاً عراقياً بامتياز، حُرم مئات الآلاف من العراقيين من حقوق المواطنة وهُجّروا وبيعت ممتلكاتهم ، لأنّ القائد المؤمن كان يشك في أصولهم!.
عندما يقرر البعض أن يبيح لنفسه اللعب على الحبال، مرة تجده يهتف بالطائفية ومرات بالمناطقية، والأقسى أن يقول متفاخرا مثل النائب كريم عليوي أن العراق سيشارك في الحرب إذا اندلعت بين طهران وواشنطن دون الحاجة لموافقة الحكومة العراقية.. ونسي أن يقول دون حاجة الشعب العراقي !!
جميع التعليقات 3
همام باسم
لو محصل بمدينته فرصة للعيش بكرامة ما تركها الدول الاوربية تجنسك بعد ٥ سنوات من الاقامة اذا لم تقم بأي فعل مخل بالقانون
كلام يشفي الجروح
عرفان صديق كريم
كلام منطقي يصلح لدولة فيها منطق و لا يعلو فيها صوت فوق القانون لكن في العراق لا يعلو صوت فوق الطائفية و هناك اناس يضعون مصلحة الارجنتين فوق مصلحة العراق