اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المفتشات الأمنيات ما بين ضعف الراتب وإهمال الأجهزة المختصة!

المفتشات الأمنيات ما بين ضعف الراتب وإهمال الأجهزة المختصة!

نشر في: 4 مايو, 2010: 05:18 م

أفراح شوقي... تصوير/ سعد الله الخالدي اعتادت أم شيرين استقبال ابنتها  من حافلة  الروضة التي تقلها الى البيت في الساعة الثانية والنصف ظهيرة كل يوم، ولفرط عجالتها وخشيتها ان تتأخر عن موعدها، لم تنتبه لتحذيرات رجل الأمن الذي طالبها بفتح حقيبتها الشخصية كالأخريات استعداداً للتفتيش
  قبل ان تتمكن من اجتياز الحاجز الكونكريتي  الضيق الذي طوق منطقتها اثر  موجة  الارهاب والعنف المسلح، وكاد الأمر يتطور لمشادة كبيرة بعد أن  رفضت ام شيرين التفتيش، وشاركتها بقية النسوة ذلك،  وطالبن بشدة ان أن تناط المهمة بمفتشة أمنية، تبعاً لخصوصية  حقائب النساء عادة،  ولم يحسم الجدل الا بتدخل ضابط الأمن المسؤول  الذي أعطى أوامره بالسماح لهن بالعبور دونما تفتيش. بداية التجربةتجربة المفتشات الامنيات بدأت في العراق  عام 2006 في كربلاء والنجف اولا لاستخدامهن في تفتيش النساء في اوقات الزيارات الدينية، بعد ان فرضت الظروف الأمنية على جهاز الشرطة العراقية اللجوء إلى إشراك شرطيات ضمن تشكيلاته في العديد من المحافظات من أجل أداء مهام تخصصية تقوم بها المرأة إذ أنه من غير اللائق إن يقوم رجل بتفتيش امرأة بحثا عن قطعة سلاح او موبايل أو حزام ناسف! الدورة الاولى للمفتشات تخرجت وكان عددهن عشرين مفتشة ضمن مؤهلات حددت بالسلامة المهنية وتوفر الشروط الصحية وحصولهن على الشهادة المتوسطة، واقتصر تدريبهن في دورات سريعة على السلاح الخفيف وبعض أساليب التفتيش، كما إن حداثة التجربة وخصوصية الظروف للانخراط في مثل هكذا عمل واجهت في البداية معرقلات كثيرة وصعوبات لعل  في مقدمتها تقبل المحيط الاجتماعي له. وتقول المصادر الصحفية ان اكبر دورة تخرجت نهاية عام 2009  وضمت 500 متدربة برتب تنوعت بين ضابط وشرطية على اساس الشهادة  التي حددت بالاعدادية فما فوق. وبلغ العدد الاجمالي للمفتشات عدة آلاف في عموم العراق قبلن على ملاك وزارة الداخلية وتم توزيعهن على مناطق متعددة من البلاد.rnانتحارياتارتفاع معدلات العنف في العراق واستخدام النساء الانتحاريات في العمليات الارهابية  افرز حاجة  اكبر للمفتشات الأمنيات،  ولا تزال العديد  من  مداخل المدن والدوائر المهمة تشكو نقصاً كبيراً في اعدادهن، بعد  ان فضلت الكثيرات منهن  التسيب من العمل او تركه نهائياً لأسباب عدة  تتعلق أولها   بالراتب المخصص لهن وعدم وجود عقد قانوني ينظم عملهن علاوة على المضايقات التي يتعرضن لها بين الحين والحين. وفي احاديث لهن مع (المدى) اشرن إلى انه لا يزال أسلوب التعامل معهن  بحاجة لتنظيم أداري يضمن حقوقهن  و استمرارهن في العمل لسد الفراغ الحاصل في  الجانب الامني بالدرجة الاولى علاوة على الارتياح الذي وفره وجودهن في عمليات التفتيش عوضا عن تدخل رجل الأمن الذي غالباً مايصيبه الحرج هو الآخر جراء  تفتيش النساء ولوازمهن.rnرواتب لا تكفي ومضايقات المفتشات(أ.ن) و(س.م) و(ر.ب) رفضن الكشف عن اسمائهن الحقيقية، وهن مسؤولات  عن تفتيش النساء  في  مدخل منطقة العامرية المحصنة بحواجز كونكريتية، أعمارهن متباعدة وتراوحت بين (20-50) عاماً، افترشن مربعاً صغيراً  تم تشكيله من حواجز كونكريتية صغيرة، وتتحكم لغلق  مدخلة قطعة قماش  داكنة وسميكة، وعلى مقربة منهن بدت بقايا ارغفة وعلب العصير الفارغة، ولما عرفن بمهمتي الصحفية اخبرنني بأنهن التحقن بالدوام ضمن حماية المنشآت في وزارة الداخلية((fbs  منذ سنتين تقريباً و قد وعدوهن اكثر من مرة  بالتعيين لكن لم يصدر شي بحقهن حتى الان،  رواتبهن تبلغ  250 الف دينار ضمن فترة عمل تستمر 8 ساعات، وهو  مبلغ لا يكفي لتغطية  أجور نقلهن من والى الوظيفة، حسب تعبيرهن، اضافة الى  النظرة الاجتماعية لعملهن والتي  لا تزال قاصرة بسبب العادات الاجتماعية المتوارثة.وشكت المفتشات من سوء الأماكن المخصصة لهن في العمل من حيث افتقارها لابسط المستلزمات الخدمية، كما انها لا تقيهن حر الصيف اللاهب وبرودة وأمطار الشتاء. rnطموحات مشروعةتقول الشرطية رحمة مناضل الساعدي  مواليد (1975) من بغداد  متزوجة ولديها طفلان: ان فرصة العمل والعائد المادي كانت من الأسباب التي دعتها  للتطوع كمفتشة في سلك الشرطة، وقد تلقت تدريبات على الكشف عن الأسلحة والمتفجرات وكيفية استخدام أجهزة التفتيش الحديثة والتعامل مع المواقف الصعبة والمريبة وكيفية استخدام عصا التفتيش.اما الشرطية (أفراح كاظم) مواليد 1980 فتقول: برغم اعتراض الاهل على انخراطي في دورات الشرطة الى اني استطعت اقناعهم وكنت من اوائل الملتحقات في الدورات التدريبية،تعلمت الكثير من المهارات وخصوصا كيفية استخدام عصا التفتيش (الالكترونية) وكيفية وضع احدهم باتجاه الحائط وتوثيق النساء الانتحاريات بعد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram